كشفت مصادر إخوانية لـ«الوطن» كواليس اللقاء الذى جمع بين وفد حماس برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة، والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، أمس الأول، لافتة إلى أن «مشعل» طلب من العاهل السعودى الضغط على الرئيس عبدالفتاح السيسى لوقف أحكام الإعدام التى صدرت فى حق محمد مرسى، الرئيس المعزول، وعدد من قيادات الإخوان.
وقالت المصادر إن «مشعل» أخبر العاهل السعودى أن تنفيذ هذه الأحكام سيمثل خطراً شديداً على الدول العربية والخليج، بحجة أنها ستساعد فى تنامى التيارات التكفيرية، وعلى رأسها داعش، وبالتالى يجب التدخل من جانب «السعودية» لإجهاض هذا السيناريو، وفقاً لقولها، كما طلب من الملك سلمان التوسط لحل الأزمة الموجودة بين النظام المصرى والإخوان، وإقناع الطرفين بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات برعاية السعودية للوصول إلى حل سياسى للأزمة، بدعوى أن هذه الخطوة ستكون أكبر تحرك لمواجهة الجماعات الإرهابية فى مصر.
وأشارت المصادر إلى إن وفد حماس طلب من السعودية الضغط على مصر لتسهيل عملية فتح المعابر مع قطاع غزة والسماح بدخول البضائع والأفراد، كما تحدث الطرفان عن سبُل مواجهة المدى الشيعى فى المنطقة ومواجهة وجود إيران القوى فى اليمن والعراق.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت أحكاماً بالإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد من قيادات الإخوان فى قضيتى الهروب الكبير والتخابر مع حماس.
من جانبها، قالت «حماس»، فى بيان لها، إن وفد الحركة ضم أعضاء المكتب السياسى لحماس، وهم خالد مشعل رئيس المكتب، وموسى أبومرزوق، وصالح العارورى، ومحمد نزال، لافتة إلى أن الزيارة استغرقت يومين، أدى خلالها الوفد مناسك العمرة وصلاة العيد فى المسجد الحرام، والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين، وولى العهد الأمير محمد بن نايف، وولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتُعد زيارة مشعل للمملكة هى الأولى منذ تولى العاهل السعودى سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم فى السعودية خلفاً لأخيه عبدالله بن عبدالعزيز الذى توفى فى 23 يناير 2015، كما أنها الزيارة الأولى له منذ يونيو 2012.
ومن جانبه قال عزام التميمى، القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، عبر صفحته على «فيس بوك»، إن «زيارة خالد مشعل إلى الرياض مؤشر آخر على توجه السياسة السعودية فى عهد سلمان نحو الأفضل». وأشاد «التميمى» بإصدار قرار السعودية بالإفراج عن معتقلى حماس فى المملكة.
فى سياق متصل انتقد يحيى حامد، مسئول العلاقات الخارجية للإخوان، فى تصريحات نشرتها مواقع إخوانية، موقف دول الخليج تجاه التنظيم، قائلاً إن «جماعة الإخوان لا تتفهم سكوت الدول العربية على ما يحدث للإخوان فى الفترة الماضية، وفى حال عدم مراجعة الأحكام القضائية الصادرة ضد قيادات التنظيم، وتنفيذها، فإن ذلك سيؤدى إلى زلزال فى المنطقة العربية بأكملها».
ودعا جمال حشمت السعودية إلى التدخل لحل الأزمة فى مصر، قائلاً، عبر صفحته على «فيس بوك»: «الإفراج عن معتقلى حماس فى السعودية يُحسب للملك سلمان تصحيحاً للأوضاع التى ورثها وكانت عبئاً على عاتق سلطته، نتمنى خطوات إيجابية فى الملف المصرى».
فى المقابل، قال الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن «حركة حماس هى الفرع الفلسطينى لجماعة الإخوان، وبدلاً من أن تركز على المصالحة وتحرير الأراضى الفلسطينية، تركز على تحقيق أهداف الجماعة، وفى النهاية هى تعمل لحساب الإخوان وليس لحساب القضية الفلسطينية، لأنها مشغولة بالشأن المصرى، أكثر من اهتمامها بالشأن الداخلى الفلسطينى».
وأشار «جاد» إلى أن «حماس» تحاول أن تتوسط لقيادات جماعة الإخوان، والضغط على الجانب المصرى عن طريق المملكة العربية السعودية، إلا أن الأمر أصبح فى غاية الصعوبة، ولن يحدث أى تغير فى القرارات التى تصدر فى الداخل المصرى، مضيفاً: «لا أحد يستطيع الضغط على مصر، وعلاقتها مع السعودية لن يكون لها تأثير، خصوصاً أن استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز لمشعل أمر معروف ومتوقع، لأن من المتعارف عليه أن (سلمان) لديه رؤية مختلفة عن سابقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فى كيفية التعامل مع القيادات الفلسطينية».
وأوضح «جاد» أن «حماس متورطة فى أعمال إرهابية داخل مصر، وفى قتل جنودنا على فى سيناء وعلى الحدود مع غزة، فضلاً عن الأنفاق غير الشرعية التى يتم بناؤها على أراضينا والأسلحة التى تهرب من خلالها»، لافتاً إلى أن هذا يجعل هناك صعوبة فى إيجاد طرق للتواصل تحاول من خلالها «حماس» ممارسة أى ضغوط على الحكومة المصرية للإفراج عن قيادات وأعضاء الإخوان، أو حتى تخفيف أحكام الإعدام الصادرة ضدهم.