اغتيال السادات وعبدالحكيم عامر.. واعتقال محمد نجيب وكمال الدين حسين
جمال عبد الناصر والسادات تولوا رئاسة الجمهورية
كتب – نعيم يوسف
في مثل هذا اليوم منذ حوالي 63 عاما، غيّر 14 رجلا مصير البلاد، ومستقبلها، وحاضرها، وهم أعضاء "مجلس ثورة 23 يوليو"، أو قيادات تنظيم الضباط الأحرار، والذي أطاح بالملكية وأعلن مصر "جمهورية"، ونرصد في التقرير التالي من هم هؤلاء الضباط الأحرار ومصيرهم..
محمد نجيب
اللواء أركان حرب محمد نجيب، ولد في السودان لأسرة مصرية، والتحق بالجيش المصري، ثم التحق بالحرس الملكي، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، ويعد قائد ثورة 23 يوليو 1952 التي انتهت بعزل الملك فاروق، وتولى منصب رئيس الوزراء المصري خلال الفترة من (8 مارس 1954 ـ 18 أبريل 1954)، وتتولى أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ثم وزير الدفاع عام 1952، وكان أول رئيسا للجمهورية، وعلى الرغم من دوره التاريخي إلا أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة، تم اعتقاله، تم شطب اسمه من الوثائق وكافة السجلات والكتب وتم منع ظهوره أو ظهور اسمه تماما طوال 30 عاما، حتى أواخر الثمانيات حيث عاد اسمه للظهور من جديد وتم إعادة الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشآت والشوارع، وفي عام 2013 تم منح عائلته قلادة النيل العظمى.
جمال عبدالناصر
جمال عبد الناصر، أسس تنظيم الضباط الأحرار، وشارك في حرب 1948، وكان رئيسا للوزراء ثم وصل إلى الحكم عن طريق وضع محمد نجيب (الرئيس حينها) تحت الإقامة الجبرية، وقام بتأميم قناة السويس، وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية، وشارك في الحرب الأهلية اليمنية في هذا الوقت، أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين، وتعرضت مصر في عهده لنكسة 1967، وبعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، تعرض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي، وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص.
عبدالحكيم عامر
المشير عبدالحكيم عامر، كان صديقا لجمال عبدالناصر وأسس معه التنظيم، كما كان صديقا مقربا لصلاح نصر نصر رئيس المخابرات المصرية الأسبق تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الحربية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقاد القوات في حرب العدوان الثلاثي على مصر، وتزوج الفنانة الشهيرة برلنتي عبدالحميد، وقال بأنه أقدم على الانتحار في 14 سبتمبر 1967 ولكن بعض الجهات تقول أنه مات مسموما، انتقاما من محاولته للانقلاب على جمال عبدالناصر.
يوسف صديق
"يوسف صديق" بدأت علاقته بتنظيم الضباط الأحرار عندما تعرف علي النقيب وحيد جودة رمضان إبان حرب فلسطين 1948، وانضم للتنظيم بعدها بثلاثة سنوات، وتم التنسيق للثورة في منزله قبيل اندلاعها بأيام، وعقب نجاح الحركة دعا لعودة الحياة النيابية، وخاض مناقشات عنيفة من أجل الديموقراطية داخل مجلس قيادة الثورة، وطالب في مقالاته ورسائله لمحمد نجيب بضرورة دعوة البرلمان المنحل ليمارس حقوقه الشرعية، وتأليف وزارة ائتلافية من قبل التيارات السياسية المختلفة من الوفد الإخوان المسلمون والاشتراكيين والشيوعيين، وعلى أثر ذلك اعتقل هو وأسرته، وأودع في السجن الحربي في أبريل 1954، ثم أُفرج عنه في مايو 1955 حددت إقامته بقريته بقية عمره إلى أن توفي في 31 مارس 1975.
حسين الشافعي
"حسين محمود حسن الشافعي"، انضم للضباط الأحرار عام 1951 وتولى قيادة سلاح الفرسان وبدأ مباشرة بتجنيد الكثيرين لصالح الثورة، حيث تولى قيادة الكتيبة الأولى للمدرعات التي أطاحت بالملكية ليلة الثالث والعشرين يوليو 1952، تولى رئاسة محكمة الثورة، التي حاكمت الضباط الذين انضموا إلى التمرد الذي قاده وزير الحربية المصري المشير عبد الحكيم عامر بعيد هزيمة حزيران-يونيو 1967 والذي استمر قرابة الشهرين وتولى منصب ونائب رئيس جمهورية مصر العربية بالفترة من 1963 إلى 1974،
في عام 1967، وتوفى في يوم الجمعة 18 نوفمبر 2005 عن عمر يناهز 87 عاماً.
صلاح سالم
بمجرد ذكر اسم "صلاح سالم" في عز قوته، كانت ترتعد الفرائص، فهو انضم إلى الضباط الأحرار، وتوفي في سن صغيرة عن عمر 41 عاما في 18 فبراير 1962 بمرض السرطان، وهو شقيق جمال سالم، وقد شيع جثمانه في جنازة مهيبة تقدمها جمال عبد الناصر وجميع زملائه والوزراء, حيث بدأت الجنازة من جامع شركس بجوار وزارة الأوقاف الي ميدان إبراهيم باشا.
جمال سالم
جمال سالم، شقيق صلاح سالم، وأحد الضباط الأحرار، وشارك في حرب فلسطين، وبعد نجاح حركة يوليو 1952 وسيطرتها على السلطة في مصر، اختير جمال سالم رئيسا للجنة العليا للإصلاح الزراعي التي لعبت دورا بارزا في تصفية ممتلكات كبار ملاك الأراضي الزراعية، وكان منحازا لجناح جمال عبدالناصر في صراعه مع محمد نجيب، وقال عنه السادات في مذكراته " عصبيا إلى حد غير طبيعي، لا يهاب الدم، وهو ما دفع بالرئيس عبد الناصر في النهاية إلى الحد من اختصاصاته" وأصيب بالسرطان، وتوفي في مايو 1968 .
خالد محيي الدين
خالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، وعضو سابق في مجلس الشعب المصري، ذو فكر يساري، ومؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي حتى اعتزاله العمل العام، وعندما دعا رفاقَه في مارس 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي نشب خلاف بينه وبين جمال عبدالناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة استقال على إثره من المجلس، وآثر الابتعاد إلى سويسرا لبعض الوقت، وعاد للعمل السياسي بعد عودته حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع العربي الوحدوي في 10 أبريل 1976، ولكن اتهمه السادات بالعمالة لموسكو، وهي تهمة كانت توجه لعديد من اليساريين العرب في حقبتي السبعينيات والثمانينيات. وهو ابن عم زكريا محيي الدين مؤسس جهاز المخابرات العامة المصرية.
زكريا محيي الدين
زكريا محيي الدين، أبرز الضباط الأحرار علي الساحة السياسية في مصر، وأول رئيس للمخابرات العامة المصرية، تولى منصب رئيس الجمهورية فترة يومين عندما تنحى الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم في أعقاب هزيمة 1967 ، عرف بميوله يمين الوسط، وعرف عنه لدي الرأي العام المصري بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، وتوفى عن عمر يناهز 94 عاماً في يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو 2012.
كمال الدين حسين
"كمال الدين حسين"، أحد أعضاء الضباط الأحرار، وتولى العديد من المناصب الوزارية عقب الإطاحة بالملك، وقدم استقالته ثلاثة مرات بسبب خلافه مع عبد الناصر، وتم عمل محاكمة صغيرة له، وسأله الرئيس :هل عبود باشا أحسن أم لينين ؟ (كان عبود باشا يمثل الرأسمالية المتطرفة، أما لينين فيمثل الاشتراكية المتطرفة)، فأجابه كمال حسين أنه يخيره بين الشيطان وإبليس ووجه استفسارًا إلى الرئيس هل الميكانيكى الذي يملك ورشة صغيرة ويعمل عنده اثنين من العمال يشاركونه في الأرباح بنسب متساوية، فأجابه الرئيس في تصوري أيوة وجاء رد كمال حسين مفاجأة له للجميع وذلك بقوله: "يبقى في المشمش"، وفي 14 أكتوبر 1965م صدر قرار بتحديد إقامة كمال الدين حسين وزوجته في إحدى الاستراحات بالهرم، ثم عاد للنشاط السياسي في عهد السادات وتوفي في 19 يونيو سنة 1999 في مستشفى المعادى للقوات المسلحة نتيجة قصور شديدة في وظائف الكبد.
عبد اللطيف البغدادي
عبداللطيف البغدادي، أحد الضباط الأحرار، وتولى العديد من المناصب الحربية والوزارية وعين في 16 سبتمبر 1953 رئيساً لأول محكمة لثورة. و في 22 يوليو 1957 انتخب أول رئيساً لأول مجلس نيابي، بعد الحركة وعين نائبا لرئيس الجمهورية، وظل بمجلس الرئاسة الذي شكل في نوفمبر 1963 وفي مارس 1964 قدم استقالته واعتزل الحياة السياسية، وتوفي في 8 يناير 1999، وتقدم جنازته الرئيس محمد حسني مبارك.
أحمد أمين
"أحمد أحمد أمين"، وشهرته عبد المنعم أمين، وهو أحد الضباط الأحرار وقائد سلاح الفرسان ورئيس حرس الحدود ومحافظ أسوان ورشح لرئاسة الجمهورية، يوجد له تمثال في المتحف الحربي، وتوفى في عام 1978م ودفن بقرية محلة دياي كما وصى بذلك.
محمد أنور السادات
محمد أنور السادات، أحد الضباط الأحرار، وثالث رؤساء الجمهورية بعد نجيب وعبدالناصر، وقاد حرب السادس من أكتوبر، عام 1973 ودعا للسلام مع إسرائيل، ووقع على اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وفي 6 أكتوبر من عام 1981 (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر.
جمال حماد
"جمال حماد"، أحد الضباط الأحرار، وشارك في الإعداد للإطاحة بالملك، وكتب بيان الثورة الأول، عين مديرا لمكتب القائد العام للثورة اللواء محمد نجيب ثم كلف بعد ذلك بالانتقال للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامي 1952 و1957 في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق،وعين محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا للمنوفية وذلك بين عامي 1965و 1968. وأصدر عدة كتب عن ثورة يوليو وأسرارها حتى لقب بمؤرخ الثورة.