* يطالبون بحذف خانة الديانة والزواج المدني واعتراف الدولة بهم.
* الإنسانية تؤمن بالإنسان وليس بالله!
* على مسئولية أحدهم: عدد الملحدين في "مصر" يصل إلى مائة ألف!
* مُلحد: الصراع بين الإلحاد والأديان صراع بين العلم والجهل.
* مصر" ستنتظر طويلاً حتى يصلها المد الإلحادي من الدول المتقدمة.
* ليس للملحدين رب ولكن لهم أخلاق وضمير.
* المصير الحتمي للأديان هو مجاراة التطور أو الإنقراض كما فعلت الديناصورات.
* "مايكل نبيل": أنت ملحد في "مصر"، إذن فلا مواطنة ولا حقوق لك.
* الشتيمة في "مصر" هي حق إلهى لله وعبيده.
* مئات الملحدين في "مصر" يخشون أن تنالهم أيادي المؤمنين الباطشة.
تحقيق: عوض بسيط – خاص الأقباط متحدون
"فجأة تعرف أن السماء لا ترعاك أو تهتم بك لأنه لا أحد يسكن في السماء إلا النجوم الصامتة. السماء أصبحت فارغة الآن والحب الوحيد الذي من الممكن أن أحصل عليه سيكون من بشر فانين مثلي. الحقيقة ثقييييييلة.. ثقيلة: لا أتحملها على كتفي..لا أتحملها على صدري..لا أتحملها على قلبي.
حتى عقلي يكاد يجن من هول الحقيقة .. الآن صرت حرًا أستطيع أن أفعل ما يحلو لي بتلك الحرية، لكنني لا أريد الحرية..أشعر بالخوف منها. بعد أن صرت حرًا عرفت أنني جبان ولا أستطيع أن أفعل شيئًا بتلك الحرية. التقوى الزائفة كانت قناع يحول بيني وبين أن أتعرف على حقيقة ذاتي: إنسان جبان وعاجز.
أنا الآن حر بأكثر من أي وقت مضى: لم أعد أخاف الآلهة أو العقاب ..
أنا الآن حر، فماذا فعلت بحريتي؟ لا شيء..
ثم بدأت أقرأ عن مذهب الإنسانية: مذهب رائع..يدعو للتفاؤل، والأخلاق، وإعمال العقل، واتباع المنهج العلمي.
الآن صار لي ايمان من جديد.. صرت مؤمنًا بالإنسان وبالعلم.. لم أعد أشعر بالضياع أو اللامعنى، أستطيع أن أصنع من حياتي معنى كما قال "سارتر". لقد عرفت أن الإلحاد ضياع ووحشة ولكنه شر لابد منه.."
ربما تصدم الكلمات السابقة البعض، وربما تصيب آخرين بالقرف..وربما سيستغفر الكثيرون الله بعد قراءتهم لها...لا أستطيع أن أجزم بردود الأفعال، لكني أجزم بوجود "ملحدين" في مصر، مهما كان وقع الكلمة "ملحدون" قاسيًا ومنفرًا، إلا أنه واقع علينا أن نتعامل معه، وربما ينفجر قريبًا ليصبح أزمة طائفية جديدة في مجتمع لا يقبل الآخر.
الكلمات السابقة جزء من تدوينة بعنوان "مشاعري كملحد" كتبها Beautiful Mind على مدونته المعبرة عن عقيدته: "ملحد إنساني مصري"، وهو صاحب "البيان الأول للملحدين المصريين" المنشور على الإنترنت..وهو لم يتردد –عكس الكثيرين- في الإجابة عن أسئلتنا، ولكن دون الإفصاح عن اسمه الحقيقي، ولكنه كان سعيدًا جدًا باهتمامنا بموضوع الملحدين.
وعن وجود تجمعات على أرض الواقع للملحدين المصريين يقول: "أفضِّل طبعًا لو تكون هناك جمعيات أو تنظيمات تضم الملحدين في "مصر"، ولكن إلي أن يحدث هذا فأنا أمارس حياتي بطريقة طبيعية بدون أي ممارسة دينية..بالنسبة لعدد الملحدين في "مصر"، العدد لا يهم، الإخوة المؤمنين بالآلهة والأديان أعدادهم في الليمون، ولكن المستوى الثقافي والمادي والإجتماعي يتفاوت، الأساس هو الكيف وليس الكم، الأفضل هو الفكر السليم المتوافق مع العلم الحديث، وليس الفكر الذي يحظى بالكثير من الأتباع".
