إمامة الحرم المكى من عليا المناصب في المملكة العربية السعودية، ولا تسند إلا لعظام الشيوخ ممن تبحروا في علوم القرآن، وألموا بالسنة النبوية، إضافة إلى عذوبة الصوت، وبفضل مكانتهم العلمية أحيانًا ما كان يسند إلى من يحظى بإمامة الحرم المكي مناصب أخرى بالدولة، فالشيخ عبد الله بن حسن آل شيخ، عينه الملك عبدالعزيز آل سعود إماماً للحرم في عام 1343هـ،، أصدر أمرًا كذلك بتعيينه رئيساً للقضاة بالحجاز، والإشراف على الحرمين والتدريس فيهما، إضافة إلى بقائه إماماً للحرم، ومعظمهم ترك مكتبات زاخرة بكتب التفاسير وغيرها.
وقد حظى ثلاثة شيوخ من مصر بإمامة الحرم المكي في عهد الملك عبدالعزيز بن سعود أل فيصل، يستعرضهم «المصري لايت» في التقرير التالي، حسبما رصدتهم الصفحة الرسمية لموقع «الملك فاروق الأول.. فاروق مصر»
3. الشيخ عبد الظاهر أبو السمح
عالم أزهري وأحد أئمة الدعوة إلى السنة، من مواليد قرية التلين، 1881، مركز منيا القمح بالشرقية، ثالث أئمة الحرم الشريف فى العصر السعودى، بعد الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ، وأول إمام للحرم من خارج السعودية، استقدمه الملك عبد العزيز آل سعود عام 1926 من الإسكندرية، ليؤم ويخطب فى الحرم، وهو أول من ادخل مكبر الصوت إلى الحرم المكي.
ينحدر من عائلة عُرفت باهتمامها بالقرآن، فأتم حفظه على يد والده في سن التاسعة ثم التحق بالأزهر فقرأ روايات القرآن السبع،وتلقى تعليمه على يد عدد من الشيوخ مثل محمد الشنقيطي ومحمد عبده، اعتنق المذهب السلفي، فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم، وعمل بمدرسة بالسويس، ثم عاد للقاهرة وطلب العلم بمدرسة دار الدعوة، ثم عين مدرساً بالإسكندرية.
كان له أثر كبير في تأسيس دار للحديث بمكة عام 1352ه (1931)، على غرار ( دار الدعوة والإرشاد )، ورحب الملك عبد العزيز بها وخصص لها مساعدة مالية سنوية، وجعل دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرًّا لها، وظل الشيخ أبو السمح مديرًا لدار الحديث ثمانية عشر عامًا، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها«حياة القلوب في معاملة علام الغيوب»، «الرسالة المكية»، «كرامات الأولياء»، و«الحج وفق السنة المحمدية»
وافته المنية عام 1950 بمستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة أثر تسمم كان نتيجة التهاب في الكليتين عن عمر جاوز السبعين.
2. محمد عبد الرازق حمزة
ولد في قرية كفر الشيخ عامر التابعة لمركز بنها في محافظة القليوبية بمصر عام 1887، تلقى العلم في كُتاب القرية فأتم حفظ القرآن الكريم وعمره أربعة عشر عاماً وألم ببعض مبادئ علومه. وحصل على شهادة فقهية وعمره ستة عشر سنه.
سافر مع الشيخ عبد الظاهر أبو السمح، لأداء فريضة الحج برفقة الشيخ رشيد رضا، وكان الملك عبد العزيز آل سعود، حاجًا، فرشحهما رشيد رضا للملك عبدالعزيز آل سعود، وعرض عليها الانتقال إلى مكة المكرمة والمدينة النبوية لإمامة الحرمين الشريفين والقيام بخطابة الجُمع والتدريس فيهما.
انتقل الشيخان بأهلهما وأولادهما لكنه عبد الرازق حمزة أمّ المصلين فى الحرم النبوى أول الأمر إلى أن صدر أمر بتعيينه إماماً وخطيباً فى المسجد الحرام، وكان له نشاط علمى، حيث شارك فى تأسيس دار الحديث المكية، كما قام بالتدريس فى المعهد العلمى، وتوفى فى عام 1972 ودفن بمكة المكرمة.
1. الشيخ عبد المهيمن أبو السمح
من مواليد قرية التلين بمركز منيا القمح بالشرقية، عام 1890، تلقى علومه وثقافته الدينية في الجامع الأزهر الشريف على أيدى كبار علماء عصره وتتلمذ على كثير منهم من أمثال الشيخ محمد عبده.
قام بفتح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بجوار إدارة جماعة أنصار السنة المحمدية بعابدين بالقاهرة، ثم سافر إلى دمشق عام 1914، وكان عمره حينها 25سنة، ولما قامت الحرب العالمية الأولى ظل في دمشق، وأقام مدرسة لتعليم الأولاد أسماها المدرسة المحمدية، ثم سافر لمدينة جدة وأقام بالقرب من أخيه عبد الظاهر أبو السمح، وأقام فيها مدرسة، وشغل عدد من المناصب منها مديرًا للمعهد السعودي في عنيزة، وكان أول من تولى إدارته، كما عمل مدرسًا في وزارة المعارف السعودية.، ومدرسا في دار الحديث بمكة، حيث درس فيها القرآن والتفسير والحديث.
استدعاه الملك عبد العزيز آل سعود عام 1950، لإمامة المصلين فى المسجد الحرام، ويعد «أبو السمح» من أكبر المتحمسين لفكرة رابطة العالم الإسلامى، وربما يعتبر صاحب أقدم تسجيل تليفزيونى بين أئمة الحرم، حيث ظهر فى لقطات متفرقة كانت جزءا من فيلم وثائقى عن زيارة الرئيس المصرى السابق محمد نجيب للسعودية وللحرم، بحسب الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق.
وافته المنية فى عام 1978 ودفن بمكة المكرمة، وألحقت مكتبته الخاصة إلى مكتبة الحرم المكي الشريف.