يعقد سفراء الدول الأعضاء الـ 28 في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثاء جلسة تشاور طارئة في بروكسل لمناقشة الحملة التي تشنها تركيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني.
ويأتي إنعقاد هذه الجلسة بعد طلب تقدمت به تركيا التي أضحت متورطة في الصراع الدائر في سوريا خلال الأيام الماضية.
ونفذت تركيا -التي كانت مترددة في باديء الأمر في التدخل في الشؤون السورية - سلسلة من الغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وجاءت هذه الغارات عقب موجة من الهجمات نفذها مسلحون داخل الأراضي التركية.
وكانت تركيا، التي تعد إحدى الدول الفاعلة في الحلف، طالبت بعقد اجتماع للحلف الثلاثاء بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف الذي ينص على أنه يمكن لأي دولة عضو أن تطلب إجراء مشاورات في أي وقت شاءت، وفي حال تعرض سلامة أراضيها واستقلالها السياسي أو الأمني للخطر.
وتعد هذه هي المرة الخامسة في تاريخ الناتو يتقدم بها أحد الأعضاء بعقد مثل هذا الاجتماع.
وقال جوناثان بيل مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية إن "هذا الاجتماع سيمنح حلفاء تركيا في الناتو فرصة لتحديد أهداف تركيا ودوافعها بعد أن ظلت تقف جانباً، لزمن طويل، في الصراع الدائر في سوريا".
وأضاف أنه "سيمثل فرصة لسماع خطط الولايات المتحدة وتركيا لإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية يُطرد منها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية".
حزام خال من مسلحي "الدولة"
كما سيوفر الاجتماع فرصة للدول الاعضاء في الحلف للاطلاع على الخطط التركية والامريكية لاقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية.
وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا في تصريحات صحفية إن الولايات المتحدة وتركيا تعملان سوية لوضع خطط عسكرية تهدف لازاحة تنظيم "الدولة الاسلامية" من مناطق في شمالي سوريا.
وقال هؤلاء إن "حزاما خاليا من مسلحي الدولة الاسلامية" سيعزز الاستقرار على طول الحدود السورية التركية.
وبموجب الاتفاق الذي يقال إن البلدين قد توصلا اليه، سيصار إلى ازاحة مسلحي التنظيم عن شريط طوله 109 كيلومترات يقع الى الغرب من نهر الفرات حسبما أوردت صحيفة واشنطن بوست.
ومن شأن هذا الاتفاق توسيع مجال الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في شمالي سوريا، حسبما تقول الصحيفة الأمريكية.
وكانت تركيا قد وافقت في الاسبوع الماضي على السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انشرليك الجوية لشن ضربات جوية ضد التنظيم.
تململ الأكراد
وتعاني تركيا من الصراع الدائر في سوريا الذي أدى إلى لجوء 1.8 مليون سوري إلى أراضيها، كما تعرضت في 20 تموز/يوليو إلى تفجير انتحاري تبنى المسؤولية عنه تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سروج ذات الأغلبية الكردية، ما أدى إلى مقتل 32 شخصاً.
وصعدت هذه الهجمات حدة التوتر في المناطق الجنوبية والشرقية من تركيا، وهي المناطق التي خاض فيها حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور حربا مع القوات التركية فتكت بأكثر من 40 الف شخص منذ عام 1984.
وكان حزب العمال هذا اعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي اسفر عن مقتل رجلي شرطة تركيين يوم الخميس. وقال الحزب إن الهجوم جاء ردا على على تفجير سوروج وردا على ما وصفه "بتعاون" تركيا مع تنظيم "الدولة الاسلامية."
كما أدت العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في شمالي سوريا إلى تصعيد التوتر مع المسلحين الاكراد الذين يحاربون التنظيم في هذه المنطقة.
وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية قد قالت الاثنين إن الدبابات الكردية قصفت مواقعهم في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الشمالية.
ولكن مسؤولا تركيا قال إن العمليات العسكرية الأخيرة تهدف "لتحييد التهديدات الماثلة للأمن الاقليمي التركي" وإنها تستهدف تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا وحزب العمال الكردستاني في العراق.
وقال المسؤول "نحقق بالادعاءات القائلة إن القوات التركية هاجمت مواقع تسيطر عليها قوى غير تنظيم الدولة الاسلامية."
وأضاف أن القوات الكردية في سوريا "ما زالت خارج منظور الجهد العسكري الراهن."