الاثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥ -
٠١:
١٠ ص +02:00 EET
الكاتب الصحفي، مصطفى الطوسة
اليمن الفرنسي يوجه انتقادات لاذعة لفرانسوا هولاند بشأن ديون اليونان
كتب - محرر الأقباط متحدون
قال الكاتب الصحفي، مصطفى الطوسة، نائب رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، إنّه مع اقتراب ساعة الحقيقة للأزمة اليونانية وعلاقاتها مع منطقة اليورو كانت سلطات أثينا تسببت في تشنج سياسي فرنسي داخلي لم يسبق له مثيل حول الإشكاليات التي يَطرحها الاتحاد الأوروبي إذا ما تم استثناء الخلافات البنيوية التي ظهرت في الشارع السياسي الفرنسي.
وأضاف الطوسة في تصريحات صحفية، أنّه خلال الأسابيع الماضية التي مرت بها هذه الأزمة إلى وصول فترة الانفراج التي أبعدت شبح إقصاء اليونان من منطقة اليورو، قد استحوذت الأزمة اليونانية والانهيار الاقتصادي الذي كان يُؤشر له على أبرز الاهتمامات السياسية الفرنسية.
وتابع الطوسة أنّه تحولت الأزمة اليونانية إلى رهان فرنسي داخلي تبادل على خلفيته اليسار الحاكم واليمين المعارض أعنف الاتهامات، وذلك لأنّ الرئيس فرانسوا هولاند كان يقف في صمت خافت ومتردد خلف المستشارة الألمانية أنجيلا مركل التي تقمصت شخصية المعاقب للتقصير اليوناني في إدارة الاقتصاد والوفاء بالتعهدات تجاه الجهات الدائنة في الوقت الذي صعد فيه اليمين بزعامة نيكولاساركوزي لهجة انتقاداته لفرانسوا هولاند، وعاتبه على غياب دور فرنسي فاعل يُؤثر على مجريات الأحداث.
وأوضح الطوسة أنّ المرحلة الثانية فكانت إيجابية للرئيس هولاند، لأنّ فرنسا استطاعت أن تدخل على الخط بتأثيرها على الشروط الحازمة التي تبناها الاتحاد الاروبي تحت تأثير الألمان، في الوقت الذي استغل فرانسوا هولاند هذه الظرفية للظهور كلاعب منقذ استطاع العمل على إخراج الحوار اليوناني- الأوروبي من الباب المسدود الذي كان وصل إليه قبل عقد الاستفتاء.
وأردف الطوسة أنّه في غضون ذلك كانت لهذه الأزمة تداعيات سياسية فرنسية هامة، لأنّ رموز اليمين التقليدي عابوا على فرانسوا هولاند، أنه لم يأخذ على محمل الجد انعكاساتها الخطيرة على دافع الضرائب الفرنسي، وتبنوا موقفاً محرجاً للقيادة الفرنسية عندما طلبوا علناً كما قال أحد المنافسين لنيكولا ساركوزي في قيادة اليمين الان جوبي، بضرورة اتخاذ إجراءات عقابية تجاه اليونان.
واستطرد الطوسة: "البعد الثاني والخطير الذي تسبب فيه الأزمة اليونانية هو تشجيع التيارات الرافضة لمفهوم الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وشاءت الصدف السياسة أنْ تجد مارين لوبين، زعيمة اليمين المتطرف نفسها مع جان لوك ملونشون أحد رموز اليسار المتطرف في نفس الخندق المعادي والحاقد على البيروقراطية الأوروبية التي تحكم الدول الأوروبية انطلاقا من بروكسيل".