الجمعة ٣ يوليو ٢٠١٥ -
٤٤:
٠٧ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
القمص أثناسيوس چورچ.
(رÙسَالَة٠تَشْجÙيعÙ)
الØياة هبة مقدسة منØها الله للبشر الذين عليهم أن يتلقÙوها ويكرموها ويقدمونها مجددًا إليه تعبيرًا عن Ùرادتهم كخليقة Øية. أعطانا الله العقل لنكون شركاء اللوغوس (عاقلين) Ù†Øيا Øياة إلهية. ÙÙ…ÙÙ† الله خالقنا ÙˆÙادينا أخذنا أصلنا، أصل Øياتنا، Ù†ØÙ† جبلته وصنيعة يديه وهو العامل Ùينا أن نريد وأن نعمل من أجل المسرة، نعتر٠بنعمته وجÙوده وإØسانه ونتجاوب مع عمله الإلهي معنا، نقرّ بنعمة الشÙاء الخلاصي التي نلناها، نامين ÙÙŠ الÙضيلة والجهاد Øتى لا نكون قد أخذنا النعمة عبثًا، بل نكون من الذين تاجروا بالوزنات واستثمروا النعمة التي أخذوها.
استجابتنا ونموّنا ينبÙعان أساسًا من المبادرة الإلهية، لأن الله خلقنا وميّزنا بالØرية والعقل والإنجاز. إنه Ø£Øبنا أولاً، Ø£Øبنا Ùضلاً، Ø£Øبنا ونØÙ† خطاة، إنه يظل معنا لا يتركنا ولا يهملنا ولا يتخلىَ عنا ولا ÙŠÙقصينا بعيدًا، وعدم أمانتنا لا ÙŠÙبطل أمانته. إنه أبو الرأÙØ© والمراØÙ…ØŒ إنه Ùينا رجاء المجد، إنه ÙŠØÙ„ ÙÙŠ قلوبنا بالإيمان، ومَن ÙŠÙقبل إليه لا ÙŠÙخرجه خارجًا، إنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويØيا.
إرادتنا هي قلع المركب التي تØركها الريØØŒ المØرك لمركب Øياتنا، إمّا إلى بَر الأمان Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…ÙŠÙ†Ø§Ø¡ الخلاص للذين ÙÙŠ العاصÙØŒ وإما للهلاك بعيدًا، لأننا Ù†ÙبØر ÙÙŠ بØر هذا العالم المتلاطم ÙˆÙقًا لإرادتنا الØرة كما بواسطة الريØØŒ وكل واØد يوجّÙÙ‡ مساره Øسبما يريد، إمّا أن يكون تØت إرشاد الكلمة ويقبل نعمة الخلاص ويتجاوب معها ويجاهد قانونيًا Ùيدخل إلى الراØØ© والنعيم الأبدﻱ، أو أن تتØطم سÙينته ويهلك ÙÙŠ العاصÙ. إرادتنا ØÙرة ÙÙŠ اختيارها ÙˆÙÙŠ قبولها للتناغم والانسجام والتجاوب مع نعمة الكلمة. Ùالذين يذهبون إلى الملكوت هم الذين سعوا لذلك، والذين ينØدرون للجØيم هم الذين تقسّوا وازدروا.
الله يشترك ÙÙŠ العمل مع عبيده ÙÙŠ كل عمل صالØØŒ نعمته تؤازرنا وتعين ضعÙنا وتكمل نقائصنا وتقودنا ÙÙŠ مسيرة Øياتنا وتسند كل عمل خير Ùينا، Ùعندما نصنع الخير ونتقدم إلى ما هو قدام، هذا ليس من أنÙسنا، بل من الله صانع الخيرات الإله المØب الوØيد الØكيم. عندما نصير متمثلين به، إله معونتنا وناصرنا وملجأنا ÙˆØياتنا الأبدية معًا، به نصنع ببأس (مز Ù¦Ù : ١٢) وبه ندوس أعداءنا (مز ٤٤ : Ù¥) الخÙيين والظاهرين.
أعطانا نعمة الØياة والخلود وأوصانا أن لا Ù†Ùشل لأننا رÙØÙمنا. أعمالنا به معمولة، Ùمنه وبه وله كل الأشياء قد Ø®Ùلقت. إرادته قداستنا وسلامنا وخيرنا، وهو عينه المتكلم Ùينا بروØÙ‡ القدوس، Ùلا يقدر Ø£Øد من معاندينا أو مقاومينا أن ÙŠÙخيÙونا، ولا سلطان لأØد على أرواØنا، لأنه قد وهبنا جدّة الØياة ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ù†ØµØ±Ø© والغلبة Øتى لا Ù†Ùشل. لسنا هالكين ولا خائرين ولا مهزومين ولا مأزومين لأن رجاءنا Ùيه لا يخزَى، ولأن انتصارنا يعظم بÙصØنا الذﻱ Ø£Øبنا ÙˆÙدانا، ويقودنا كل Øين ÙÙŠ موكب نصرته، والضامن لعهد Ø£Ùضل.