المذهب الإنساني
ولأن الإلحاد مذاهب فإن Beautiful Mind (عقل جميل) يقول عن مذهبه: "أنا أنتمي للمذهب الإنساني، وهو باختصار الإلحاد العلمي الأخلاقي. يعني أنا ملحد بناء على حجج علمية، ومتمسك بالقيم الأخلاقية العالمية، وليس القيم الأخلاقية الخاصة بدين معين".
والإنسانية حسب بيان الإتحاد الإنساني والأخلاقي العالمي IHEU هي: طريقة حياة life stance ديموقراطية وأخلاقية، والتي تؤكد على أن البشر لهم الحق وعليهم المسئولية أن يعطوا شكلاً ومعنى لحياتهم الخاصة. هي تعتمد على بناء مجتمع أكثر إنسانية من خلال أخلاقيات مؤسسة على الإنسان، وقيم طبيعية أخرى بروح المنطق والبحث الحر من خلال قدرات الإنسان. هي لا تؤمن بإله واحد، ولا تقبل الرؤى فائقة الطبيعة للحقيقة.
ويرفض الإنسانيون الإيمان (تصديق المعتقدات بدون أدلة)، والوحي، والتصوف، والعادات والتقاليد، والفاشية، والشك المتطرف.
لا أجاهر بعقيدتي
وعن تعرضه لمضايقات بسبب عقيدته، يقول: "لم أتعرض لمضايقات بسبب أنني ملحد، ربما لأنني لا أجاهر بعقيدتي أو موقفي من الأديان بشكل واضح، في الحقيقة أتصور أن موضوع إلحادي لا يخص أحدًا غيري، وبالتالي لا أمشي في الشارع ممسكًا بيافطة مكتوب عليها: "أنا ملحد".
ما يهمني هو أن أوضح حقيقة الفكر الإلحادي لنوعية معينة من الناس، وهم المهتمين بالأديان من مستخدمي الإنترنت، أما فيما عدا ذلك فأنا لا أصرّح بشكل مباشر أنني ملحد إلا لمن يهمهم أمري من الأصدقاء و المعارف، لكي أكون صادقًا مع الأقربين بالذات، في المعتاد يتصور الناس أنني مسيحي مثل أبي وأمي، وأنا لا أحاول أن أنفي ذلك إلا لمن يهمني كما قلت لك".
مطالب حقوقية
وكأي فئة لها مطالب، كان لابد أن نعرف ماذا يريد الملحدون، فيقول Beautiful Mind : بالطبع لي مطالب معينة كملحد، وعلى رأسها العلمانية، وحذف خانة الديانة من البطاقة، والسماح بالزواج المدني، واعتراف الدولة بوجود الملحدين بين مواطنيها، بالإضافة للحق في نقد الأديان، والدعوة للإلحاد علنًا في وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية..الطريق طويل، ومازالت حركة الملحدين في "مصر" لم تبدأ بعد؛ لأن المجتمع المصري محكوم بقيم رجعية معادية للعلم والتقدم.
الإلحاد سينتصر!
وعن الصراع بين الأديان والإلحاد، يقول Beautiful Mind : أتصور أن الصراع بين الإلحاد والأديان هو صراع بين العلم والجهل، فهي حرب فكرية وثقافية أساسًا، المعارك الأولى بدأت فعلاً في أوربا و"أمريكا" على يد الملحدين الجدد من أمثال العالم البريطاني الكبير "ريتشارد داوكنز"، والفيلسوف الأمريكي الشهير "دانييل دانيت". "مصر" تقع في حزام الدول المتخلفة والرجعية؛ ولذلك سيمضي بعض الوقت قبل أن يصلنا المد الإلحادي من الدول المتقدمة.
وأضاف Beautiful Mind: عمومًا أنا واثق من انتصار الإلحاد على الأديان الرجعية الخرافية على أساس إيماني بنظرية التطور، التي تعلمنا أن البقاء لمن هو أصلح للبقاء، وأنا أتصور أن الفكر والثقافة يتطوران بنفس القدر، بالتالي فإن المصير الحتمي للأديان هو مجاراة التطور العلمي والأخلاقي للإنسان، أو الإنقراض كما فعلت الديناصورات.
