الأقباط متحدون | ما بين دموعى وضحكى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٠١ | الأحد ١٥ اغسطس ٢٠١٠ | ٩ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١١٥ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ما بين دموعى وضحكى

الأحد ١٥ اغسطس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: محبة مترى

قد يمر الإنسان بلحظات حزن قاسية فتنساب دموعه حزنًا وألمًا؛ تعبيرًا عن قلب مثقل بالهموم، وما أكثرها فى حياتنا، وعن أشجان ومشاعر فياضة راجيًا أن تغسل هذه الدموع أحزانه، أو تخفف أحمالاً ثقيلة يحملها على كاهله. وفى لحظة الحزن إذا استسلم لها دون طلب وجّه الرب ومعونته فإنه يكون قد أسلم نفسه للإكتئاب، فينشب أظافره فى قلبه كوحش كاسر ، أو يسقط فى بالوعة اليأس كما صورها يوحنا بنيان فى كتابه الشهير سياحة المسيحى، حيث وقتها يظن انه الوحيد البائس فى هذا العالم اما الكل من حوله فسعداء وليس هناك من يشعر به او يسمعه ولابصيص من رجاء......ثم تمر مواقف اخرى عليه مبهجة يشعر فيها بالفرح والسعادة  والامل ويضحك ملئ شدقيه ناسيا انه ذات يوم حفرت دموعه مسارات فى قلبه واخاديد اسفل عينيه.....انه الانسان بكل ضعفه ونقائصه.
ويحتوى الكتاب المقدس على العديد من القصص لاناس تارجحوا بين البكاء والفرح وبين الياس والرجاء , ويبين لنا الله من خلال كلماته كيف تعامل معهم وانقذهم من هذه الهوة السحيقة وملأهم بالرجاء والفرح والامل ...........
 
نجد داود يبكى حزنا على خطيته ونذرف الدموع معه على خطايانا  (تعبت في تنهدي.اعوّم في كل ليلة سريري بدموعي اذوّب فراشي.) (مز 6:6) ...( صارت لي دموعي خبزا نهارا وليلا اذ قيل لي كل يوم اين الهك) (مز 42 : 3 ) ..
ثم نجده فى موضع اخر ممتلئ بالرجاء (حولت نوحي الى رقص لي.حللت مسحي ومنطقتني فرحا) (مز 30 :11 ).
 
ونجد حنة تبكى بمرارة وتتضرع ان يهبها الله ابنا  ونشعر معها بالمرارة عند نتشوق الى امل يبدو بعيد المنال ( فقامت حنة .....وهى مرة النفس فصلت الى الرب وبكت بكاء ) ...
ونجدها بعد ان وهبها الله صموئيل (فصلّت حنة وقالت.فرح قلبي بالرب.ارتفع قرني بالرب.اتسع فمي على اعدائي.لاني قد ابتهجت بخلاصك.)  (1 صم 2: 1)
 
ثم نتامل فى المشهد الخالد للمراة الخاطئة التى اتت الى الرب يسوع  منسكبة ،ماسحة قدميه بشعرها ودموعها بانسحاق شديد ، ونتمنى لو كنا داخل الصورة ولو امكننا فقط ان نجثو عند قدميه  مثلها نقبلهما شكرا وحمدا (ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب.) (لو 7: 38 )
 ثم يقول لها الرب منوها الى محبتها الكثيرة( مغفورة لك خطاياك ...ايمانك قد خلصك ....اذهبى بسلام ) ( لو 7 : 48 )
 يالها من اعظم كلمات مفرحة سمعتها فى حياتها كوسام شرف حل محل وصمة العار ...فنكاد نسمع صوت دقات قلبها ترتفع بالسعادة والفرح فها هو الرب قد رفع راسها واعطاها الحياة والسلام .
 
 وننتقل الى يعقوب فنجده نائحا فى شيخوخته على فقده ليوسف ابنه المحبوب (فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه.فابى ان يتعزى وقال اني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية.وبكى عليه ابوه) (تكوين 37 : 35 )....
ثم نتخيله وقد انحبست انفاسنا لنشاهد رد فعله عندما اخبره ابناؤه ان يوسف مازال حيا بعد وهو المتسلط على ارض مصر ،فقد جمد قلبه من وقع المفاجأة ( فجمد قلبه لانه لم يصدقهم ....فعاشت روح يعقوب ابيهم ....فقال اسرائيل كفى يوسف ابنى حى بعد ) ( تكوين 45 : 37 ).
 ومسح الله دموع يعقوب وعاش حتى رأى يوسف بكل عظمته متسلطا على ارض مصر وباركه كغصن شجرة مثمرة  وبارك ابنائه .
 
اما بطرس الحماسى المندفع الذى ذكر للرب يسوع انه مستعد ان يذهب معه الى السجن  ،عندما انكر السيد صار حاله يرثى له (فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات.فخرج الى خارج وبكى بكاء مرا) ( متى 26 : 75 )...ثم نجده يندم ويتوب ويصبح بطرس هو صخرة تاسيس الكنيسة.
 
امثلة كثيرة تملأنا بالرجاء والفرح كلما قرانا فى كتابنا المقدس ...وفيما بين دموعنا وضحكنا الله فاحصنا يرعانا ولايتركنا.
 هل دموعك نتيجة الم؟....مرض؟ ...خطية؟...ندم؟...وحدة؟....فقدان عزيز؟...خذلان اقرب الناس لك؟.....ظلم؟..امل لم يتحقق؟
سيمسح الله دموعك ويبدلها بالابتسامة والفرح،  فقط ثق فى وعوده ومواعيده. 
( وسيمسح الله كل دمعه من عيونهم والموت لايكون فى ما بعد ولايكون حزن ولا صراخ ولا وجع فى مابعد لان الامور الاولى قد مضت ) ( رؤيا 21 : 4  )
( حينئذ امتلأت افواهنا ضحكا وألسنتنا ترنما.حينئذ قالوا بين الامم ان الرب قد عظّم العمل مع هؤلاء) ( مز 126 : 2)
ثق به.........آمن فقط ........
فهو الوحيد الذى يشعر بك عندما تكون وحيدا
يفهمك عندما يسئ الناس الظن بك
يسامح ضعفك حتى ان ادانك الاخرون
تاتمنه على اسرارك دون خوف 
وتشكى له همك فيريحك
يربت عليك عندما لاتجد الحنان
يحبك محبة غير مشروطة وبدون مقابل
 
فلنشكره بسبح وحمد وترنم...............
ياللي أمامك حياتي من قبل تكويني ......مكشوفة ليك يا جابلني أيامي وسنيني .....عديت عظامي وعارفني بطباعي وصفاتي .....ضحكي ودمعي وأصغر تفاصيل حياتي .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :