عرض/ سامية عياد
منذ صباه كان يرفع يديه عاكفا للصلاة وأصابع يديه تتقد كأنها مصابيح متوهجه ، بنسك شديد وبكاء واصوام ومطانيات بدأ حياة الرهبنة ، غيرته الشديدة على الرهبنة جعلته حازما لا يقبل الاخطاء .. أنه القديس الأنبا شنوده محب الفقراء ..

وكما جاء فى مقال الكرازة "القديس الأنبا شنوده" للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث أنه كان هناك شخص قد صرعه شيطان فوضع القديس الأنبا شنوده يده عليه وانتهر الشيطان فخرج منه وحدث هذا وهو فى عمر صغير عندما أخذه خاله بيجول وكان رئيسا لدير ، وحدث أن ملاكا ظهر للأنبا بيجول وسلمه إسكيما لشنوده ، فألبسه إياه وصار راهبا وبدأ رحلته الرهبانية بنسك شديد حتى قيل إن جسده قد جف وصار نحيلا وكان غيورا على الدير لم يقبل أية أخطاء أو تجاوز من الرهبان.

ظهرت غيرته على الرهبنة بعد اختياره رئيسا للدير ، فكان حازما جدا ووضع قوانين للرهبان ، وهبه الله أن يعرف أفكار من يأتون إليه ، كما وهبه صنع المعجزات ، كان مدافعا عن الفقراء يحب العدل ويدافع عن المظلومين ، ونذكر أنه تفاوض مع رئيس قبائل النوبة ليكتفى بما أخذه من مال من بعض قرى أخميم بعد الهجوم عليها فوافق على ذلك واستضاف القديس ما يقرب من عشرين ألفا من المسبين فى ديره لمدة ثلاث شهور مقدما لهم المأكل والملبس والمال .

حارب الخرافات والشعوذة والسحر موبخا هؤلاء الذين يصدقونها قائلا "لن ينفعكم مثل هذه الأمور" ،  كما أنه كان على علاقة طيبة مع الآباء البطاركة الذين عاصرهم وقد أخذه القديس البابا كيرلس معه فى ذهابه الى مجمع أفسس ، وهبه الله نعمة الانتقال من مكان الى آخر .

فوق كل هذا يعد القديس الأنبا شنودة زعيما للأدب القبطى وقد تمكن من اللغة القبطية وقواعدها ومفرداتها ، متمسكا باللغة القبطية الصعيدية وكتب بها وعرف بأسلوبه المؤثر جدا فى الوعظ والتعليم ، كتاباته تنقسم لثلاثة أقسام التى وضعها للرهبان وهى فى 9 مجموعات ، والعظات أو التعليم وهى فى 8 مجموعات ثم الرسائل ، وحوت مكتبته فى الدير الأبيض فى القرن الثانى عشر حوالى الف مخطوطة ، لكن للأسف فقد الكثير من تراث هذا القديس ولم يبقى سوى عشرة آلاف ورقة و350 مخطوطة .