الغذاء أحد أساسيات بقائنا على قيد الحياة، ولكنه فى أحيان كثيرة قد يكون طريقًا ممهدًا للأمراض، ويحوى بين مكوناته أسباب الموت.
وفى السنوات الأخيرة تغيرت عاداتنا الغذائية بفعل التقارب بين الثقافات وانشغال الأمهات، وطوفان الدعاية والإعلان لكل المنتجات، فاقتحمت الوجبات السريعة حياة الأسرة، وأصبحت الطعام المفضل للكثيرين، سواء الصغار والكبار، وأصبحت الفراخ البيضاء طعاما أساسيا يعتمد عليه أغلب البيوت المصرية، واعتاد أغلب السيدات استخدام مرقة الدجاج فى معظم الأطعمة، وأصبح تناول الحلوى كالإدمان عند أغلب الأطفال، مما يعوقهم حتى عن تناول طعامهم الأساسى، ومن أشهر الحلوى التى يعشقها الأطفال «الجيلى كولا».
ولكن هل تعلم أن هذه الأطعمة التى تنتشر بيننا تحمل، مع طعمها المفضل لدى الكثيرين، أمراضًا عديدة، وتحوى مخاطر قد لا يدركها أغلبنا ولا تقتصر أضرارها على مجرد كمية دهون أو كيلوات زائدة تجعلنا نعانى من السمنة.
فى السطور التالية نكشف الخبايا الضارة التى يحملها طعامنا المفضل والذى قد يحمل بين مكوناته سما قاتلا، ولن نكتفى بذلك، بل سنعطيك طرقًا لكسر هذا السم، وحلولاً بديلة تحافظ على صحتك.
احترس من الناجتس.. ليست صدور دجاج.. وتعرض الأطفال للشلل والسرطان والنزلات المعوية
«الناجتس» من أكثر الأطعمة المحببة للأطفال، وهو عبارة عن قطع من صدور الدجاج على هيئة أشكال تجذب نظر وشهية الأطفال ويتناولونها بكثرة، إما فى محلات الوجبات الجاهزة أو تشتريها ربة المنزل مجمدة ونصف جاهزة لتحتفظ بها فى الثلاجة وتستعين بها وقت الحاجة.
يفجر الدكتور أسامة فكرى، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، مفاجأة صادمة حول هذا الطعام المنتشر والمحبب للأطفال، مؤكدًا أن بحثًا حديثًا من جامعة «الميسيسبى» الأمريكية نُشر بالدورية الأمريكية للطب، أثبت بعد تحليل شرائح من الدجاج «الناجتس» أن نسبة تتراوح من 40 إلى %50 منها فقط يحتوى على عضلات «لحم أو بروتين»، والباقى بقايا دهون، وأوعية دموية، وأعصاب، وكميات كبيرة من الجلد والأمعاء، وأثبتت تلك الأبحاث أن تلك الشرائح ليست بدجاج «صافى».
وأضاف فكرى، أن بحثًا آخر أجرى لتحديد كمية البكتيريا التى تحتويها الناجتس، أثبت أنها تحتوى على بكتيريا «الإيكولاى» بنسبة %87، وهذا النوع من البكتيريا يتسبب فى الإصابة بالنزلات المعوية، وكذلك بكتيريا «كامبيلوباكتر» الموجودة فى أكثر من %44 من صدور الدجاج، وهذا النوع من البكتيريا قد يكون سببًا فى الإصابة بشلل تام فى الجسم وخاصة لمرضى انخفاض المناعة.
ويتابع استشارى الجهاز الهضمى والكبد، أنه عثر على بكتيريا «سالمونيلا» التى وجدت فى أكثر من %9 من عينات صدور الدجاج المشاركة فى البحث، وهذا النوع قد يتسبب فى الإصابة بمرض التيفود فى بعض الأحيان.
ويؤكد أنه رغم هذه النتائج فلا يجب منع تناول صدور الدجاج، ولكن أن نكون حريصين فى تناولها وعدم الإكثار منها واستبدال بعض البروتينات المهمة مثل الأسماك والفول والعدس بها، ولا ينصح باستبعادها تمامًا، ولكن يجب صنع هذه الأنواع من الدجاج فى المنزل وعدم تناول الجاهز منها، وأن تحرص الأم على شراء الدجاج وطبخه منزليا وتقديمه طازجًا لأبنائها، ولا تعتمد على شراء صدور الدجاج والناجتس الجاهزة والمعلبة والسريعة، ويمكن تناول الدجاج الذى تعده ربة المنزل بمعدل مرة أو مرتين فى الأسبوع.
احذر مرقة الدجاج.. مصنوعة من الأحشاء والعظام وتسبب الزهايمر وسرطان المعدة والقولون وتدمر مخ الأطفال
كثيرًا ما تلجأ ربات البيوت للاستعانة بوضع مكعب مرقة دجاج فى الطعام، اعتقادًا بأنه يضفى على الطعام نكهة ألذ أو لعدم القدرة على شراء اللحوم والدواجن والطهى بالمرقة الطبيعية، ودون أن تدرك ما يحويه هذا المكعب من مواد ضارة.
