عساسي عبدالحميد – المغرب
في سنة 1992 عندما كان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الايراني و على هامش غذاء عمل جمعه بوفد من الكويت خاطب روحاني مسؤولا كويتيا رفيع المستوى وهو الدكتور عبدالله النفيسي الذي شغل في السابق مقررا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الكويتي، و بعدها مستشارا في ديوان رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبدالعزيز جاسم السعدون ..... قائلا بنبرة أقرب الى الجد منها الى المزاح وكان المسؤول يتناول كوب الفروتة المنسم بالليمون ....
قال حسن روحاني للدكتور النفيسي : (( أنتم في الضفة الأخرى يعني الساكنون في الجهة الغربية من الخليج الفارسي مثل الفروتة، رائحتها زكية... وبلعها سهل... و هضمها أسهل ... فتأمل )) ، و أضاف روحاني في خضم حديثه الذي نزل كقطعة ثلج باردة على رأس ضيفه الكويتي :أنتم في الضفة الأخرى من الكويت حتى سلطنة عمان ستعودون لحضن الوطن الأم (( الذي هو ايران )) ....نعم هذا ما قاله روحاني سنة 1992 وهو المحسوب على الحمائم والتيار المعتدل لضيفه الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي ...فكانت بمثابة الصفعة التي أفقدت الدكتور النفيسي توازنه وجعلته يتعرق ...
حتما، صناع القرار بايران يضعون نصب أعينهم الضفة الأخرى من الخليج الفارسي و يشتغلون على هذا المشروع القومي الضخم،وهذا الورش ليس وليد الثورة الاسلامية بمجيء الامام الخميني بل من عهد حكم شاه ايران محمد رضا بهلوي ، يعني عودة الضفة الغربية للخليج الفارسي الممتدة من ميناء أم القصر العراقي والكويت حتى سلطنة عمان ....
للمضي في هذا المشروع يلعب الايرانيون على ثلاثة أوراق ..
1-- التمدد الشيعي ما وراء الخليج بغية محاصرة مشيخات نفطستان من الخلف ( أي استهداف منطقة الهلال الخصيب واليمن والسودان ومصر وبلدان المغرب الكبير والترويج للفكر الثوري الايراني المغلف بالمذهب الشيعي عبر ربوع كل العالم الاسلامي وكذا استهداف الجاليات المسلمة المقيمة ببلدان المهجر ( أوروبا –أمريكا –أستراليا ...
2 -- الايقاع بالنظام السعودي في فخاخ حروب استنزافية وبؤر قابلة للانفجار ( الاحساء والقطيف و البحرين ) ، وما مصيدة اليمن الا فخ معتبر للسعودية التي فشلت ولحدود الساعة من تحقيق هدف عسكري باجتثاث الحوثيين الموالين لايران في اليمن ، هناك مصيدة أخرى و هي مصيدة داعش الابن العاق للسعودية الذي رفع الحربة في وجه من منحه الحياة، و الايرانيون يستغلون عقوق هذا الابن الخارج من مفقسة بني سعود و لهم من القدرة على تحريك داعش وتمدده في الانبار و جعله يتحرك باتجاه الحدود السعودية العراقية والكويتية بل قادرون على جعله يضرب عبر خلاياه النائمة بمملكة بني سعود وبمساعدة الأمراء المقصيين من طرف الملك سلمان وابنه ( وهم على وجه الخصوص أبناء الملك عبدالله والملك فهد والأمير سلطان....)
3-- أما الورقة الثالثة والخطيرة فهي نجاح ايران في دخول مراحل متقدمة لتسويق نفسها للمعسكر الغربي كحليف مستقبلي ذو مصداقية له من القدرة والكفاءة على حماية الأمن القومي للعالم الغربي بالمنطقة وخصوصا المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية ...عكس النظام السعودي الذي لم يعد يخدم مصالح الغرب بل صار عبئا على العالم ومنبع الارهاب وهو قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوي ....
عبر هذه الجبهات و بهذه الكروط يعمل الايرانيون بصبر وثبات و يمضون قدما في تنفيذ مشروع و تحقيق آمال أمة و مجد دولة عظمى تمتلك ناصية العلوم ومفاتيح التكنولوجيا النووية وجيش عظيم لا يقهر، جيش منضبط ومخلص لمبادئ الثورة و خط الامام ..ولن يتم هذا المجد الا بعودة الضفة الغربية من الخليج الفارسي كما قال الرئيس الايراني حسن روحاني ذات يوم من سنة 1992 لضيفه الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي .....
Assassi_64@hotmail.com