خطورة الإلحاد
وعن شعوره بخطر يتهدد حياته بعد نشر هذا التحقيق، يرد أخيرًا: لا أعتقد أن حياتي ستكون في خطر بعد هذا التحقيق لعدة أسباب:
1- إن أهلي مسيحيون، وبالتالي لا أخاف من تطبيق حد الردة عليّ.
2- إن أهلي يعلمون مسبقًا أنني ملحد، وقد تناقشنا كثيرًا في هذا الأمر.
3- إن المناخ العام الآن أفضل مما سبق، وبالتالي فلا يوجد خطر حقيقي على حياة الملحدين.
4- إنني لست شخصًا مشهورًا أو شخصية عامة، وبالتالي لا أحد سيهتم بأذيتي.
5- أنا لا أمارس أي نشاط حقيقي للدعوة للإلحاد خارج شبكة الإنترنت.
بالطبع أنا مهتم بأمني الخاص وسلامتي، ولكنني لا أجد أي تهديد يحاصرني لمجرد أنني ملحد.
مقتطفات من بيان الملحدين:
ليس للملحدين رب أو إله يتعبدون له ويقدمون له الذبائح والبخور..
ليس للملحدين رب، ولكن لهم أخلاق وضمير، ومنهم الصالحين النافعين.
ليس للملحدين رب، لكنهم يحترمون العديد من القيم والمبادئ والأشخاص..
ليس للملحدين رب، لكنهم ليسوا بلا دين بالضرورة.
الملحدون شخصيات مُثقَّفة، يتبعون القوانين والنظريات العلمية، ومواطنين صالحين، وأب وأم فاضلين. أما الأديان أو الفلسفات الملحدة فكثيرة، منها الماركسية، والبوذية، والإنسانية، والوجودية، وغيرها. ومن الملحدين من لا يتبع أديانًا أو فلسفات محددة، ورغم ذلك يتفق معظم الملحدين على بعض الأفكار والقيم والمعايير الأخلاقية.
- الأديان التي تدعو للعبودية لآلهة خرافية هي أديان رجعية، فضلاً عن أنها تتعارض مع العقل السليم والنظريات العلمية، ولذلك يرفض الملحد كل تلك الأديان، ويبحث عن حقيقة وجوده، ومعنى لحياته بعيدًا عنها.
- أخلاق الملحد ترتكز بالكامل على الأفعال والمثاليات والقيم التي على الأرض، في حياتنا الواحدة والوحيدة. والمدينة الفاضلة التي في الجنة يجب أن تبنى هنا في هذا العالم، أو لا تكون على الإطلاق.
- الملحد له وجهة نظر متحررة بالنسبة للعلاقات الجنسية، ويؤكد أن الزواج يلعب دور أساسي في الحياة الحلوة والسعيدة. لكن على كل دولة أن تتيح لكلا الطرفين في الزواج أن يحصلوا على طلاق سريع اعتمادًا على إنعدام التوافق وحده. يجب أن نكسر القفل من على باب الزواج. كذلك الكيل بمكيالين في العلاقات الجنسية يجب أن ينتهي، فالنساء لها كامل المساواة مع الرجال بكل طريقة ممكنة.
مجرد إنسان
أحد أشهر الملحدين المصريين معروف على الإنترنت باسم "ياسر جورج"، ينشر أفكاره من خلال ستة مدونات هي: "مجرد إنسان"، "راديو مجرد إنسان"، "إزالة القناع"، "أنا مفكر"، "ياسر جورج"، ومدونة بالإنجليزية اسمها ” I Am A Proud Atheist”أو "أنا ملحد فخور"، يقول عن نفسه: "ياسر جورج" هو لقب مكون من الإسم المسلم (ياسر)، والإسم المسيحي (جورج)، وهو ليس اسمي الحقيقي..أنا مسلم سلفي متدين سابقاً..ولدت، وتربيت، وعشت، وتعلمت في المدينة المنورة بـ"السعودية"..منذ نعومة أظفاري كانت حياتي تتمحور حول الدين..تربيت في عائلة متدينة ومحافظة، بدأت في حفظ القرآن عند سن السادسة، وأتممته عند الخامسة عشر، برعت في جميع فروع الدين ابتداءً من القرآن إلى التفسير والفقه والشريعة والتوحيد...إلخ. كانت حياتي تسير على نهج إسلامي سلفي إلى أن بدأت في استخدام عقلي، اكتشفت أني كنت موهوماً طوال حياتي، وأن عيني كانت معصوبة كيلا ترى الحقيقة، كانت بداية الإلحاد صعبة جدًا؛ لأني كنت أتخلى عن شيء لم أشك في لحظة من حياتي أنه وهم، فشاءت الأقدار التي لا أؤمن بها، أن أكتشف حقائق في الإسلام لم يرد مجتمعي المحافظ أن أكتشفها، تغيرت حياتي، وانقلبت رأسًا على عقب، من ذلك الشاب السلفي المتدين إلى ذلك الشاب المتحضر الملحد..حياتي الآن أفضل مما كنت عليه بكثير، ولا أنوي الرجوع إلى وهم الدين مرة أخرى- على حد تعبيره.
مائة ألف مُلحد
أما المدوِّن المشاغب "مايكل نبيل سند"، فهو يعلن إلحاده جهرًا، وعن تعداد الملحدين، يقول مازحًا: أخبرني أنت بعدد المسيحيين، وأنا أخبرك بعدد الملحدين! "مصر" لا يوجد بها أي نوع من الإحصائيات، في تقديري، الملحدين تعدادهم يقدَّر بعشرات الألوف، وممكن يصل (100) ألف مصري، وهناك العديد من المذاهب أشهرها اللاأدرية، واللادينية، والإلوهية، والخلقية.
كما يرى "مايكل" أن البيان- الذي نشرنا أجزاء منه بهذا التحقيق- لا يعبر عن جموع الملحدين.
تمييز سلبي!
"مايكل" ملحد إيجابي- وهو مذهب ينفي وجود إله- قال: إنه يتعرض للمتاعب بسبب معتقده؛ لأن الناس يفتقدون قبول الآخر.
وأضاف: "المؤمنين بصراحة عليهم ذوق ميتوصفش لما بيعرفوا إني ملحد"، هذا غير التهديدات بالقتل أو بالضرب أو برفع قضية إزدراء أديان، ضف على الفرص التي أخسرها بسبب معتقدي، سواء كانت فرص عمل أو فرص سياسية، وهذا الكلام لا يختلف بين المسلم والمسيحي، الاتنين لهما نفس ردود الأفعال!"
الإلحاد في "مصر"
وقال "مايكل" عن الإلحاد في "مصر" على مدونته: يعتبر الكثير من الحقوقيين فى "مصر" أن الحديث عن حقوق الملحدين فى "مصر" هو نوع من الرفاهية الحقوقية. فالمسيحيون المصريون الذين قد يبلغ تعدادهم حوالى (10) مليون مصرى (حسب تصريحات المسئولين المصريين) يعانون من تمييز واضح فى ممارسة شعائرهم الدينية، وقضايا التحول الدينى..واليهود المصريون طردتهم "مصر" في خمسينيات القرن الماضي، بعدما نزعت عنهم جنسيتهم وصادرت أملاكهم، ولازالت الدولة المصرية ترفض تعويضهم أو السماح لمن يرغب منهم بالعودة..والبهائيون المصريون أقصى آمالهم أن يستخرجوا أوراق ثبوتية شخصية مدون بها خانة ديانة فارغة..بل أن الشيعة المصريين، وهم مسلمون يعتنقون نفس دين الأغلبية، يعانون تمييزًا لا يمكن إنكاره، ولا زالوا حتى يومنا هذا ممنوعون من أداء شعائرهم الدينية..فإذا كان هذا ما يعاني منه من يعبد نفس الإله الذى تعبده الأغلبية، فتخيل ما يحدث لمن لا يؤمن بوجود هذا الإله أصلاً!
