الأقباط متحدون - رؤية حركة السلام بعد المعاهدة (46)
أخر تحديث ٠٩:٣٩ | الاثنين ٦ يوليو ٢٠١٥ | ٢٩بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رؤية حركة السلام بعد المعاهدة (46)

مراد وهبة
مراد وهبة

ماذا ارتأت حركة السلام الآن بعد معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية؟
أعود إلى النص لأجيب. والنص هنا هو كتاب موردخاى بار- أون، المعنون «بحثاً عن السلام». جاء فيه أن هذه الرؤية كانت رد فعل ضد انخراط بيجين فى لبنان بعد انتخابات عام 1981، والذى كان من رأيه ضرورة إضعاف هيمنة منظمة التحرير الفلسطينية على الفلسطينيين إلى حد إزالتها، وكانت حجته أنه طالما كانت للمنظمة قاعدة أساسية ومستقلة فى جنوب لبنان فإن هجومها على إسرائيل أمر ميسور، وإضعافها فى الأراضى المحتلة أمر محكوم بالفشل. وبناء عليه فقد ارتأى شارون أن إضعاف الوجود الفلسطينى فى لبنان من شأنه تدعيم خطة بيجين المتضمنة فى اتفاقية كامب ديفيد، والتى تسمح له بتسوية دائمة للمسألة الفلسطينية مع تحكم إسرائيل فى الضفة الغربية وقطاع غزة. وفى مواجهة هذه الخطة تحكمت المنظمة فى الثمانينيات من القرن الماضى فى معسكرات اللاجئين بجنوب لبنان وبطرابلس فى شمال لبنان. وأشيع فى حينها أن الفلسطينيين لديهم قناعة بأنه من الممكن أن تكون لبنان وطناً بديلاً. وفى المقابل قرر شارون إحداث توتر يكون مبرراً لغزو لبنان، وقد كان، وذلك عندما قُتل جندى إسرائيلى فى 21 إبريل 1982 فقرر مجلس الوزراء الإسرائيلى شن هجوم جوى على الفلسطينيين. وهنا عادت حركة السلام الآن إلى المسرح السياسى واعترضت على خطة شارون فنظمت مظاهرة لمنع الحرب مع لبنان، ولكنها اكتشفت فى ربيع عام 1982 أنه من الصعب تحريك الجماهير لأن الإسرائيليين كانوا على قناعة بضرورة الحرب. وعندما بدأت الحرب امتدت من لبنان إلى سوريا، ومن ثم أصبحت موضع نقد مرير من الرأى العام العالمى، وقيل فى حينها إن شارون يخدع الأمة. ومن هنا قررت حركة السلام الآن إصدار بيان فى الصحف الكبرى تطالب فيه بإنهاء حالة الحرب فوراً. وكان السؤال المحورى: لماذا نَقتل (فتح النون)؟ ولماذا نُقتل (بضم النون)؟

وعندما حوصرت بيروت تظاهرت الحركة فى إطار احتجاج شعبى وصل إلى 100000، ومع ذلك فقدت الحركة سلطتها المعنوية بسبب ترددها فى بداية الحرب. وبعد ذلك بدأ العصيان العسكرى يتوغل فى صفوف المحاربين فتكونت جماعة جديدة لمساندة ذلك العصيان تحت شعار«كفاية». وكان هذا الشعار هو التحدى المزعج لحركة السلام الآن، ولكنها تعلمت منه أن لطاعة السلطة حدوداً ينبغى تجاوزها فى الوقت المناسب.

ومع بداية شهر يوليو 1982 بدأ التذمر يشيع بين الجنود الإسرائيليين، فتكونت منهم جماعة كان شعارها «جنود ضد الصمت»، وكان مطلبها إقالة وزير الدفاع آرييل شارون وإنهاء الحرب، ومع ذلك كثفت إسرائيل من هجماتها على بيروت فى بداية أغسطس من ذلك العام، وعندئذ اضطر عرفات إلى طلب الحماية الدولية أثناء انسحابه من مواقعه ومعه أسلحته، كما طلب الحماية للفلسطينيين المقيمين بمخيمات اللاجئين. ووافقت دول عربية عديدة على هذه المطالب. وبعد مغادرة آخر جندى فلسطينى بعشرة أيام، أى فى أول سبتمبر، ومغادرة قوات حفظ السلام لم يعد غرب بيروت ملكاً لأحد. وبعد ذلك انتخب بشير الجميل، قائد القوات اللبنانية المارونية، رئيساً للبنان. إلا أنه قتل فى 14 سبتمبر من قبل سورى. وإثر ذلك أمر شارون القوات الإسرائيلية بالعودة إلى غرب بيروت لتطهير مخيمات اللاجئين بصبرا وشاتيلا من الميليشيات الفلسطينية، إلا أن التطهير تجاوز الميليشيات إلى المدنيين. ومن هنا شاعت عبارة «مذبحة صبرا وشاتيلا».

والسؤال بعد ذلك:
ماذا كانت رؤية الجماعات الإسلامية فى مصر؟
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع