الأقباط متحدون - نصر حامد أبوزيد.. كفّرته لجنة من الأزهر ومات باكيا على حال مصر
أخر تحديث ٠٧:٠٦ | الاثنين ٦ يوليو ٢٠١٥ | ٢٩بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نصر حامد أبوزيد.. كفّرته لجنة من الأزهر ومات باكيا على حال مصر

 الدكتور نصر حامد أبوزيد
الدكتور نصر حامد أبوزيد

حاولوا تفريقه عن زوجته.. ودعا للتحرر من سلطة "النص"
لجنة أزهرية كفرته.. واتهموه بالردة
حصل على الكثير من الجوائز العالمية.. وتم تكفيره في بلده


كتب – نعيم يوسف
"لم يفقد الذاكرة.. مات وهو يبكي بسبب ما أصاب مصر من فساد".. هكذا وصفت الدكتورة ابتهال يونس، أستاذ الأدب الفرنسي، زوجة المفكر الراحل نصر حامد أبوزيد، لحظات فراقه الحياة، والذي يُعتبر صاحب أشهر قضية تكفير ضد المفكرين في القرن العشرين...

ولد الدكتور نصر حامد أبوزيد، في إحدى قرى طنطا يوم 10 يوليو عام 1943، في أسرة ريفية بسيطة، ولم يستطع استكمال دراسته الجامعية، نظرا للظروف المادية الصعبة، واكتفي بدبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960م.

ناضل الدكتور أبوزيد لاستكمال مسيرته العلمية، وحصل على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة 1972م بتقدير ممتاز، ثم ماجستير من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1976م وأيضا بتقدير ممتاز، ثم دكتوراه من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1979م بتقدير مرتبة الشرف الأولى.

عمل "أبوزيد" مدرسا في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1995 وحصل على الكثير من المنح والجوائز، ومنها منحة من مركز دراسات الشرق الأوسط، جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية 1978-1980م، وجائزة عبد العزيز الأهواني للعلوم الإنسانية من جامعة القاهرة 1982م، ووسام الاستحقاق الثقافي من رئيس جمهورية تونس 1993 م، وجائزة اتحاد الكتاب الأردني لحقوق الإنسان، 1996، وكرسي ابن رشد لدراسة الإسلام والإنسانيات، جامعة الدراسات الإنسانية في أوترخت، هولندا 2002، إلا أنه تم تكفيره في مصر، على أيدي لجنة من الأزهر وحاولوا تفريقه عن زوجته.

للدكتور أبوزيد، الكثير من الأعمال، وأهمها "الاتجاه العقلي في التفسير (دراسة في قضية المجاز في القرآن عندالمعتزلة) وكانت رسالته للماجستير"، و"فلسفة التأويل (دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي)وكانت رسالته للدكتوراة"، و"مفهوم النص دراسة في علوم القرآن"، و"اشكاليات القراءة واليات التأويل (مجموعة دراساته المنشورة في مطبوعات متفرقة"، و"نقد الخطاب الديني
المرأة في خطاب الأزمة (طبع بعد ذلك كجزء من دوائر الخوف)، و"الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية".

"معركته الأساسية في الشرق هي مواجهة ومقاومة الجهل وفي الغرب الدفاع عن الدين الإسلامي"، هكذا تؤكد زوجته "ابتهال يونس"، والتي شاركته رحلة المعاناة، ووقفت إلى جانبه في العديد من المواقف الصعبة، أهمها قضية "الحسبة والتفريق عن زوجته"، والتي بسببها قضت معه 15 عاما خارج البلاد.

أثارت كتابات "أبوزيد" ضجة إعلامية كبيرة، خاصة عندما تناول قضية الالتزام بالنصوص وأولها القرآن، فاتهموه بسبب أبحاثه العلمية بالارتداد والإلحاد، ونظراً لعدم توفر وسائل قانونية في مصر للمقاضاة بتهمة الارتداد عمل خصوم نصر حامد أبو زيد على الاستفادة من أوضاع محكمة الأحوال الشخصية، التي يطبق فيها فقه الإمام أبو حنيفة، والذي وجدوا فيه مبدأ يسمى "الحسبة" طالبوا على أساسه من المحكمة التفريق بين أبو زيد وزوجته، واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق بين نصر حامد أبو زيد وزوجته قسراً، على أساس "أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم"، وفى نهاية المطاف غادر نصر حامد أبو زيد وزوجته القاهرة نحو المنفى إلى هولندا، ليقيما هناك حيث عمل نصر حامد أبو زيد أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن، وذلك حسبما تفيد "موسوعة ويكيبيديا".

 طالب الدكتور أبوزيد بالتحرر من سلطـة النصوص وأولهـا القرآن الكريم الذي قال عنه: "القرآن هو النص الأول والمركزي في الثقافة، لقد صار القرآن هو نص بألف ولام العهد" وقال أيضا: "هو النص المهيمن والمسيطر في الثقافة"، وأضاف "وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان".

عاد إلى مصر قبل أسبوعين من وفاته بعد إصابته بفيروس غريب فشل الأطباء في تحديد طريقة علاجه، ودخل في غيبوبة استمرت عدة أيام حتى فارق الحياة صباح الإثنين 5 يوليو 2010 التاسعة صباحا في مستشفى زايد التخصصي، وتم دفنه في مقابر أسرته بمنطقة قحافة بمدينة طنطا بعد صلاة العصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter