جديد الموقع
العائدون من السبي
بقلم: مايكل مجدى
أفعال وردود أفعال، سلوكيات اجتماعية، زواج طلاق خلع، فساد ورشوة، جريمة وعنف، إسراف وجوع، أعياد وموالد، أمانة وجهاد...ما كل هذا؟
هذه عينة بسيطة جدًّا من مخرجات مصنع الثقافة المعاصرة. وأتردد فى قول كلمة الثقافة المسيحية المعاصرة كعنوان لكل تلك الكلمات لبراءة المسيحية منها، ولكنى ملزمًا بذلك؛ لأن أصحابها هم من يحملون الصليب على الصدور والأيدي.
ايمانى الشخصى أن ما نسمعه ونشاهده ونعيشه من سلوكيات مسيحيين ليس لها أى علاقة بالمسيح ولا بتعاليمه لا من قريب ولا من بعيد, لا هى كتابية ولا حتى متواتره, إنما هى ثقافة محلية الصنع.
واشعر وكأننا فى سبي مثل سبي شعب الله بني اسرائيل في القديم, فنحن نعيش فى السبي أو السبي هو الذى آتى إلينا وبَدَّلَ لغتنا وثقافتنا وسلوكياتنا بل والأصعب أنه بَدَّلَ ايماننا القلبي, لكنه مشكورًا ترك لنا الايمان الظاهري الأنيق، ترك الصليب على الكنيسة وترك الصليب على اليد وفوق الصدر لكنه نزعه من القلب, ولا اريد أن استخدم لسان الإسقاط المُسْتَهْلَك, وأن أقول: "هم السبب إحنا مالناش ذنب, غلابة يا ولدى لا حول لينا ولا قوة."
فى كل جيل يعطى الرب الفرصة لهذا الجيل ليكون جيل التغيير ويعود من السبي, وهذا الجيل لن ينجو فقط بنفسه لكن سينقل كل الأجيال القادمة ليولدوا فى أرض وطنهم أرض الحرية ويُرحم من العبودية, فلماذا لم يتحرك أي جيل حتى الآن بالرجوع من السبي؟ هذا فعلاً سؤال مُلِحّ.
إذا كان السؤال مُلِحّ فالجواب صادم, والجواب هو أن جيل العودة من السبي هذا هو الجيل دافع التكلفة أى أنه لا ينعم بحرية العودة من السبي غير قليل جدًّا – إن سنحت له الفرصة وعاش بعد ذلك - ولا هو نعم بالعيشة في العبودية "وآهي عيشة والسلام" فهو خاسر الإثنتين لكى يمهد طريق لكل الأجيال القادمة.
ولكن هذا المشهد ليس بجديد لكنه متكرر فى التاريخ كثيرًا, فى كل الثورات السياسية والثقافية وحركات الإصلاح منذ فجر التاريخ, هناك الكثير من البشر دفعوا تكلفة باهظة الثمن لكى ينعم أطفالهم بحياة أفضل, والآن تجني الأجيال اللاحقة الثمار. قد يصفق الجميع بعد هذا الكلام ولا يختلف معى إثنين عليه. لكننا نقف جميعًا أمام حائط التطبيق العملي وكيف نعيش ذلك.
وأنا هنا لا ادعو للتمرد والعصيان, ولا لإنقلاب ثقافي أو سياسي, لكني أقف الآن وأقول بأعلى الصوت يا مسيحيين كونوا مسيحيين, نعم كونوا مسيحيين, أعيدوا سيرة المسيحيين القديمة عن رمز الأمانة والإخلاص, رمز العلاقة الأسرية المستقرة والناجحة, عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح.
هل يستطيع هذا الجيل أن يقتل الأنانية واللامباله وينظر للمستقبل بعين واقعية ؟
ترى ماذا سيقول أولادنا لنا عندما يدركوا الواقع ؟
هل نستجيب لصوت الرب لنا أم سينتظر الرب الجيل القادم ؟
اسئلة لا أعلم إجابتها لكن أنت تعلم إجابتك الشخصية لها. اجعل أولادك يفتخرون بك وسلم لهم الراية مرفوعة!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :