موهبة استثنائية استطاعت أن تفرض حضورها الفني منذ ظهورها الأول في فيلم "زقاق المدق" فهو الوطني والمحتال في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" والمتيم بالسيدات في فيلم دائرة الانتقام، إنه الفنان الراحل صلاح قابيل.
وقدَّم صلاح قابيل، خلال مسيرته الفنية والتي امتدت 35 عامًا، 72 فيلمًا سينمائيًا بخلاف أعماله المسرحية والتلفزيونية، ولم يتشابه فيهم دور قدَّمه مع الآخر، فكان يعشق التعددية والتجديد في الأدوار التي يقدمها.
وُلِد الفنان الراحل صلاح قابيل، في 27 يونيو 1931 قرية نوسا الغيط، وهي إحدى قرى مركز أجا بمحافظة الدقهلية، وانتقلت عائلته للعيش في القاهرة وفيها أكمل دراسته الثانوية، والتحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة إلا أنه كان مولعًا بالتمثيل، مما دفعه لترك دراسة الحقوق والتحق بمعهد الفنون المسرحية، ومن هنا كانت بدايته الفنية.
وبعد تخرجه من معهد الفنون التحق بفرقة مسرح التليفزيون المصري التي قدم معها مسرحية "شيء في صدري" و"اللص والكلاب" و"ليلة عاصفة جدًا".
ولم تكن النجومية، أحد همومه أو سعى إليها بل ظل فنانًا يجسد الاأدوار التي يشعر بها وظل حتى وفاته المنية يعمل، ومات وهو يعمل في مسلسل ليالي الحلمية، مما اضطر فريق عمل المسلسل إلى تعديل دوره في الجزء الخامس من المسلسل بوفاته، وكان يجسد شخصية المعلم ناجي السماحي.
كان فيلم زقاق المدق عام 1963 وهو الذي شهد أول ظهور له بالسينما، وبعد ذلك ظهر بعدة أفلام من أشهرها "بين القصرين" عام 1964، "نحن لا نزرع الشوك" عام 1970، "دائرة الانتقام" عام 1976، "ليلة القبض على فاطمة" عام 1984، "الراقصة والسياسي"، "غرام الأفاعي" عام 1988، "العقرب" عام 1990.
توفى يوم الثلاثاء 2 ديسمبر عام 1992، على إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمرٍ يناهز 61 عامًا، وتم دفنه اعتقادًا من الجميع أنه توفى، وشاع خبر مفاده أن حارس المقابر سمع أصواتًا تخرج من قبره، وبعد فتح القبر بمعرفة الطب الشرعي والنيابة العامة، وُجِد يوم الأربعاء 3 ديسمبر عام 1992 ملقى على سلالم القبر متوفيًا بسكتة قلبية نتيجة الخوف الشديد، إلا أن هذا الخبر تم تكذيبه من قِبَل أسرته التي نفت هذه الواقعة.