الأقباط متحدون - محبة بحبة تمر!!!
أخر تحديث ٠٦:٠١ | الخميس ١٦ يوليو ٢٠١٥ | ٩أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

محبة بحبة تمر!!!

بقلم: ليديا يؤانس
أحياناً الإنسان ربما بعدم معرفة أو بطيبة زائدة يعتقد أنه أذكي من الآخرين!
أحياناً الإنسان ربما بمحبته الساذجة الغير مدروسة يضر نفسه أو يضر الآخرين!

أصحاب الديانات المختلفة بلا إستثناء،  يتعصبون،  يتناحرون،   يتبارزون،  يتسابقون  في تقديم بضاعتهم،  أي أن كل منهم يريد أن يُقدم ما يؤمن به للآخرين،  بمعني  أن يُكرز بعقيدته للآخرين أملاً في أن يؤمن البعض بما هو يؤمن به!

منذ خمس سنوات كُنت أعد لرسالة الماجستير في اللاهوت في إحدي جامعات كندا،  وفي إحدي الكورسات كانت الدراسة عن الديانات في العالم،  وتعرضنا لموضوع الكرازة وقال البوفيسور أن أهم شئ بالنسبة للكارز أن يُقدم المحبة لمن يُكرز لهم لكي يجعلهم يستمعون له ولكن ليس بالضرورة أن يؤمنوا بما يكرز به!
قلت للبروفيسور عموماً،  كل أصحاب العقائد الآن أصبحوا كارزين فقبل أن تبدأ بالكرازة لهم يأتون ليكرزوا لك،  رد البروفيسور فعلاً عندك حق.

مع بداية شهر رمضان،  وجدت بعض الأخبار التي إنتشرت إعلامياً،   تتناول مجموعة من الشابات والشبان المسيحيين يحملون شنط هدايا،   ربما بها مأكولات أو ملابس ومرسوم علي أياديهم صلبان،  للتأكيد علي أنهم مسيحيين يحملون الحب في داخل شنط هدايا لأخوتهم المسلمين بمناسبة شهر رمضان!

معلش يسامحوني أخوتي المسيحيين وأخوتي المسلمين،   أنا إشمأنيط وقرفت من المنظر ده،   لإن ذلك سيُفهم من الجانب الآخر علي أنه حُبْ إعلامي مظهري يخفي وراؤه شيئاً!
وربما يكون هذا نوع من الكرازة،   وبالتالي سوف لا يؤخذ بنية سليمة من الأخوة الذين يفتون ويحرمون ويمنعون حتي من أن تلقي السلام أو التحية علي الشخص المسيحي!
يجوز هؤلاء الشباب الصغار عملوها كنوع من التقليد لما يقوم به المسلمون من تقديم محبتهم من خلال الكرازه للإسلام!
ويجوز هؤلاء الشباب الصغار عملوها بنية سليمة لأنهم تعبوا من الحروب والإضطهادات ويودون أن يعيشوا في مجتمع قائم علي الحب والسلام!

وقبل أن يختم الشهر أيامة الكريمة،  أكرمنا بهدية العيد،   وهي ثلاثون ألف جنيه كفالة للإفراج عن 3 شبان مسيحيين،   وهُمْ الآن علي ذمة قضية بإذدراء الأديان!
لماذا؟  لأنهم ببساطة قدموا محبة بحبة تمر،   مع آيتين من الأنجيل مدسوسين في وسط التمر لإخوتهم المسلمين الصائمين في رمضان،   يجوز تحدث معجزة ويأتي المُسلمون أفواجاً أفواجاً لقبول المسيحية بعد أن يُبلِحوا وتستنير عيونهم بما قرأوه!

إيه التهريج ده والسذاجة في التعامل مع الناس،  ده المسيح إللي أنت عايز تكرز باسمه بيقول لك كونوا بسطاء كالحمام وحكماء كالحيات،  هل أنتم إعتقدتم أنكم أذكي منهم،   ولا أنتم فعلاً ساذجين ومن داخلكم عايزين تقدموا محبة!

ياحبيبي لو إنت عايز تقدم المسيح للناس قدمه من خلال تصرفاتك وسلوكياتك،   فأنت صورة المسيح الحية،   قدم المسيح للناس  من خلال صدقك وأمانتك ومساعدتك للآخرين،   وليس للمسلمين في حبة تمر في شهر رمضان!

عايز تعمل محبة،  وتقدم مساعدة قدمها في الخفاء،   وبدون دعاية ولا إعلان،  وبدون آيات،   أترك الآيات لخُدام الكلمة هُمْ أقدر منك علي توصيلها،   وخصوصاً في الجو المُلغم عندكم الذي يتصيد لكُم الأخطاء.

أحبائي المسيحيين نحن لا نتبع ديانة تفرض نفسها علي الناس لا بالقوة ولا بالمحبة،  ولكن من أراد أن يُقبل فليُقبل،   الآن كل شئ موجود علي الأنترنيتُ   وموجود في الكتب،   وإللي عايز يعرف حيعرف وإللي عايز يجي حيجي!

هل لم يُلاحظ رعاة الكنيسة ما حدث من تصرفات ساذجة من هؤلاء الشبان والشابات خلال هذا الشهر وربما في مناسبات أخري؟ 
أين دور الكنيسة في توعية الشعب المسيحي وخاصة الشباب في ظل الوضع المُتردي للتيار الإسلامي المُتطرف وفتاواهم وإضطهاداتهم الواضحة للمسيحيين؟
أتمني أن تقوم الكنيسة بعمل بحث ودراسة لكيفية توعية الإنسان المسيحي لكي يحذر الوقوع في مثل هذه الألآعيب الشيطانية من المُتأسلمين وأمثالهُم.

هل يا سيادة الرئيس السيسي لم تسمع،   أو لم يُخطرك جهازك الإستخباري،   بهذه الواقعة التي تدعو إلي الضحك والسخرية من تصرفات الأجهزة الأمنيه؟
أنه عار علي مصر أن تنخرط في مثل هذه التفاهات،  وإن دلت علي شئ فهي تدل علي أن الأجهزة الأمنية مخترقة!

هل محبة بحبة تمر ولو متحبشة بالإنجيل كله تعتبر إزدراء؟
هل لا سمح الله هؤلاء الشبان العفاريت سبوا القرآن أو تطاولوا علي الرموز الإسلامية؟
هل خزانة الدولة محتاجة 30000 جنية؟  وإذا كانت محتاجة مستعدين للدفع ولكن بدون قضايا إذدراء!

من الآخر يا سيادة الرئيس هذه مهزلة وشئ لا يصدقه عقل!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter