في مثل هذا اليوم من عام 2005، كان قلب العاصمة البريطانية شاهدًا على تفجيرات إرهابية استهدفت 3 عربات مترو وحافلة من طابقين، وأودت بحياة 52 شخصًا وأكثر من 700 مصاب.
في وقت الذروة من يوم 7 يوليو من ذلك العام، نفذ عدد من الانتحاريين البريطانيين من أبناء الجالية الإسلامية تلك التفجيرات، وأعادت إلى الأذهان صور الدمار والقتل كما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وتفجيرات مدريد في مارس عام 2004.
مجموعة إرهابية تابعة لـ"تنظيم القاعدة" تطلق على نفسها اسم "قاعدة الجهاد في أوروبا" أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات، معللة ذلك بما يلقاه الإسلام في العراق وأفغانستان، كما أعلنت "كتائب أبوحفص المصري لواء أوروبا" التابعة لـ"القاعدة"، مسؤوليتها هي الأخرى عن هذه التفجيرات بعد يومين من وقوع الهجمات، واعتبرت "تفجيرات لندن" في هذا الوقت هي المرة الأولى التي يقوم فيها بريطانيون بهجمات انتحارية داخل بلادهم.
بعد "تفجيرات لندن" التي هزت قلب العاصمة البريطانية وأثارت الرعب والهلع لدى الشعب البريطاني، أعلنت السلطات هناك سلسلة من التدابير
لمكافحة الإرهاب أعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير، عزمه على اتخاذ إجراءات جديدة تسمح بطرد الذين يحضون على العنف، وتتضمن الإجراءات تعديل قانون حقوق الإنسان لتسهيل طرد من يحرضون على العنف، ورفض منح حق اللجوء السياسي للأجانب المرتبطين بأعمال إرهابية ويسعون للحصول على حق اللجوء السياسي في بريطانيا، وإسقاط الجنسية البريطانية عن الأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية، وسن قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب.
تلك العملية الإرهابية دفعت هي الأخرى البريطانيون إلى تغيير أسلوب تنقلهم المعتاد، وفق صحيفة "إندبندنت" البريطانية، وهرع المئات إلى شراء دراجات ليستخدمونها في التنقل بدلًا من الحافلات ومترو الأنفاق وهما وسيلتا التنقل التي تعرضت للتفجيرات.
وكشف استطلاع للرأي نشرته شبكة "سي إن إن" ومجلة "تايم"، أن نحو ثلث البريطانيين أجلوا زيارة إلى لندن خلال يوليو، في نفس شهر وقوع التفجيرات، واعترف 33% من سكان ضواحي لندن أن التهديدات الإرهابية اضطرتهم إلى تجنب استخدام وسائل النقل العام.