ملحدون مضطهدون
وعن مطالبات الملحدين الحقوقية، يقول "مايكل": إنه يكتب مضطرًا ورغم أنفه أنه مسيحي في خانة الديانة؛ حتى يستطيع أن يحصل على الأوراق الرسمية التى يحتاجها للحياة فى "مصر": ببساطة شديدة أنت ملحد في "مصر"، إذن فلا مواطنة ولا حقوق لك.. ليس مسموحًا لك أن تكون ملحدًا في "مصر".
واستنكر "مايكل" وجود قانون "قانون إزدراء الأديان"، واصفًا إياه بالفاشي..حيث يعاقب بالغرامة والسجن لفترة قد تصل لـ 5 سنوات، كل من يزدري (أي يتكلم أو يعامل بإحتقار) أحد الأديان الثلاثة أو رموزها.
وأضاف "مايكل": الشتيمة في "مصر" هي حق إلهى لله وعبيده، وعلى الملحدين المصريين أن يتقبلوا سماع الشتيمة ليل نهار، وإذا فكروا في مجرد نقد الأديان، يكون مصيرهم السجون والمعتقلات، هذا إذا لم يتطوع أحد المؤمنين بتنفيذ شريعة إلهه وقتل الملحد.
وقال "مايكل": الأمر المضحك المبكي في آن واحد، إني أتلقى تهديدات بإقامة دعاوى إزدراء أديان ضدي، من المسيحيين أيضًا، وليس من المسلمين فقط..فالمسيحيون الذين يملأون الدنيا صراخًا وشكوى من كتابات "زغلول النجار" و"أبو إسلام أحمد"، لا يقبلون أن ينقد أحد دينهم، ويستخدمون نفس الإرهاب الديني الذي يستخدمه الإسلاميون لفرض هيمنتهم على المواطنين من خلفيات مسيحية. مشيرًا إلى انه يعرف عشرات، وربما مئات الملحدين في "مصر"، كلهم يضطرون للإحتفاظ بإلحادهم سراً، يتظاهرون بالإيمان علنًا، ويكتبون باسماء مستعارة، خوفًا من أن تنالهم أيادي المؤمنين الباطشة، في ظل تقاعس الدولة المصرية عن القيام بواجباتها وتحالفها مع السلطات الدينية الفاشية.
الملحد محروم من الزواج في "مصر"
وأضاف "مايكل" بمرارة: في "مصر" لدينا قانونان للأحوال الشخصية: واحد للمسلمين، وآخر للمسيحيين، ولا يوجد أى منظومة للقانون المدني يمكن للملحدين استخدامها..فالملحد من خلفية مسيحية مستحيل أن يستطيع الزواج إن لم يذهب إلى الكنيسة، ويعلن ايمانه بالمسيحية، ويحني رأسه أمام رجال الدين، ليسمحوا له بأن يمارس حقه الطبيعي والإنساني في الزواج..نفس الشيء تقريبًا بالنسبة للملحدين من خلفية إسلامية.
وقال "مايكل": معظم الملحدين المصريين يضطرون إلى التظاهر بالإيمان حتى يستطيعوا استخراج عقود زواج رسمية؛ لأنهم يعلمون جيدًا أنهم لن يحصلوا على هذه العقود إلا بهذه الطريقة..ورغم كل هذا تبقى فئة ممنوعة من الزواج حتى لو تظاهرت بالإيمان، فقانون الأحوال الشخصية للمسلمين يمنع على المرأة المسلمة الزواج برجل غير مسلم، ولأن الملحدة من خلفية إسلامية لديها خانة "مسلمة" في أوراقها الرسمية، فهي لا تستطيع الزواج بشخص ملحد لديه خانة "مسيحى" في البطاقة، رغم أن كلاهما ملحدان ولا يؤمنان بأي من هذة الأديان، وقد رأيت هذه الحالة أكثر من مرة أمام عيني.
وعن بقية مطالباته الحقوقية، يقول "مايكل": في الحقيقة نحن لا نملك أية حقوق أصلاً..لا حق التنظيم، ولا حق نشر مطبوعاتنا، ولا حق الدعوة لأفكارنا، ولا أي حق آخر!
لا جديد!
وسألت "مايكل" أخيرًا: ما إذا كان يشعر بخطر على حياته من نشر هذا التحقيق، أجاب: "من ساعة ما أتولدت فى "مصر" وحياتى فى خطر..ما الجديد؟"