.. والكفر فى اللغة يعنى الستر والتغطية.. واصطلاحاً: هو ما يضاد الإيمان من الأقوال والأفعال والاعتقادات.. والإيمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.. وعقاب الكفر منوط بالله وحده.. وبالتالى لا يكون الفرد حاكماً على شريكه فى الوطن أهو مؤمن أم كافر، إنما بينهما علاقة الولاء للوطن الذى يجمعهما معاً.. وإن جار أحدهما على غيره فإن مؤسسات الدولة هى المسئولة عن عقابه فى الدنيا.
عرفت ليه بقى أنا كافر فى نظرك ونظر تعاليمك واجتهاداتك المبنية على الإرهاب والوعيد والنار.. بس أنت كمان كافر فى نظرى بكل معانى الحياة الحلوة اللى ربنا فطرنا عليها..
أنا كافر عشان بعبد ربنا بالعدل والمساواة والحق والكلمة الطيبة.. وأنت كافر عشان بتعبد ربنا بالظلم والإرهاب والقتل.
أنا كافر عشان بدعى لدينى بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة زى ما ربنا قال.. وأنت كافر عشان بتاخد الإرهاب والقتل والدبح منهج ماشى عليه واللى مش معاك تقتله بإيدك وما تسيبوش لربنا يحاسبه ده لو كان غلطان فعلاً.
أنا كافر عشان براعى ربنا فى مراتى وبنتى وزميلاتى وقريباتى.. ولو شفت حد من أهلك بنحنى احتراماً ليها.. وأنت كافر عشان شايف مراتى وبنتى وزميلاتى وقريباتى غنايم وسبايا ليك رغبة منك فى الانتقام والتشفى وتغذية روح الحيوان الرابض فى أعماقك.
أنا كافر عشان بصلى وبصوم وبزكى ولو حتى ما قدرتش أعمل ده ربنا هو اللى هيحاسبنى.. وأنت كافر لأنك بتطعم صومك وصلاتك وزكاتك بشهوتك اللى بتتقفش بيها فى الزراعات وعلى الدائرى ومع عشيقتك فى فناء المسجد.
أنا كافر عشان علمونى فى المدرسة أن الصحابة دول ناس تتعلم منهم القيم الحلوة وحب الغير والعدل والرحمة.. وأنت كافر عشان مش شايف من الصحابة غير اللى اتنقل عنهم بطريقة القيل والقال وماشى تدبح فى خلق الله وتحرقهم وتغرقهم أحياء وتغتصب النساء تحت اسم السبايا و«ما ملكت أيمانكم».
أنا كافر عشان بسمع موسيقى وبسمع أغانى وبدخل السينما وبتفرج على التليفزيون.. وأنت كافر عشان محرم كل ده علناً وبتشوفه سراً.
أنا كافر عشان مسالم وكافى خيرى شرى وعايز أنجح فى حياتى الدنيوية.. وأنت كافر عشان متحدثك الداعشى أفتى بأن كل من يحارب داعش فهو كافر وبكده أموالهم ونساؤهم غنيمة لنا وقتلهم حلال.
أنا كافر عشان براعى ربنا فى كل تحركاتى وبسيب ولادى وأهلى ومراتى ياخدوا حريتهم زى ما فطرنا ربنا.. وأنت كافر عشان بتقمع أهلك وبتحول حياتهم جحيم وبتجبرهم يسيبوا دينك ودين أهلك عشان يهربوا منك ومن جحيمك.
هختم لك كلامى بقصيدة للفنان اللبنانى زياد الرحبانى.. يمكن تفهم أنا عايز أقول إيه:
«أنا مش كافر بس الجوع كافر
أنا مش كافر بس المرض كافر
أنا مش كافر بس الفقر كافر والذل كافر
أنا مش كافر لكن شو بعمل لك إذا اجتمعوا فيى كل الإشيا الكافرين
يلى بيصلّى الأحد ويلى بيصلّى الجمعة
وقاعد يفلح فينا على طول الجمعة
هوى يلى ديّن قال وأنا يلى كافر عال
راجعوا الكتب السماوية راجعوا كلام القادر
أنا مقبور ببيتى ومش قادر اهاجر
وعم تاكلّى اللقمة بتمى وأكلك قدامك يا عمى
وإذا بكفر بتقلى كافر
معمم عالدول الغربية ومبلغ كل المخافر
أنا مش كافر أنا مش كافر هيدا إنت الكافر
أنا مش كافر مدام إنت الكافر
أنا مش كافر قلنا مين الكافر وعرفوا مين الكافر
أنا مش كافر
متل ما عم قلك عم بتحطا فيى كونك شيخ الكافرين
و«آمين».
نقلا عن الوطن