عرض/ سامية عياد
رغم قلة عددهم ورغم قلة امكانياتهم لكنهم كانوا قوة هائلة ذات تأثير وفاعلية فى العالم كله ، قال عنهم المزمور "الذين لا قول لهم ولا كلام ولا يسمع صوتهم فى كل الأرض ، خرج منطقهم والى أقصى المسكونة بلغت كلماتهم " ، أنهم اباؤنا الرسل ..
المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "اباؤنا الرسل" يشرح لنا سر قوة الرسل الذى يتمثل فى حياة الإيمان القوى ، حيث آمنوا بالرب يسوع وبقيامته وآخذوا يبشرون بذلك وينشرونه فى كل مكان وكان إيمانهم لا حدود له ولا خوف ، كانت لهم شجاعة لا تعرف الخوف ، شجاعة فى اعلاء كلمة الحق ، مثال القديس مارمرقس واجه العبادات التى كانت منتشرة فى مصر وبدأ من الصفر وعمل على نشر كلمة الرب بقوة وإيمان وأسس كنيسة ورسم آباء كهنة وأسس أول مدرسة لاهوتية فى العالم هى مدرسة الإسكندرية فى مدة بسيطة لكنها كانت فعالة .
نفس الوضع مع سائر الرسل الذين كرزوا بكلمة الرب فى مختلف أرجاء العالم فى فترة بسيطة ، كانوا مملوءين من الروح القدس الذى كان يعمل فيهم بقوة آيات ومعجزات استطاعت أن تقنع الناس كانت لهم قوة فى الكلمة والاقناع وفى جذب السامعين الى الإيمان ، فعظة واحدة من القديس بطرس الرسول ضم بها ثلاثة الآف شخص الى الإيمان وتعمدوا فى ذلك اليوم.
كانوا موظبين ايضا على الصلاة "ولما صلوا تزعزع المكان الذى كانوا مجتمعين فيه وامتلىء الجميع من الروح القدس ، كانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة" وتحولت كثير من البيوت الى كنيسة مثال بيت أم مارمرقس الرسول ، وبين اكيلا وبريسكلا ، وبيت ليدية بائعة الأرجوان، كان أمامهم هذف لابد أن يحققوه رغم أن الأمر انتهى بالاستشهاد إلا أن هذا لم يقلقهم ، بل نجد القديس بولس الرسول يقول "لذلك اسر بالضعفات والضرورات والشتائم والاضطهادات والضيقات من أجل المسيح ، لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى".