كالجراد المنتشر.. ينتشر الإخوان على كل المواقع بفضلات عقولهم المحشوة بأكاذيب، يبدو أنه من الصعب اقتلاعها إلا لمن يرحمه الله.. ذلك أنها مما تأسست عليه الجماعة على الأقل في تأسيسها الثاني - كما يسمونه -على يد عمر التلمساني في بداية السبعينيات.. وبذلك لا تنتظر من إخواني واحد أي حوار حقيقي أو شبه حقيقي حول أي موضوع.. وإنتاجهم على أي موقع أو منتدى ليس إلا إعادة إنتاج للحشو الذي جرى وببذاءة لا حدود لها.. ذلك أنهم فقدوا أي برقع للحياء، ولم يعد لهم عند المصريين أي مصلحة بعد أن بات اللعب على المكشوف!
في مقال الأمس تناولنا أكاذيب الإخوان التي روجوها بمساعدة مباشرة من كتاب في السلطة طوال الأربعين عاما الماضية، وبتمويل خليجي مهول تحول إلى دور نشر وكتب ومجلات ومساجد وزوايا وأعمدة صحفية لكتاب نعرفهم بالاسم ونقول: تناولنا أمس قضايا اليمن ومزاعم الأموال التي أُنفقت في أفريقيا والتعامل مع الإخوان والعلاقات مع أمريكا وروسيا والقطاع العام، ورأي الشعراوي في "عبد الناصر" الذي انتهى باعتذار الإمام لروح الزعيم على قبره في واقعة شهيرة جدا.. وهنا يضطر الإخوان لطرح قضايا جديدة فتجدهم يحدثونك في تعليقاتهم الخائبة مثلا عن "روح شوف صلاح نصر وأيامه هو وشمس بدران"، و"شوفوا عملتوا أيه في مصطفى أمين"، و"كفاية أن تسبب في انفصال السودان" وهكذا..
ولذلك وعن تلك القضايا نقول:
بحكم الجهل فهؤلاء وأمثالهم لا يعرفون أن من سجن وحاكم صلاح نصر هو جمال عبد الناصر نفسه، فيما سُمى قضية "انحراف المخابرات"، وحكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة علنية تابعتها الدنيا بمراسلي صحف ووكالات أنباء العالم كله، وفي المحاكمة لم يتهم نصر عبد الناصر اتهاما واحدا وكان يستطيع!
سيقول أحدهم بببغائية مزمنة: "وهو كان يقدر يتهمه بأي حاجة؟"، ونقول: أفرج السادات عن صلاح نصر عام 74 هو وشمس بدران، وأجرت صحف عديدة معهما حوارات مختلفة، بل إن صلاح نصر تحديدا أجرى حوارا طويلا تحول لكتاب كامل مع الكاتب الصحفي حسنين كروم، بعنوان "صلاح نصر يتذكر"، ملخصه أن كل تصرفاته تمت بقناعاته التامة دون تعليمات من أحد، كما قال شمس بدران، في حوار للحوادث اللبنانية مع محمد سعيد فريحة: "إنه يمكنه أن يتهم جمال عبد الناصر بأي شيء ويخلي مسئوليته، إلا أنه فعل ما فعل لحماية البلاد"، فإما "أن ننتزع اعترافات من الإخوان بسرعة أو نتركهم يدمرون مصر كلها"!
كان بدران يتكلم عن اتهامه بالتعذيب، وكان عبد الناصر قد مات منذ أربع سنوات، وليس ذلك فحسب بل صار المناخ مشجعا للهجوم عليه؛ حيث كانوا يتقربون للسلطة الجديدة بذلك.. إلا أن بدران لم يفعل ولا صلاح نصر فعل.. ورحل نصر بعدها بقليل، ويعيش بدران حتى الآن في لندن.. واحد فقط أدانت المحكمة صلاح نصر بتهمة تعذيبه هو الكاتب الصحفي مصطفى أمين، الذي اتهم بالتجسس للولايات المتحدة الأمريكية.. وقبل أن تنفعل وتقول إن القضية ملفقة هي الأخرى لك - عزيزي القارئ ونقدر حجم الصدمة الكبيرة - ثلاث معلومات سريعة ومهمة، وهي قضية مصطفى أمين، جاءت بالصدفة أثناء مراقبة الأجهزة المصرية لرجال السفارة الأمريكية وليس أثناء مراقبة أمين.. والثانية أنه أفرج عنه في تبادل للجواسيس عام 74 أيضا، وبقرار من الرئيس السادات، أي أنه قضى في سجون السادات أربع سنوات كاملة.. أما الأهم أن قضيته بأوراقها ومحتوياتها وتسجيلاتها تحتل موقعا متميزا في متحف المخابرات العامة المصرية، رفضوا فريق بعد فريق ورئيس لها بعد رئيس، رفعها من المتحف!!
واحد من إياهم سيتهمنا الآن بالكذب كالعادة، وهنا نتحدى من يشكك أن يلجأ للقضاء ويحاكمنا.. علما بأننا لا نصفي حسابات مع أحد - كما يفعلون - بل هي اتهامات تتردد ونردها.. وترديدها دليل تشوه عقول ووعي جيل كامل.. يشتم ويهاجم بكل أسى من مات عشقا لهذا البلد، ويمدح في الوقت نفسه - وفي تناقض مذهل - الجواسيس!
ونستكمل غدا..
نقلا عن vetogate.com