بقلم: محمد بربر
صدق أو لا تصدق، أى نعم، فى ليلة من ليالى العمر التى تمر علينا سريعًا بفضل الحكومة الذكية التى توفر لنا كل ما يحتاجه المواطن المصرى، فيشعر معها بالراحة والأمان والإطمئنان، وإن "الدنيا لسه بخير"، سوّلت لى نفسى فى تلك الليلة، وامتدت يدى لريموت كنترول، شاشات الفضائيات تتناثر هنا وهناك، شيوخ وقساوسة، لا أحب الداعية الفضائى، ترتاح نفسى لرجل الدين الذى ألتقيه وجهًا لوجه، أحدِّثه ويحدثنى، القنوات تختلف وأنا أمرر يدى على الريموت كنترول، قنوات الرقص، ثم الأفلام والأغانى، وميلودى، وإعلان حمزاوى الشهير، وبنات باعت نفسها وجسدها، ومالت على الشاشة كما لو كانت فتاة ليل "درجة أولى"، وتستمر القنوات ويستمر العرض.
هنا توقفت..الإعلامى المثير للجدل الأستاذ "عمرو أديب"، وبرنامجه "القاهرة اليوم"، لم يكن لدى نية خالصة فى مشاهدة حلقته اليوم، خاصة وإنني عائد لتوى من عملى، وأحتاج إلى راحة واسترخاء. والإسترخاء قطعًا لن يأتى مع تذكير السيد "عمرو" الدائم بإرتفاع الأسعار، وتعطل المترو، وإهدار الرأى العام، وكل ما تعرفونه، وأصبح معتادًا فى ظل حكومة السيد "نظيف"..
لكن الضيف المحترم أجبرنى على المشاهدة، يُعرِّفه مقدم الحلقة فيقول: "هو منسق عام حملة دعم "جمال مبارك" رئيسًا للبلاد". أضحك- ومن قلبى- على هذا التوصيف.
يستمر "عمرو أديب" فى طرح الأسئلة، وأستمر فى متابعة إجابات السيد المنسق، قال إيه "جمال مبارك" أفضل من يحكم مصر!!
مرت الأسئلة الكثيرة أمامى، ماذا لو كنت أنا من يقدِّم البرنامج؟ أبسط سؤال سأطرحه فورًا: "هو حضرتك تعرف مين أصلا غير الأستاذ "جمال"؟ لاسيما وأن اختلافى الوحيد مع الأستاذ "جمال" هو إنه "المرشح الأوحد"، ولمَ لا وترزية القوانين "تحب تخدم"؟
اختلافى الوحيد هو إنه أهلاً بترشيح الأستاذ "جمال"، لكن فى ظل دولة مدنية تحترم حق الإنسان فى التصويت، وترفض تزوير الإنتخابات، ولا تصنع العقبات، وتتفنن فى صناعتها لتضعها أمام كل من يحاول أن يكون خصمًا للأستاذ "جمال"!!
اللقطة القادمة هى الأهم، وصدقونى سوف يخلِّدها التاريخ والتليفزيون، المنسق العام لحملة دعم "مبارك" يجيب على "عمرو أديب"، ردًا على سؤاله حول تمويل حملته قائلاً: "أنا بعت عفش بيتى بـ 42 ألف جنيه، ولسه عليا 12 ألف جنيه محتاج أدفعهم للمطبعة"، يا حرام!!
الأستاذ "مجدى الكردى" يحتاج وبشدة للدعم الحقيقي منا نحن أبناء "مصر"؛ ولهذا فأنا أطلق- ومن هذا المنبر- النداء الأعظم: "بيعوا عفشكم، وسددوا فلوس السيد المنسق، يرحمنا ويرحمكم الله".