الدكتورة علا محمد، أخصائية التغذية العلاجية، توضح أن الكثيرين يعتبرون مكعبات مرقة الدجاج من أساسيات المطبخ.
وتتابع، أن تلك المكعبات تحتوى على العديد من المواد الضارة بالصحة، ومن هذه المواد:
- «مادة أحادى جلوتامات الصوديوم»: تشكل تلك المادة العديد من المخاطر على البصر، وتصيب الإنسان بالصداع النصفى، وهذه المادة قد تكون من أسباب الإصابة بمرض الزهايمر.
- كما أن هناك إحدى المواد التى تصنع منها «مكعبات مرق الدجاج» ورمزها الكيميائى هو (E-621)، وحذرت منها منظمة الصحة العالمية، واعتبرتها من المواد السامة التى تسبب الإصابة بالتسمم.
- مادة «جلوتامات أحادى الصوديوم»: تسبب السمنة، بل تعد من أهم أسباب الزيادة فى الوزن، كما أنها قد تؤدى إلى إدمان الطعام، لأنها شبيهة بمادة النيكوتين، وهذا ما يفسر إقبال البعض على تناول المزيد من الأطعمة المضاف إليها مكعبات مرق الدجاج وإدمان تناول المزيد من الطعام، كما يطلق عليها مادة السم البطىء.
وأوضح الدكتور محمد حلمى، استشارى السمنة والنحافة، مدى خطورة «مكعبات مرق الدجاج» على صحة الإنسان، مؤكدا أنها تتسبب فى العديد من الأمراض التى يمكن أن تصيب الإنسان، وتحدث هذه الإصابات بسبب تكرار وكثرة استخدامها.
وأشار إلى أن تلك المكعبات يتم تصنيعها من الجلود والأحشاء الداخلية وعظام ومخلفات الدجاج، وإضافة الكثير من التوابل عليها لصعوبة تمييز مذاقها. ويوضح استشارى السمنة والنحافة، العديد من الأضرار التى تحدث للإنسان بعد تناولها على المدى البعيد، ومنها:
- تؤدى إلى تدمير خلايا المخ خاصة لدى الأطفال.
- أحد الأسباب التى تساعد فى الإصابة بسرطان المعدة والقولون.
- تؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر.
- ينصح بابتعاد المرأة الحامل عن تناول أى أطعمة مضاف إليها تلك المكعبات، حيث إنها تتسبب فى تدمير خلايا المخ عند الأجنة.
وينصح د. محمد حلمى بالابتعاد عن تناولها، واستبدال التوابل التى تضاف لتجهيز الشوربة بها، فيمكنك وضع القرنفل والقرفة والملح والفلفل وورق اللورى والحبهان أثناء سلق الدجاج، وستشعر أنها تعطيك نفس الطعم الموجود فى «مكعبات مرق الدجاج بل وأفضل».
الجيلى كولا.. يضعف مناعة الصغار ويسبب قرحة المعدة ويؤثر على الاستيعاب
انتشر أخيرًا فيديو يظهر كيفية حقن الدجاج بالهرمونات للحصول على وزن أسرع فى فترة قصيرة، كما يلجأ البعض لحقنها بالماء لتحقيق نفس الهدف، ولكن حقنها بالماء لا يسبب أضرارًا، فى حين أن الحقن بالمواد الكيمائية والهرمونات هو الخطر الذى يهدد الحياة. وفى هذا السياق، يشير الدكتور محمد حلمى، استشارى السمنة والنحافة، إلى أن حقن الدجاج بهذه الهرمونات الضارة لزيادة حجمها فى وقت قليل يسبب الإصابة بالسمنة والفشل الكلوى، والضعف الجنسى لدى الرجال، والعقم، وهشاشة العظام، وأمراض القلب، والكبد، كما يصيب السيدات بعدم انتظام فى الدورة الشهرية وخشونة الصوت، وذلك يرجع إلى الحقن بهرمون الأستروجين، وحبوب منع الحمل.
وتوضح الدكتورة علا محمد، أخصائية التغذية العلاجية، أن المواد الكيمائية التى تتم إضافتها إلى علف الدواجن لزيادة الحجم تترسب تحت الجلد، وتسبب الفشل الكلوى، وخفض النشاط الجنسى للرجال، وخلل هرمونات الجسم، مما يؤدى إلى التقزم، والسمنة فى مناطق الثدى والبطن والأرداف عند الأطفال، وأمراض هشاشة العظام واختلال التمثيل الغذائى للجسم.
