السبت ٤ يوليو ٢٠١٥ -
٣٧:
٠٩ ص +02:00 EET
السيسي
عساسي عبدالحميد- المغرب
يحاول الرئيس المصري من خلال زيارته السابقة لألمانيا وزيارته المرتقبة لانجلترا تسويق نفسه كمؤسسة أمنية قوية قادرة على حماية مصالح الغرب بمنطقة الشرق الأوسط، فهو يرى أن القبضة الأمنية الحديدية لرجل من خلفية عسكرية كفيلة بكبح جماح اي هبة شعبية ووأد أي انفلات أمني قد ينتشر و يعبر خارج الحدود الى بلدان الجوار وبالتحديد دول الخليج الفارسي و يؤثر على انسيابية التجارة العالمية عبر المعابر و الخلجان الممتدة من خليج البصرة مرورا بخليج هرمز فبحر عمان فباب المندب فقناة السويس التي تمر منها يوميا 8 في المائة من التجارة العالمية 3 في المائة منها امدادات نفطية ....
******************************
فهل ستقتنع عواصم الغرب بالمقاربة الأمنية للحاج عب فتاح التي يضعها في خدمة مصالح الغرب بمنطقة شديدة الحساسية ؟؟؟ أم أن هذا الغرب له مقاربة آخرى في اطار مشروع الشرق الأوسط الجديد واعادة تشكيلة كياناته و مشيخاته بما يتوافق والأمن القومي للقوى الدولية الفاعلة و على رأسها واشنطن ؟؟ وأن السيسي احد أدوات تدبير المرحلة ليس الا ؟؟؟..
*********************
قام الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة على خلفية أحداث سيناء بنشر قواته على طول الحدود المصرية، و أعلن عبر منابره الرسمية وتغريدات قياداته السياسية بأن تل أبيب جد قلقة من التطورات الأخيرة في سيناء و أنها ستتعاون مع مصر لتطويق ومحاربة الارهاب !!!؟؟؟ تصريح كهذا له طريقة خاصة في قراءته و تفكيك شيفرته، فاسرائيل ستدفع في اتجاه تأزيم الوضع في سيناء وانهاك الجيش المصري لمواجهة كتائب داعشية لها مرجعية قتالية جهادية تستمدها من العقيدة ولها ارادة غريبة على القتال والانتحار على أرتال و مدرعات خير أجناد الأرض.....وما أن ينهك الجيش المصري على البوابة الشرقية حتى يستدرج على الحدود الليبيبة وتفتعل له بؤر في الدلتا والوادي ...
****************
ان مصر اليوم ومع كامل الأسف و هي بقيادة هذا السيسي على تتدحرج نحو نفس الهوة التي تدحرجت فيها سوريا وليبيا ، فلا أموال الخليج و لا سلاح الكرملين ولا القبضة الأمنية واعدامات قيادات الاخوان ستحل المشكلة، الحل بيد الجيش المصري لتصحيح الوضع و اعادة تسليم الحكم للمدنيين عبر توافق وطني يضم كل أنواع الطيف السياسي، هذا هو الباب الآمن والمسلك الصحيح المؤدي لبر الأمان أما غيره فهو درب المهالك و ادخال شعب برمته لأنفاق مجهولة المعالم والمخارج ....
****************
نحن اليوم على أبواب مرحلة خطيرة حبلى بالمفاجئات ستشهدها المنطقة ، فعما قريبا سينهار النظام السعودي الذي فشل في تجديد خطابه و تحديث هياكله وبات يشكل عبئا على العالم و خطرا على المجتمعات البشرية فهو الراعي الرسمي لمشاتل الارهاب والقائم على تسمين وحوشه وغيلانه بأعلاف ابن تيمية وملاحم الخارجين من عورة التاريخ ...
عما قريب ستعود ايران لدورها السابق كما كانت عليه ايام شاه شاه رضا بهلوي كحليف ذو مصداقية قادر على حماية مصالح واشنطن والعالم الغربي ، و عما قريب أيضا ستكون الولاية السينواية الاسلامية كأردن جديد في الجهة الغربية لفلسطينيي غزة ، وعما قريب ستكون علاقات رسمية ما بين دولة داعش وعواصم الغرب الصليبي الكافر بعد أن يتم احتوائها و تهذيبها و تأطيرها عبر مراحل كما كان بالأمس مع ملوك و أمراء السعودية ، فالجرائم التي ارتكبها آل سعود عند ظهورهم كعصابة منظمة متحالفة مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب تشبه الى حد كبير ما ترتكبه داعش اليوم في العراق و سوريا، الفرق بين الأمس واليوم هو التغطية الاعلامية المتطورة بالصوت والصورة لملاحم داعش بينما كانت الشهادات الشفوية وبعض الصور الناذرة هي من وثقت لملاحم عصابة الدرعية السعودية ....
**************
أكيد أنه ما لم تتصرف العناصر الخيرة بين صفوف الجيش المصري لمحاولة انقاذ الموقف وهذا ممكن سنكون أمام كارثة مدوية رهيبة لا عهد و لا قبل لنا بها ....السيسي اما عليه أن يرحل و يبحث عن ملاذ آمن و هذا خير له ، واما سيتم اسقاطه ومحاكمته ليس بطريقة مبارك و مرسي بل على طريقة الجنرال الأفغاني نجيب الله الذي شنقته الطالبان سنة 1996 بعد تعذيبه و بتر أعضائه التناسلية ووضعها في فمه كما يضع أهل اليمن السعيد القات بين الشدقين ....
***********
إن الحرائق التي مولتها السعودية وقطر ستأكل مساحات أخرى، وما لم يتخذ الجيش المصري موقفا تاريخيا و حكيما ستصل الحرائق تحت أقدام أبي الهول ، وسيكون مشايخ الأزهر أول المبايعين لخليفة داعش وأول الحاملين للمعاول والديناميت لتدمير أهرامات مصر ومآثرها، و سيشفع لهم عند داعش موقف شيخ الأزهر التاريخي الرافض لتكفيرهم بدعوى أنهم موحدون و يتوجهون نحو نفس القبلة
فرحمة بهذا الشعب الذي أجرم في حقه بالأمس الضباط الأحرار بتغريبه و سلخه عن أصالته و اقحامه في حروب و صراعات جرت عليه الويلات، وما هذه الأزمات سوى من تداعيات حكم العسكر والتي ما زال المواطن المصري يؤدي عليه الثمنالى يومنا هذا ...وما السيسي ليس سوى امتداد لعقلية الضباط الأحرار القمعية الاستئصالية ...
ارحـــــــــــــــــل .....
Assassi_64@hotmail.com