عرض/ سامية عياد
كان السيد المسيح مثالا عمليا فى خدمة الافتقاد الحقيقى ، فقد كان يجول يصنع خيرا ويشفى كل مرض ، دخل بيت بطرس وشفى حماته ودخل بيت يايرس وبيت مريم ومرثا ولعازر وبيت سمعان الفريسى وبيت زكا ، وقد تسلم التلاميذ من السيد المسيح خدمة الافتقاد وعرفوا معنى البذل والتضحية من أجل الآخرين ...

هكذا يحدثنا القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "الافتقاد عمل رعوى" ، مؤكدا على أهمية الافتقاد من حيث أنه وصية إلهية ، فقد أوصى السيد المسيح تلاميذه قائلا : "وأى بيت دخلتموه فقولوا أولا سلام لهذا البيت" ، كما أنه يمثل جانبا هاما فى العمل الرعوى فمن خلاله يفتقد الراعى رعيته لمعرفة أحوالهم ومشاكلهم واحتياجاتهم المختلفة ويذكرهم بواجباتهم وعلى اساس معرفة الراعى لاحتياجات رعيته يحدد ما العظة الأكثر تأثيرا عليهم .

من خلال الافتقاد يزداد الترابط والتواصل بين الكاهن وشعبه وقد يقدم الجديد فى خدمته بما يعود بالنفع على شعبه ، و ويكون لديه القدرة على تصحيح المفاهيم المغلوطة عن العقيدة التى قد يتأثر بها البعض ، كما أن الافتقاد وسيلة لاكتشاف المواهب وتنميتها وتوظيفها لصالح الخدمة وربط اصحاب الموهبة بالكنيسة أكثر عن طريق الخدمة ويكونوا عونا للكاهن فى خدمته .

و لا يغيب عنا أن تجسد الرب يسوع ذاته وفدائه مثالا عمليا لخدمة الافتقاد "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" ، وإذا كنا جميعا أعضاء فى جسد المسيح علينا تأكيد ذلك من خلال خدمة الافتقاد.