إنه أنعم علينا بالØياة واتخذ شكل العبد لأجلنا، وجعلنا بنين وورثة ورعية مع القديسين وأهل بيت الله، لا عبد ولا سيد، بل الجميع ØÙر ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„ÙƒÙ„ ÙˆÙÙŠ الكل. وضع علينا ختمه بشكل واØد للجميع، وأعطانا الوديعة الصالØØ© (وديعة الإيمان) لنØيا ونعمل ونوجَد ونتاجر بالوزنات ولا نطمرها. ونعمل بØسب معطيات المواهب ووسم المÙسØØ© والأسرار الموهوبة لنا، بعيدًا عن الÙراغ واللامعنى ÙÙŠ Øوار بنّاء مع الإعلان الإلهي وقبول البشارة المÙرØØ© القادرة أن تØرر كياننا وتطلق أنÙاسنا لنستنشق هواء الأبدية ÙˆØياتها، Ùلا نرتاع أو نخور أو نرتدّ.
لقد أتى بنا الله من العدم إلى الوجود وأعطانا نعمة الخلقة وأعاد خلقتنا بخلاصه لنتبعه ونقتني بهجة وسلامًا وعزاءًا وصبرًا ÙˆÙهمًا ودالة، ونتزيّن بالÙضيلة. لذا كل من يدرك قيمة نعمة الØياة الÙائقة لا تأتيه Ø£Ùكار الابتآس والÙراغ والانتØار واللامعنى، تلك التي يقع Ùيها الهالكون!! بل يتزين بالمعرÙØ© الصاÙية ويلجأ بنÙسه إلى الله ÙيستريØØŒ Ùكلما Ù†Øمي Ù†Ùوسنا بالضمانات الروØية وبوسائط النعمة ونÙعدّ قلوبنا بالتجليات الروØية العالية، نصير أرضًا Ù…ÙÙلَّØØ© ببذار الزارع الإلهي، ونستقبل ندَى النعمة ومطر Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙ†Ø³ØªØ¯Ùئ بأشعة شمس Øياة البر ونتذوق كم أن ربنا ØµØ§Ù„Ø Ù„Ù„Ø°ÙŠÙ† يطلبونه وطيّÙبٌ للذين يتوقعون بسكون خلاصه.
إن عالم اليوم الØاضر الذﻱ يؤمن بالتكنولوچيا إيمانًا أعمىً، هذا العالم الذﻱ ÙŠÙعاني من الشجار والتلوث الذهني والÙكرﻱ والروØÙŠØŒ هذا العالم المادﻱ الطاغي الذﻱ ÙˆÙضع ÙÙŠ الشرير، Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø³ØªÙ‚Ø¨Ù„Ù‡ مجرد تكرار Ù…Ùملّ وهابط للماضي. كرَّس الانعزالية والÙردية وضØّل قيمة Øياة ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù†ØŒ Ùتزايدت أعداد البائسين واليائسين بل والمنتØرين، وسط ضجيج الأÙكار والمخاو٠المتخبطة، يجعلنا بالأØرَى أن نتمسك بوعود رجائنا، ونرÙع Ø£Ùكارنا ونتأمل نعمة الØياة الكائنة Ùينا؛ لأننا هيكله وروØÙ‡ يسكن Ùينا (Ù¡ كو Ù£ : ١٦).
لنا كرامة الإنسان الجديد الذﻱ تقدس وتأصّل بالنعمة، والذﻱ ÙŠØيا بكل كيانه الداخلي ÙÙŠ الØضرة الإلهية، Ùيتصور Ùينا المسيØØŒ ونكون به أعظم من منتصرين، ونÙØلّÙÙ‚ على أجنØØ© النسور، وترتسم ÙÙŠ Ù†Ùوسنا صورة بهاء البر والقداسة، Ùتتغير أجسادنا وأرواØنا وقلوبنا وعقولنا وأÙهامنا ونياتنا بالقوة التقديسية التي تنبثق من عند الآب لتكملنا جميعًا وترسم طبيعتنا بالتمام على جمال الأصل.
www.frathanasiusdublin.com