الأقباط متحدون - رسائل عن إثبات النسب وحارة اليهود وإفطار الجنود
أخر تحديث ٠٩:٢٦ | الأحد ٥ يوليو ٢٠١٥ | ٢٨بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسائل عن إثبات النسب وحارة اليهود وإفطار الجنود

د.خالد منتصر
د.خالد منتصر

وصلتنى عدة رسائل رداً على ما أثير في مقالات «خارج النص» خلال الأسبوع الماضى.

الرسالة الأولى من السفيرة مشيرة خطاب تعليقاً على قضية إثبات النسب التي قلت فيها إن المجتمع الذكورى كان ينتصر فيها للرجل، وللأسف لايزال، نبهتنى معالى السفيرة إلى أن المادة 4 في القانون رقم 12 لسنة 1996، التي حارب من أجلها المجلس القومى للأمومة حتى اقتنصها وفرضها على المجتمع، هذه المادة كان لها دور مهم في حصول المرأة على حق إثبات نسب طفلها. المادة تقول:

«للطفل الحق في نسبه إلى والديه الشرعيين والتمتع برعايتهما، وله الحق في إثبات نسبه الشرعى إليهما بكافة وسائل الإثبات بما فيها الوسائل العلمية المشروعة، وعلى الوالدين أن يوفرا الرعاية والحماية الضرورية للطفل، وعلى الدولة أن توفر رعاية بديلة لكل طفل حُرم من رعاية أسرته، ويحظر التبنى».

الرسالة الثانية من د. يحيى طراف، أستاذ جراحة العظام، عن مسلسل حارة اليهود، وتناوله في وسائل الإعلام بطريقة التفتيش في نوايا الكاتب وإجباره على وجهة نظر وتناول درامى مختلف عن اختياره. يقول د. يحيى في رسالته تحت عنوان «تعليق أخطأ الموضوع»: «تناول وائل الإبراشى في برنامج العاشرة مساء ٧/٣ مسلسل (حارة اليهود)، حيث استضاف مؤلفه د. مدحت العدل والممثل سيد رجب الذي يلعب دور فتوة الحارة. وفى مداخلة تليفونية قال الأستاذ يوسف القعيد إنه كان الأجدى بمؤلف المسلسل مادام قد اختار أن يسلط الضوء في قصته على التسامح بين طوائف الشعب المصرى، أن يركز أكثر على التسامح بين المسلمين والمسيحيين وليس اليهود كما فعل، لأنه هو الأهم اليوم، حيث إن اليهود صفحة قد طويت!

فإذا كان المسلسل اسمه «حارة اليهود»، ويعرض للحياة داخل الحارة عام ١٩٤٨، حيث كان لليهود تواجد فعال في مصر، فكيف كان للمسلسل أن يتجاهل العلاقة مع اليهود؟ ويضيف د. طراف: «لقد ذكرنى القعيد في تعليقه هذا بالواقعة الشهيرة التي رويت عن حسنى مبارك أنه في نهاية زيارة لمصنع للسجاد (اليدوى)، وبعد أن أعرب عن رضائه عن أدائه، طلب من إدارته أن تطور الإنتاج بتجهيزه بالماكينات».

الرسالة الثالثة من الشيخ الأزهرى مصطفى راشد يعرض فيها رأيه الفقهى المؤيد لحق إفطار الجنود المقاتلين في رمضان. يقول الشيخ في رسالته:

تقول آيات القرآن الكريم عن صيام رمضان في سورة البقرة الآية 184 (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)، وأيضاً من نفس السورة الآية 185 (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، ولأن الشارع يريد التيسير على العباد عكس ما يسعى إليه بعض الفقهاء من تشديد بسبب إهمالهم مقاصد الشرع، لأن شروط الصيام هي: 1- الإسلام 2- العقل 3- البلوغ 4- القدرة 5- أن يكون مقيماً، أي غير مسافر 6- أن يكون خالياً من الأمراض المانعة، وهى شروط لم يختلف عليها أحد من الفقهاء، كما أن الشارع لم يضع عقوبة على من يفطر رمضان، لأن الصيام هدف معنوى قائم على القدرة والاستطاعة والإحساس بالضعيف والفقير والمريض مع عدم الضرر، وهنا معنى «الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ» في الآية، أي الذين لا يستطيعون الصيام لأسباب صحية أو لدفع الضرر، لأن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة، ومحاربة الإرهابيين أعداء الله هي فرض مقدس يعلو منزلة الصيام، لأن عمل رجال الجيش والشرطة هو الدفاع عن مال وعرض الأمة وبسط الأمن والأمان للناس، فحراس الأمة لهم الجنة، وعيونهم لا تمسها النار لفدائهم الناس بأرواحهم كما قال الرسول (ص)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ»، وفى نفس الوقت عَظَّم الشرع من شأن الصيام وأجر الصائم، إلا أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه، ولأن الله رخص لغير القادرين من المرضى وغيرهم ممن لا يطيقونه أي لا يستطيعونه أو لدفع ضرر أكبر، أن يكون لهم حق الإفطار، وطالبَ من كان منهم مقتدراً بإطعام مسكين عن كل يوم من أيام رمضان، وإن كان الإنسان فقيراً وغيرُ مقتدرٍ فلا شىء عليه، كما يجوز لرجال الجيش والشرطة الإفطار أثناء الخدمة لدفع الضرر، نقول بهذا الرأى والاجتهاد لإجلاء الحق وبيان سماحة الشرع، ولا نخشى إلا الله، وابتغاء رضاه.
نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع