دوناً عن كل المرات التى ظهر فيها بزيه العسكرى، منذ عرفه المصريون فريقاً، وحتى غادر موقعه فى الجيش مشيراً، توقف كثيرون عند هذين المرتين اللتين أطل فيهما «السيسى» بزيه العسكرى، الأولى حين أعلن نيته الترشح فى الانتخابات الرئاسية، وكانت المرة الأخيرة له بهذا الزى العزيز على قلبه، والثانية حين عاد مقاتلاً إلى صفوف الجيش يشد أزر أبنائه فى سيناء، ويتجول بينهم فى أعقاب حادث إرهابى استُشهد على أثره عدد من أبناء الجيش، قبل أن يحولوه إلى بطولة بالقضاء على عدد أكبر من الإرهابيين.
ورغم اختلاف أهدافه ورسائله فى المرتين، فإن الجدل الذى أحدثه فى المرة الثانية لا يقل عن ذلك الذى انطلق فى الأولى، جدل بين فريقين، أحدهما اعتبر ارتداء البدلة العسكرية رسالة إلى الإرهابيين وكل المعادين، وآخرون انتقدوا ارتداءها باعتباره منذ أن تقدم باستقالته من الجيش، رئيساً مدنياً للبلاد.. وقبل أن يُنهى الرئيس السيسى زيارته إلى معسكرات الجنود فى شمال سيناء، كان هاشتاج البدلة العسكرية محتلاً المركز الثالث بين نشطاء تويتر، فيما احتل الصدارة على «فيس بوك».. آراء مثيرة للجدل بين جمهور النشطاء عن سر البدلة التى حرص الرئيس على ارتدائها.. «شيرى بهاء» غردت قائلة «ظهور السيسى بالبدلة العسكرية خلط للأوراق»، فيما علق «حسن حمدى» على صفحته بـ«فيس بوك»، قائلاً «الجدل الدائر حول الرئيس لارتدائه البدلة العسكرية يثبت أن الرئيس يمشى فى طريقه الصحيح»، بينما أشار «أحمد عبادة» عبر تغريدة حصلت على عدد كبير من الإعجاب للمتابعين، «السيسى مش استقال من منصبه كوزير دفاع المفروض يُحاسب بتهمة انتحال صفة عسكرى، باعتباره رئيساً مدنياً؟».
أسئلة عديدة أثارت الحيرة، أجاب عنها الخبير العسكرى اللواء «محمد على بلال»، بالقول الفصل: «من حق الرئيس عبدالفتاح السيسى، باعتباره قائداً عاماً للقوات المسلحة ارتداء الزى العسكرى فى أى وقت، ولأى سبب»، مضيفاً «الرئيس السادات كان يرتدى زى التشريفة فى الاستعراضات العسكرية، أما الرئيس السيسى فقد فضل ارتداء زى الميدان، لأننا فى حالة حرب فى سيناء، بهدف تشجيع الجنود وتحفيزهم، وتوصيل رسالة بأنه معهم فى الصف الأمامى للقتال».
«بلال» أوضح أن الرئيس من حقه أيضاً، وفى أى وقت، وضع نياشين على صدره كأى قائد عسكرى، بوصفه رئيساً للجمهورية، سواء كان مدنياً أو عسكرياً، معتبراً أن هناك رسائل لارتداء الرئيس للبدلة العسكرية فى المرة الأولى قبل ترشحه للرئاسة بهدف إبداء اعتزازه بالبدلة العسكرية، وأنه لم يفرط فيها بسهولة، أما المرة الثانية فلها دلالة عسكرية لرفع الروح المعنوية للجنود فى سيناء».