بقلم – أماني موسى
منذ أن أعلنت وكالات الأنباء والصحف صباح اليوم عن محاولة اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام، والتي أسفرت عن مصرعه، وبات المشهد يحمل ما لا يسر، وربما ينبأ بالأكثر بمستقبل غير سعيد، به ما به من تهديدات وإرهاب وسيل دماء لا يتوقف، وجماعة أعلنت تخليها عن أبسط قوااعد الإنسانية والدين والأخلاق، رافعة سلاحها في وجه من يقول لا، في وجه من يقف أمام حلم الخلافة، في وجه من يصطف مع الوطن.
تتعالى الأصوات هنا وهناك مطالبة بحلول أمنية وعسكرية أكثر ردعًا في وضع بات غاية في الصعوب والتعقيد وينذر بما لا يحمد عقباه وحصد المزيد من أرواح الأبرياء هنا وهناك.
ولكن اغتيال النائب العام، الذي هو اغتيال رمز أكثر منه شخص عادي، يحمل دلالات خطيرة ويجعلنا نقف أمام عدة تساؤلات بديهية منها:
كيف تتم عملية اغتيال النائب العام هكذا بهذا الشكل المروع؟ أين الأمن والتأمين والمعلومات الاستخباراتية؟ كيف دخل طن متفجرات من مادة الـ تي إن تي، الشديدة الانفجار إلى وسط العاصمة "القاهرة"؟ من وكيف تم زرع هذه العبوات التي من المؤكد أنها تحتاج إلى وقت لزرعها وإعدادها للانفجار؟ من الممول بهذه المبالغ الضخمة من سيارات تقل الإرهابيين والمتفجرات؟ من ساهم وساعد وسهل المهمة؟ الكل شريك؟
تكمن الخطورة الحقيقية في أن الأمر والصراع بات واضحًا مع عدو واضح والخطر أوضح، بات الصراع "أنا أو أنت" "تقتلني أو أقتلك" وليس هناك خيارًا آخر، باتت المعركة أشد ضراوة وأكثر احتياجًا لخطوات أسرع من العدو لتضربه في مقتل، لتكون الدولة بأجهزتها الأمنية والاستخباراتية فعل وليست رد فعل، مباردة وليس مدافعًا، ضاربًا وليس متلقي للضربة.
الأوضاع الاستثنائية تحتاج معها بالضرورة خطوات وإجراءات استثنائية ومحاكمات استثنائية وإجراءات تقاضي أسرع ومختلفة عن الإجراءات العادية التي تتسم بالروتين وطول الأجل، بينما يقبع قيادات الإرهابية بالسجون يعطون شارات قتلنا وذبحنا لعناصرهم خارج السجون لتنفيذها.
يا سيادة الرئيس.. نعلم أن حملك ثقيل ونعلم أنك تعاني داخليًا وخارجيًا، حماك الله وسدد خطاك ولكن أغث شعبًا فوّضك لمجابهة الإرهاب، اضرب يا ريس بيد من حديد لتردع اليد التي تفكر في الامتداد على المصريين وأمن مصر وسلامتها.. كلنا معك.