معركة مباغتة تعرضت لها القوات المسلحة المصرية على ارض سيناء استمرت حوالي ثمانية ساعات، وامتدت تداعياتها حتى لحظات كتابة هذا التقرير، إلا أن الخبراء العسكريون والأمنيون، والمحللون السياسيون والاستراتيجيون، ملئوا ساعات البث الفضائي بمعلومات مؤكدة "متضاربة" حول هوية الفاعل، كما قدموا نصائح كثيرة من خلف الشاشات، وعبر "تدوينات" مواقع التواصل الاجتماعي نرصد أهمها في التقرير التالي.. 

 

اللواء أحمد إبراهيم كامل، مدير المخابرات الحربية الأسبق، اتهم "الموساد الإسرائيلي والمخابرات الغربية" بتنفيذ العملية الإرهابية، موضحا أن عناصر المخابرات الأجنبية دعمت العناصر الإرهابية،لاستهداف أكثر من كمين في سيناء، وأن "إسرائيل مستفيدة من كل ما يحدث في شمال سيناء".

 

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، في اتصال هاتفي بأحد القنوات الفضائية أن "حركة حماس الفلسطينية" هي من نفذت الحادث، مشيرا إلى أن "هذه العناصر تدخل إلى سيناء عبر البحر". 

 

يتفق الإعلامي أحمد موسى مع هذه "النظرية"، بل ويرى أن "الإرهاب كله بيجي من غزة"، مضيفا، "بلاش تطبطبوا على غزة حتى لو اللي جوا هيموتوا.. اللي يموت يموت.. أحسن ما أولادنا يموتوا". 

 

 

وأكد "مصدر أمني" في تصريحات لصحيفة "الفجر" أن هناك "معلومات مؤكدة" تفيد أن "دولا إقليمية لها دور في هذه العملية"، لافتا إلى أن "العمليات الإرهابية تفوق قدرة التنظيمات الإرهابية الموجودة بشمال سيناء".

 

في سياق متصل اتهم ائتلاف دعم صندوق "تحيا مصر" قطر وتركيا وحركة حماس بالوقوف وراء الحادث مؤكدا أنهم قدموا الدعم المادي واللوجيستي للعناصر الإرهابية المشاركة في الهجوم، كما شاركت حماس في هذا الهجوم، لافتا إلى أن "الأسلحة المستخدمة في تلك الهجمات أسلحة حديثة وصواريخ متطورة، تم تهريبها بحراً من غزة بتمويل تركي قطري".

 

الخبراء والمحللون لم يتوانوا في تقديم النصائح بل و"الخطط العسكرية" في بعض الأحيان للقوات التي تقاتل على الأرض، فقد نصح الكاتب الصحفي مصطفى بكري، الرئيس السيسي بـ"إعدام الخونة"، وقال: "ماذا بقي أعلن ياريس الأحكام العرفية، لو أعدمنا الخونة ما تجرأ القتلة على ارتكاب الجرائم، لكننا نعجز منذ أكثر من عامين حتى على تنفيذ حكم إعدام حبارة الذي قتل 25 جنديًا في سيناء".

 

أما الدكتور صفوت العالم، أستاذ "الإعلام السياسي بجامعة القاهرة" فقد طالب بأن تصدر القوات المسلحة بياناً عقب كل عملية يقوم بها الجيش بسيناء لمعاقل الإرهاب هناك.

 

من جانبه قدم اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، "خطة عسكرية عبر مداخلة هاتفية"، أوضح فيها ضرورة "إخلاء المنطقة التي تُدار من خلالها العمليات الإرهابية من السكان للقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى هجوم المسلحين على الكمائن في وقت متزامن يعد تخطيطًا على مستوى عال، بالإضافة لاستخدامهم لصاروخ "كورنيت" للمرة الأولى في هذا الهجوم يعد تطورًا نوعيًا وتم استخدام هذا الصاروخ لأول مرة في غزة عندما استخدمته "حماس" في ضرب إسرائيل.

 

البيانات والتصريحات الرسمية

رسميا: لا نستطيع تأكيد غير البيان الصادر من القوات المسلحة، وتصريحات المتحدث العسكري، والتي قال فيها إنه تم الهجوم على حوالي 15 كمينا وتمركز أمني في أوقات متزامنة، ما أسفر عن استشهاد 17 من رجال القوات المسلحة، وإصابة 13 آخرين، حيث نفذ الهجوم حوالي 300 فرد، وهو ما يتطابق إلى حد بعيد مع بيانات جماعة "ولاية سيناء" –أنصار بيت المقدس سابقا- والتي تبنت العملية الإرهابية.