الأقباط متحدون - لن يموت ضمير الأمة
أخر تحديث ٢٢:٢٥ | الجمعة ٣ يوليو ٢٠١٥ | ٢٦بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٠السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لن يموت ضمير الأمة

مارجريت عازر
مارجريت عازر

سيدى الرئيس لقد أحبك المصريون ويثقون بك ويؤمنون أنك رجل وطنى، واعتبروك المنقذ، ومنهم من قال إنك نعمة ربنا على مصر، وصبر البسطاء سنين طويلة عما عانوه من سنوات ظلم وقهر، واستمعوا لك حينما قلت إنهم شعب عظيم لم يجد من يحنو عليه، فأنا كواحدة من أبناء هذا الوطن التى تحلم بالتقدم والرخاء على يدك وبرؤيتك. ونحن نعلم جيداً مدى التحديات التى تواجهك داخلياً وخارجياً ولكن لا نعلم لماذا حتى الآن لم تختر مجموعة من المعاونين والمستشارين والمتخصصين كى يعاونوك لتنفيذ أحلامك التى ينتظرها الشعب منك. سيدى الرئيس ترددت كثيراً أن أكتب وأنا فى هذه الحالة فى الظرف الذى يصيب فيه الإرهاب قلب الوطن ولكننى أكتب بعين المحب لك ولتراب هذا الوطن؛ لا بد أن ندرك تماماً أنه لا يوجد تقدم ورخاء قبل تطهير البلاد مما أصابها من فساد تغلغل فى كل مؤسسات الدولة وأفكار هدامة تروج باسم الدين تجعل من بعض المواطنين مَن يفجر نفسه فى أبناء وطنه وهو لا يعلم مَن سوف يموت، ومدى المسئوليات التى يتحملها، وهذا أخطر أنواع الإرهاب أن الإنسان تهون عليه نفسه فداءً لمفاهيم مغلوطة أصبحت عقيدة لديه. فأنا مدركة تماماً مدى اهتمامك بالخروج من عنق الزجاجة وتحسين الاقتصاد المنهك بمشروعات قومية لتحسين الاقتصاد المصرى المنهار، ولكن لن تكون هناك أى مشروعات ناجحة إلا بالقضاء على الفساد، وليس معنى هذا ألا نفكر فى هذه المشروعات، ولكن لا بد أن تكون للحكومة رؤية حقيقية للقضاء على الفساد باستبدال كل العناصر المسيطرة التى لا تستطيع التغيير بعناصر جديدة لها رؤية قادرة على تنفيذها ومتابعة وتطهير كل مؤسسات الدولة من عناصر الإرهاب والفساد. وألا نكرر الأخطاء مرة ثانية بتربية الثعبان داخلنا ونقول الاحتواء يؤمننا شرهم. كل هذا غير صحيح، لا بد من الاستفادة من الأخطاء السابقة، لقد فعلها الرئيس الراحل محمد أنور السادات واكتوى بنارها والشعب المصرى معه حتى الآن.

سيدى الرئيس مؤسسة الجيش مؤسسة وطنية عظيمة لا يجوز تحملها أخطاء وتخريب المؤسسات المصرية خلال الستين سنة السابقة، نعم أنا أعلم أنها أكثر مؤسسة منضبطة ولم ينلها الفساد وجميعاً نثق فى قدرتها، ولكن الجيش المصرى العظيم خُلق للدفاع عن تراب الوطن، وتوجد مؤسسات أخرى للبناء والتعمير، وإذا كان الكثير من المؤسسات يشوبها عطب الفساد فعلينا تطهيرها وعمل مؤسسات مصرية وطنية تتحمل أعباء التنمية وإنشاؤها على مفاهيم جديدة فى الترشيد والإتقان والمحاسبة الفورية دون إجراءات وتطويل المحاسبة، وتصبح الكفاءة والنزاهة هى المعيار الحقيقى، ولا خضوع للوساطة والمعارف والمحسوبية. سيدى الرئيس أبناؤك المصريون يتحملون تباطؤ وجهل وتصريحات بعض المسئولين من أجل سيادتك لأنهم مدركون كم المسئوليات التى تتحملها ولكن لا بد من اختيار نخب جديدة على أساس الكفاءة، نخب تعرف مشكلات الشارع المصرى وتعلم مواطن الخطورة فى كل أجهزة الدولة وكفاءات احتكت بآلام المواطنين ويعيشون نفس المشكلات. فالشعب المصرى كله الآن يشعر بالألم والأسى ليد الغدر التى طالت النائب العام ضمير الأمة المصرية وممثل صوت الحق، وينتظرون أن يثأروا له من كل يد خسيسة امتدت بخسة لشرفاء مصر. حمى الله مصر وكل أبنائها الشرفاء الذين يدفعون أرواحهم فداءً لترابها. فكلمة الحق لن تموت أبداً مهما قدمنا من شرفاء فسوف تحيا مصر شامخة إلى الأبد.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع