الأقباط متحدون - دولة الميكروباصات والتكاتك
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الاثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥ | ٢٠أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دولة الميكروباصات والتكاتك

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
لأننا شعب متدين، لا نراعي قواعد السلامة، ونعمل بالفهلوة وقدراتنا الفردية لأننا لا نعمل بإتقان، نعمل على هدر الأرواح لأننا نقدس الإهمال والرخاوة والتراخي والكسل والاستسهال، وإبراز مهاراتنا في كسر القواعد والإتيان بما هو غير مألوف، ولأننا لا نريد العمل وفق الطبيعي والمعتاد، يسقط منا يومياً ضحايا على الأرض وفي النهر وفي البحر.
 
سائق المركب النهري الذي غرق في الوراق اتبع قواعد سواقة الميكروباصات التي تعمل الحوادث يومياً، ولا يلومها ولا يحاسبها أحد، ولا يستطع أحد معاقبتها لأن سائقيها متفقين مع أمناء الشرطة على تركهم يعيثون في الأرض فساداً فما بالنا بمركب نهري يسير في غياب شرطة نهرية ودون رقابة عليه، ماذا ننتظر منه؟
 
تضارب الكلام حول أن المركب لم يكن مرخص، ثم يظهر أنه مرخص، كذلك الصندل مرة مرخص ومرة غير مرخص، يعكس أن الإعلاام نفسه يستقي معلوماته بعشوائية لا تختلف مطلقاً عن عشوائية سائق المركب الذي قرر فجأة ألا يبالي بتنبيهات سائق الصندل التي يقرها البعض وينكرها البعض الآخر

بحسب شهادة الشهود، ويعبر النهر من أمامه دون الانتظار لأن يمر الصندل، ثم يمر من ورائه دون أن يعتبر لفروق السرعات بين محركه ومحرك الصندل، دون أن يراعي أن ما يفعله قد يكون خطراً عليه، الميكروباصات على الأرض تعتمد على قوتها في مقابل الملاكي، فتفتري عليها، ولا يستطع أحد أن يأخذ حق سائقي الملاكي منها لغياب الدولة وفساد الشرطة في معظم الأحيان، لكن سائق المركب النيلي لم ينظر لفرق القوة الجسمانية بين مركبه والصندل، ظن

نفسه تكتك، خسائره ستكون قليلة إذا ما احتك بعربة ملاكي سيخشى سائقها من الاحتكاك به لأن خسائره ستكون مكلفة لإصلاحها وبالتالي سيتفاداه بكل ما أوتي من قوة وقدرة، لم يفهم سائق المركب النهري أن ما يجري على الأرض لا يمكن تنفيذه في الماء إذ أن الصدام لا يصب في مصلحته بعكس حالة التكتك مثلاً الذي لن يضار اللهم إلا بثنية بسيطة في جسم التكتك، في المقابل ستكون إصلاحات السيارة كبيرة.
 
نقلنا العشوائية من الشوارع للنهر، لم يحدث فقط في مركب الوراق ولكنه يحدث منذ زمن بعيد بغرق المراكب التي تحمل فوق حمولتها ولا يراقب أحد، بتركنا لتلك المراكب تحمل الديجيهات وتشغلها بأصوات مفزعة ملوثة للبيئة الصوتية، ماذا يحدث؟ ماذا يجري؟ ما كل هذه الفوضة في الأخبار والتضارب في المعلومات، والتراخي والكسل في ضبط الأمور والأحداث؟ كفانا هزل يا سادة.
 
المختصر المفيد رحم الله المصريين من إهمالهم وفسادهم وفهلويتهم، فهم بذلك أعداء أنفسهم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter