نعيم يوسف
وكأن البلاد لا تنقصها فرقة ولا إنقسام، ولا توتر ولا استقطاب، ولا أي شئ ليتم حشد الشباب وضغط أعصابه بسبب مباراة كرة قدم بدون جمهور وبين فرقتين منهكتين في الأصل، ولم يقدما -كلاهما- أي عرض رياضي يستحق.
تحولت أجواء مباراة الأهلي والزمالك اليومين الماضيين إلى مباراة في الحشد الجماهيري بين الشباب، وتسابق في من يشتم أكثر، ومن يشتهر بكثرة إهانة الطرف الأخر، وقد تسببت الأفعال غير المسؤولة من قبل مسؤولي الناديين في حشد شبابي استقطابي غير معقول.. والحمد لله أن المباراة أقيمت دون جمهور وإلا لكانت وقعت كارثة مؤكدة.
تاريخ تشجيع كرة القدم في بلادنا يشهد أنها تحولت إلى "لعبة للموت" وليس "للمتعة"، فالحشد ضد الأخر والاستغلال السياسي للعبة أسفر عن كوارث إستاد بورسعيد وكارثة إستاد الدفاع الجوي، وهذه الحوادث راح ضحيتها العشرات من الشباب المصري، بالإضافة إلى الاحتقان الشعبي الشديد بين المشجعين.
من المعروف عن الرياضة أنها تسموا بالاخلاق، ولكن ما حدث في الرياضة المصرية السنوات السابقة اثبت عكس ذلك تماما، فالمنافسة الرياضية تحولت إلى مهاترات ومشاجرات وإنحطاط أخلاقي لم يسبق له مثيل، وصل إلى درجة سب الأخرين وسب أمهاتهم وعائلاتهم، بل وصل بأحدهم بأنه "خلع البنطلون" لشخص أخر، ورويت هذه الواقعة على الهواء!!!
السؤال هنا: لمصلحة من هذا؟؟ ولمصلحة من تدمير طاقة الشباب في مهاترات ليس لها أي قيمة؟؟ ولمصلحة من تقديم لاعبي الكرة على أنهم نجوم المجتمع وليس العلماء والمفكرين؟؟ ولمصلحة من السعي الدائم لانحطاط أخلاق الشباب المصري وتقديم النماذج السيئة كنجوم للمجتمع؟؟ ولمصلحة من يتم اللعب بالشباب؟؟؟