كشفت صحيفة "العرب اللندنية" تداعيات لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، يرى مختصون في الشأن السعودي، أن إتمام مصالحة سعودية إخوانية، أمرًا مستبعدًا؛ بسبب اعتراض شخصيات كبرى في الأسرة الحاكمة على تلك المصالحة، كما أن بعضهم يشعر بغدر الجماعة التي أتاحت لها الرياض خلال عملية الاجتثاث، التي تعرضوا لها في مصر في ستينيات القرن الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع الإخوان في التسعينيات من تأييد حركة هدفت لتغيير نظام الحكم في المملكة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الراحل وشقيق الملك سلمان بن عبد العزيز ووالد ولي العهد الحالي الأمير محمد بن نايف وصفوا الجماعة أنها "مصدر كل مشاكلنا في العالم العربي".

ولا يخفي أمراء سعوديون، اليوم، ريبتهم من السياسة السرية للجماعة باعتبارها تهديدا خبيثا للحكم رغم أنهم لا يغفلون كون إيران تمثل خطرا حاليا.

ومن هذا المنطلق يرون أن لا شيئا يضطر المملكة للاختيار بين خبث الإخوان وخطر إيران، طالما تمتلك الرياض كمًّا كبيرًا من الخيارات التي يتيح لها وزنها السياسي وقوّتها المالية تنفيذها بنجاح، وفي مقدّمتها نسج تحالفات وشراكات إقليمية ودولية، فيما التحالف مع حركة مأزومة يبدو عديم الجدوى.

ويري مختصون في الشأن السعودي أن حركة حماس تحاول إجراء مناورة إعلامية، قوم على تضخيم صورتها ودورها بما يوحي بأن الرياض في حاجة إليها في المواجهة مع طهران، فيما الحركة في حالة من الضعف الشديد والتراجع بفعل لعبة تغيير الولاءات التي دأبت عليها، وأيضا بفعل ما سببته من انقسام في الموقف الفلسطيني بسيطرتها على قطاع غزّة وجرّها سكانه إلى ويلات ومآس بالتورط في حروب لم يبد لها أي تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية