بقلم :حمدي رزق | السبت ٤ يوليو ٢٠١٥ -
٥٩:
٠٦ م +02:00 EET
حمدي رزق
يجب ألا يمر زعم «كوفى مانو »، عضو الاتحاد الغانى لكرة القدم، بأن رئيس الاتحاد كويسى نيانتاكى، رفض رشوة بقيمة مليون دولار أمريكى من أجل التساهل أمام منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم 2014 على حساب بلاده.
حتماً ولابد من فتح تحقيق مصرى فيما زعمه «مانو» وكشف المتورطين فى واقعة الرشوة، إن صحت، مانو يقول نصاً: «كويسى نيانتاكى (رئيس الاتحاد الغانى) ليس فاسداً، رفض الحصول على مليون دولار أمريكى ومنح المباراة للمصريين. لن أقول لكم من أراد الدفع لكن يمكنكم فهم ذلك!!».
«مانو» يلقى بالسخام فى وجوهنا ويزيد الطين بللاً، ويقول: «خلافا للناس الذين ذهبوا إلى نيجيريا ونالوا رشاوى بقيمة 25 ألف دولار أمريكى للتخلى عن مباراة خارج أرضنا فى تصفيات كأس العالم، حافظ نيانتاكى على الكرامة الوطنية والكبرياء الغانى ورفض مليون دولار. كم شخصا يمكنهم رفض مليون دولار؟».
طيب والكرامة الوطنية المصرية، والكبرياء المصرى، وكم شخصا فى مصر يمكنه عرض رشوة مليون دولار من أجل مباراة منتهية الصلاحية فى القاهرة، غانا كانت قد فازت على مصر فى تصفيات مونديال البرازيل 1/6، يعنى مباراة القاهرة كانت تحصيل حاصل، فزنا 1/2 ولكن هل هذا الفوز الهزيل ثمنه مليون دولار؟ وهل تم عرض المبلغ بالفعل؟.. ومن ذا الذى عرض الرشوة من الجانب المصرى، ومتى؟.. وما قصة الـ25 ألف دولار رشوة فى نيجيريا.. ولمن؟
أسئلة تحوم كالبوم حول رؤوس عدد من كبار المسؤولين فى اتحاد الكرة ، وصمتهم يغرى بمزيد من الاتهامات الغانية، إما «مانو» مدعٍ وكاذب ويفتئت علينا فى معرض دفاعه عن فساد رئيسه، أو أنه صادق ويجب تحقيق واقعة الرشوة، كفاية فضيحة الـ1/6!!.
بانوا بانوا بانوا.. على أصلكم بانوا، لو كان فى اتحاد الكرة من يخشى على سمعته شخصيا، لما سكت على هذا الاتهام الغانى، ولو كان هناك من يخشى على سمعة مصر، لما صمت على زعم «مانو»، الصمت جريمة، والطناش على رشوة المليون دولار فضيحة بجلاجل.
وإذا كان اتحاد الكرة يستنيم على مثل هذه الاتهامات الغانية، فإن فى مصر مفترض من يستوثق من اتهامات «مانو»، ويطلب من السفارة المصرية فى غانا تحقيق شهادة «مانو» فى الجانب الغانى، باعتباره مسؤولاً غانياً، وما يتفوه به فى حق المصريين كلام مسؤول، يحاسب عليه إذا كان كذباً، أو نُحاسب نحن عليه إذا كان حقيقياً.
الراشى والمرتشى، ولكن ترك الحبل على الغارب لمن يتطهر فى غانا ويغسل فضائحه فى نهر النيل، يفتح الباب لكل من هب ودب للنهش فى سمعتنا الدولية، هذه ليست رشوة كروية، وهذا ليس كلام كورتجية، هذا كلام فى عمق العلاقات الدولية، يجب ألا تمرره الدولة المصرية.
وعلى وزير الشباب خالد عبدالعزيز واجب ومسؤولية التحقق من اتهامات «مانو»، وإنجاز تحقيق شفاف يضع النقاط فوق الحروف، هل كنا فى حاجة لدفع مليون دولار مقابل هذا الفوز الهزيل الذى لا يؤهلنا إلى مونديال البرازيل؟.. أشك، وعند «مانو» الخبر اليقين.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع