فى يوم واحد تطالعنا «كبشة» بلاغات ضد كل من المستشار «هشام جنينة»، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، و«حازم عبدالعظيم»، عضو الحملة الرئاسية للرئيس السيسى، ورجل الأعمال «نجيب ساويرس»، والفنان «خالد أبوالنجا» والاتهام واحد.. «ضد الدولة»!
تشكيلة مخيفة من الاتهامات، مثلا اتهام «ساويرس» بإفشال الرئيس بضخ عشرات الملايين على أعضاء الحزب الوطنى «المنحل» لإقناعهم بخوض انتخابات البرلمان القادمة، واتهام «حازم عبدالعظيم» بسحب ثقته من الرئيس السيسى لـ70 سبباً، حازم يتوعد الرئيس، سيعارضه شخصياً وليس سياساته أو قراراته، نوع من أنواع الانتقام بحسب البلاغ!
وفى حالة «خالد أبوالنجا»، الفنان يرغب فى زعزعة الاستقرار الداخلى للبلاد من خلال محاولته تأليب الشعب المصرى على مؤسستى الجيش والشرطة، وتكدير الأمن العام بنشر أخبار كاذبة من شأنها أن تحدث الفتنة والانقسام فى البلاد!
وفى حالة «جنينة» جاء الاتهام موحياً بالتكرار، إن ما يدعيه «جنينة» فى تصريحاته، وما ينسبه من فساد داخل أغلبية أجهزة الدولة بصفة عامة والسيادية بصفة خاصة خطير!!
لا نمارى فى حق يكفله القانون، مكتب النائب العام مفتوح، ولكن حصيلة يوم واحد من البلاغات مقلقة، والاتهامات مخيفة، وتشكيلة المستهدفين تورثنا قلقا على قلق أصلا يعتور الأجواء، ولو أعلن المكتب الفنى للنائب العام عن عدد البلاغات التى يتلقاها يوميا ستثير الأرقام والأسماء المتهمة عجب العجاب.
اهتبال الحق فى الإبلاغ ظاهرة خطيرة، استخدام سلاح البلاغات فى ترهيب وتخويف وتخوين نفر من المصريين وجرجرتهم على مكتب النائب العام يورثنا عجزاً عن تبيان مصدر الخطر الحقيقى، ليس صحياً تقفى أثر الآخرين بالبلاغات، كلٌّ يتحسس رأسه، هناك من هو رابض فى الدغل ينتظر هفوة ليحرك بلاغا، تغرد.. بلاغ، تكتب.. بلاغ، تحاور.. بلاغ، تسكت.. بلاغ.
كفاية بلاغات، تعبنا من الكيديات، الصمت على حمى البلاغات جريمة، البلاغات سلاح مخيف، يُستخدم بإفراط، ليس هناك من هو فى مأمن من بلاغ، إشغال مكتب النائب العام بسيل من البلاغات جد خطير، لو تفرغ مكتب النائب العام فقط لقراءة ما تحويه هذه البلاغات السياسية ما تبقى لرجال النيابة وقت لتحقيق البلاغات الجنائية.
يستحيل تصديق هذه البلاغات، لو «جنينة» ضد الدولة ما الذى يمنع الرئيس من إقالته، وقانون الإعفاء بين يديه، ولو ساويرس يسعى لإفشال الرئيس حتما سيفشل، كان الإخوان أشطر، ولو حازم عبدالعظيم أعلن على الرئيس المعارضة، بردا وسلاما كمن يعلن الحب، ولو خالد أبوالنجا يغرد ناراً ما أحرق مكانه.. افتكاس أعداء، هى الدولة ناقصة، كفاية علينا الإخوان!.
كل متهم فى طريق، لا ينظمهم تنظيم، لكنهم متهمون، لو كل هؤلاء ضد الدولة، ولو اجتمع كل هؤلاء لإفشال الرئيس، ولو تورط كل هؤلاء فى هذه المؤامرات التى تحويها البلاغات لابد أن تقف مشدوهاً، كيف تصمت الدولة على هذا الحجم المهول من المؤامرات، وكيف للرئيس أن ينجح وكل هؤلاء يعرقلون قدميه ويضعون العصى فى العجلات، أمعجزة مالها أنبياء؟
نقلا عن المصرى اليوم