موسكو تحتضن مؤتمراً دولياً خاصاً بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية
محرر الأقباط متحدون
قال الكاتب الصحفي، مصطفى الطوسة، نائب رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، إنّ القارئ للتحركات الدبلوماسية الدولية لا يُمكن له أن يتجاهل ظاهرة ملفتة للانتباه، ألا وهي أنّ زعيمي القوتين البارزتين على الساحة الدبلوماسية الدولية يقومان بأنشطة وخيارات متوازية تدعو إلى المقارنة العفوية في إطار تنافس دولي بارد و حراك سياسي نشيط.
وأضاف الطوسة في تصريحات صحفية، أنّ باراك أوباما، و فلاديمير بوتين هما الشخصيتان اللذان ينشطان حالياً على أكثر من جبهة، موضحاً أنّ باراك أوباما الذي ينزل حالياً بكل ثقله السياسي لكي يتوصل إلى تفاهم تاريخي مع الإيرانيين في ملفهم النووي الملتهب، كما أنّه جعل من هذا الاختراق تحدياً شخصياً سيقدمه كأبرز إنجاز دبلوماسي حققه خلال ولايتيه في البيت الأبيض.
وتابع الطوسة أنّ أوباما يُريد هذا الاتفاق النووي بقوة الأمر الذي جعله يتجاهل مخاوف حلفائه التقليديين في المنطقة كإسرائيل، ودول الخليج السنية التي تعيب على الإدارة الأمريكية أنها تهرول للتوصل إلى اتفاق مع القيادة الإيرانية على حساب ضرورياتها الأمنية.
وأوضح الطوسة أنّ القرار الذي يشغل الدبلوماسية الأمريكية يتمثل في المصالحة التاريخية التي دشنها أوباما مع كوبا في خطوة لها من الجرأة السياسية ما يُميزه بقوة عن أسلافه، وقد بدأت هذه المبادرة تؤتي ثمارها عبر لقاءات دبلوماسية بين البلدين، وعودة الحرارة إلى علاقاتهما عبر ذوبان تدريجي للجليد التاريخي وفتح صفحة جديد بين واشنطن وهافانا عاصمة كوبا.
ونوّه الطوسة إلى أنّ فلاديمر بوتين، فتعيش روسيا تحت قيادته انتعاشاً سياسياً قوياً للدور الدبلوماسي الروسي في المنطقة العربية، موضحاً أنّ البوابة الروسية تحولت إلى عنوان يصعب القفز عليه لأنّ موسكو تحتضن هذه الأيام مؤتمراً دولياً يخصص لعملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، في الوقت الذي تحولت فيه العاصمة الروسية إلى قبلة يحج إليها زعماء العالم العربي النافذين، متابعاً أنّ من دشن هذه الحقبة يعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما فتح اللعبة الدبلوماسية المصرية على القيادة الروسية.
وأردف الطوسة إلى أنّ التقارب الروسي- المصري كان مقدمة للتقارب السعودي- الروسي الذي جسدته الزيارة الهامة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى سان بترسبورغ ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبد العزيز، موضحاً أنّ هذه الزيارة فتحت أفاقاً اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين موسكو والرياض.
وأشار الطوسة إلى أنّ كلا من باراك اوباما، وفلاديمير بوتين ينشطان في مجال معين لإعادة الرونق لدبلوماسية بلده، إلا إن الرجلين يتواجهان بقوة وحزم على الحلبة الأوكرانية.