ولذلك تنصح بعدم تناول الجلد، لأنه يحتوى على نسبة عالية من الهرمونات، وأيضا الابتعاد عن الأجنحة والرقبة، وتجنب تناول أحشاء الدجاج مثل الكبد والكلاوى والمخ، وضرورة سلق الفراخ مرتين، والتخلص من الشوربة التى تنتج عن أول مرة، وضرورة شرائها من مكان موثوق، وملاحظة الدجاجة قبل الشراء، وما إذا كانت هناك انتفاخات غير طبيعية فى العينين.
انتشرت فى الآونة الأخيرة بعض الأحاديث على شبكات التواصل الاجتماعى حول حلوى «الجيلى كولا» التى يتناولها الأطفال بكثرة، وتناقل الكثيرون قصة طفل وضع قطعة من هذه الحلوى على بطنه، فتسببت فى حرق جزء من جلده، ونشر الكثيرون تحذيرات من أن هذه الحلوى تحتوى على مواد كاوية.
فما مدى صحة هذه الأقاويل وهل تحتوى حلوى الجيلى كولا التى يعشقها معظم الأطفال على مواد كاوية؟ تشير الدكتورة علا محمد، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن «الجيلى كولا» يحتوى على مواد كاوية بالفعل، وتتكون من مادة « الجيلاتين» ومصدرها الأساسى جلود الحيوانات والكوارع.
وتضيف أن هناك أنواعا عديدة من هذه الحلوى الجيلاتينية، فيوجد منها بطعم الكولا، وطعم بعض الفاكهة، وأيضا يوجد منها أشكال مختلفة مثل أشكال الحيوانات والأسنان والشفايف.
وتشير إلى أن السكر أحد مكونات «الجيلى كولا»، وعندما يؤكل يتسبب فى حدوث التصاقات فى الأسنان، وذلك يرجع إلى وجود مادة الجيلاتين مع السكر.
وتوضح خبيرة التغذية، أن مادة حامض السيتريك، أحد مكونات «الجيلى كولا» التى قد تتسبب فى حدوث قرح فى المعدة واضطرابات فى الجهاز الهضمى. وتكمل حديثها قائلة: «إن هناك العديد من حالات الوفاة التى سجلت بين الأطفال فى كندا، بسبب تناولهم «الجيلى كولا»، ولذلك فهى تشكل خطرا كبيرا على الأطفال، حيث قد تؤدى إلى الإصابة باختناق الطفل وقد تتسبب فى الوفاة.
وتؤكد أنه تم وقف بيع هذا النوع من الحلوى فى أمريكا وبريطانيا، وذلك بسبب حدوث بعض الوفيات بين الأطفال نتيجة تناولهم لها.
ويوضح الدكتور محمد حلمى، أخصائى السمنة والنحافة والعلاج الطبيعى والتغذية، أن «الجيلى كولا» قديم، ومع بداية انتشاره كان يشبه إلى حد كبير الجيلى الذى تتناوله، وتكون مادة الجيلاتين هى المكون الرئيسى فيه.
ويضيف أن مادة الجيلاتين مهمة للجسم، لأنها تساعد فى تقوية العظام ضد الهشاشة، وتوجد هذه المادة فى الكوارع والجيلى، ولذلك ينصح أطباء العظام، من يعانون من هشاشة فى العظام بتناول الكوارع، نظرًا لاحتوائها على تلك المادة المهمة للجسم.
ويشير أخصائى السمنة والنحافة والتغذية، إلى أن الخطر الذى يشكله «الجيلى كولا» يكون بسبب الألوان الصناعية والمواد الحافظة ومكسبات الطعم مثل طعم الكولا الذى يتكون منه «الجيلى كولا»، فهذه الأشياء قد تصيب الطفل بما يلى:
- قد تسبب بعض المضاعفات على صحة الطفل. - تسبب اضطرابات الخلايا الدهنية.
- تؤدى إلى اضطرابات الجهاز المناعى للطفل.
- تسبب اضطرابات المعدة وعسر الهضم.
- تؤثر على استيعاب الطفل، وقد تكون السبب فى عدم تركيز الطفل فى المدرسة.
وأخيرًا يوضح الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة واستشارى الأطفال، الأضرار الناتجة عن تناول «الأطعمة السريعة»، مشيرا إلى أن الإكثار من تناول الأطعمة السريعة يؤدى إلى ازدياد السمنة بين الأطفال والمراهقين والبنات، وازدياد نسبة الإصابة بالحساسية وخاصة حساسية الصدر والسكر وارتفاع ضغط الدم والقلب والشرايين.
ويضيف بدران أن الإكثار من تناول «الناجتس» قد يكون من أهم أسباب الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون، وهشاشة العظام، وانحدار نسبة ومستوى الجهاز المناعى. وأخيرًا ينصح الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة واستشارى الأطفال، بالابتعاد عن تناول «الأطعمة السريعة»، و«الجيلى كولا»، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه، مع الإكثار من تناول الماء.