الوطن | السبت ٤ يوليو ٢٠١٥ -
٤٦:
٠٩ م +02:00 EET
مشهد من مسلسل «حارة اليهود»
فى ديكور يعود للأربعينات من القرن الماضى، نجحت مهندسة الديكور شيرين فرغل، فى أن تعيد «حارة اليهود» للحياة، بكل عناصرها التراثية، من خلال مزج جغرافيا المكان بتاريخ الشخصيات، وإظهار روح الحارة المصرية، بتناقضاتها الاجتماعية والدينية، فى انعكاس مرئى على الشاشة، وأشارت المهندسة شيرين فرغل، إلى أنها تلقت اتصالاً من الدكتور مدحت العدل، بعد انتهائها من العمل فى مسلسل «سجن النسا»، ليطالبها بالبدء فى العمل على مسلسل «حارة اليهود»، وهو ما كان بمثابة تحدٍ بالنسبة لها.
وقالت «شيرين» لـ«الوطن»: «الأعمال التاريخية تحتاج إلى دراسة كبيرة، فبدأت بتنظيم زيارات إلى الحارة نفسها، وزيارة لمعبد موسى بن ميمون، بالإضافة إلى الحديث مع السكان أكثر من مرة، للتعرف على الطابع المعمارى للمكان، والعنصر البشرى المكون له على أرض الواقع، خاصة أنها اختلفت كثيراً منذ عام 1948، ولم يتبق سوى 20% من البنايات الأصلية فى الحارة، وحل محلها عدد من القوالب الخرسانية الجامدة كلياً، والخالية من أى أنواع الفنون».
وأضافت شيرين فرغل: «لم أعتمد على أى نوع من الأفلام التسجيلية، أو المواد التليفزيونية للأرشيف والشكل المعمارى لحارة اليهود، خلال العشرينات والثلاثينات من القرن الماضى، ولكن عملت على شكل المعمار، من خلال عدد كبير من المراجع التاريخية، التى تقدم دراسات حول العمارة المصرية بشكل مكثف، بالإضافة إلى عدد كبير من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، وفى النهاية جاء الديكور مزيجاً من المواد الدراسية، وإعادة خلق للطراز المعمارى، مع صياغة بصرية خاصة بى كمصممة ديكور، خاصة أن مصر فى ذلك الوقت كانت غنية على المستوى المعمارى، وكانت من أهم دول العالم، ولديها القدرة على استيعاب أكثر من شكل بطريقة متناغمة، وهو ما يظهر فى المسلسل، الذى يضم ثلاثة طرز مختلفة، ما بين بيت «العسال»، ومنزل «ليلى هارون»، ومنزل الضابط «على»، والتصميم على الورق استغرق حوالى شهر، والتنفيذ تطلب 4 أشهر، وهى ما تعد فترة ليست طويلة، خاصة مع وجود تكلفة إنتاجية ضخمة».
وتابعت: «العمل على الديكور كان بمشاركة ما يقرب من 80 عاملاً يومياً، ومنذ البداية تعد الدراما هى التركيبة الأساسية للسياق المعمارى، فكان لا بد من قراءة السيناريو كاملاً، للتعرف على علاقة الحركة بالبيوت، فلا بد أن ترى منة شلبى الحارة من نافذتها، بينما تطل نافذة إنجى شرف، على أحمد حاتم، والشكل المميز لمنزل هالة صدقى المختلف عن باقى المنازل، فالعلاقة نابعة من الدراما وينفذها الديكور، بالإضافة إلى الحديث مع المخرج، لتحقيق التكامل بين جميع العناصر، من ملابس وإضاءة وغيرهما».
وأشارت شيرين إلى أنها تعرضت لمشكلة كبيرة فى التصوير الخارجى، بسبب التغير الكبير الذى فرض قبحه على العمارة المصرية، وأخفى معه عدداً كبيراً من مظاهر العمارة القديمة، وقالت: «واجهنا صعوبة بالغة فى إيجاد أماكن تصلح للتصوير الخارجى، تتناسب مع زمن المسلسل، وهى المعالم التى طُمست منذ فترة بعيدة، حيث واجهنا صراعات مع عدد من القائمين على أعمال أخرى، للتصوير على نفس الأماكن، وبالتالى شكل المسلسل بالنسبة لى سعادة بالغة، لاعتباره مرجعاً بصرياً، يوثق الشكل التاريخى والاجتماعى لمصر فى ذلك الوقت، وتقديمها فى شكلها الجميل، وهو كان بمثابة اتفاق ضمنى بين القائمين على العمل، نسعى من خلاله لتقديم الوجه الراقى والغنى، على الجانب الإنسانى والإبداعى فى مصر زمان، وقررت شركة «العدل» الاحتفاظ بديكور المسلسل، حتى بعد الانتهاء منه، ليكون بمثابة إضافة جديدة للديكورات التى تتناول مصر القديمة».