الأقباط متحدون - هل تنتقل الفوضى المجتمعية للكنيسة؟
أخر تحديث ٠١:٣٥ | الاثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥ | ٢٢بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل تنتقل الفوضى المجتمعية للكنيسة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
سليمان شفيق
كشفت ثورة 25 يناير عن انتهاء العمر الافتراضي للدولة القديمة (دولة ما بعد يوليو 1952) وبما ان تلك الدولة والنظام صارا تؤام ملتصق فقد اصبح انهيار النظام مرتبط بانهيار الدولة ، أما عن المجتمع فحدث ولا حرج ، وانتشرت بين الشباب نظرية "قتل الاب" التي ظهرت بعد ثورة الشباب في اوربا 1968، وبما ان شباب 25 يناير لم يكن يستهدفون "ثورة" بقدر ما كانوا يمثلون نسق اجتماعي يجسد ثورة المعرفة ..

استطاعت تلك الاقلية بمهارت الاتصالات والمعرفة ان تخيف الانماط الدينية وحلفائها المباركيين .. الذين ما لبثوا ان استعادوا توازنهم .. وسيطروا علي منجزات "الثورة" ..

وبدأ وكأن الاختلاف بين الإخوان والمباركيين هو خلاف علي السلطة لا اكثر ولا اقل .. ومن يتابع الكنيسة القبطية بعد خروج قداسة البابا شنودة الثالث من الاحتجاز في الدير 1985 سيكتشف دون عناء (ان يحكم مبارك الدولة دون اعتراض من البابا وان يحكم البابا الكنيسة دون تدخل من الدولة ) ولا يخفي عن احد ان قداسة البابا شنودة الثالث وسائر الكنائس لم يرحبوا 25 يناير الا بعد ان تأكدوا من سقوط مبارك ،(لعل ذلك يعكس موقف الحرس الكنسي القديم من الاصلاح ) علي عكس البابا تواضروس الثاني الذي كان لة مواقف حاسمة من الحكم الاخواني .. منذ ان نال نعمة الجلوس علي كرسي مار مرقص ،ولعلنا نشهد الان من يحاول اخراج الاقباط من حلف 30 يونيو ..

ومن يتابع ما يحدث سيجد ان الكنيسة من بعد 1985 صارت جزء من الدولة ، وحلف 30 يونيو يتفكك : المواطنين الاقباط هناك من يدفعهم الي خارج الحلبة (تهجير قسري واتهامات بازدراء الاديان ) والبابا تواضروس يعاقب علي مواقفة الوطنية عبر مخطط معلن (مثال تمرد الكنيسة) وفضيلة شيخ الازهر مستهدف من كل حد وصوب ، والقوي المدنية انكسر ضهرها بعد تخارج البرادعي وتمرد هدمتها الانقسامات واغراءات رجال الاعمال ، والسلفيين يحاولون ملء الفراغ .. والمماليك "المباركية" يسوقون مبارك وعائلتة تارة ، وتارة اخري الفريق احمد شفيق ، وثالثة احمد عز .. وكل رجل اعمال اصبح لدية فضائية واعلامجية ومسلسلات وكل ادوات غسيل المخ .
 
مابين الوطن والكنيسة بالطبع يختلف عما بين الدولة والكنيسة .. لقد سارت الكنيسة علي خط ومنهج 1985، التأييد للدولة دون مراعاة الهموم القبطية ، والفشل في قيادة الكنيسة في ادارة الازمات ، والشباب الكنسي من جيل ثورة 25 يناير لايجيد الا ثقافة الاحتجاج دون رؤية .. والقيادة الكنسية لاتجيد احتواء هؤلاء الشباب ..

مما يهدد بنقل الفوضي المجتمعية الي الكنيسة ، وبعيدا عن جوهر المشكلات فأن ادارة هذة المشكلات من قبل القيادة الكنسية بأت بالفشل مما سمح لاطراف معادية للكنيسة ان تتدخل .. وبعيدا عن الاتهامات المتبادلة .. الطريق اصبح ممهد لنجاح مخطط "كسر هيبة قداسة البابا" والذي حذرت منة منذ اكثر من ستة شهور ، ويزيد المحيطين بقداسة البابا "الطينة بلة" ويلجأؤن الي فتح الثغرات لنقل الفوضي المجتمعية للكنيسة من اوسع ابوابها ، وان كانت الدولة "السيساوية" تسير في علاقتها بالكنيسة علي نهج الدولة المباركية .. وهي انابة الكنيسة عن الاقباط وانابة البابا عن الكنيسة ..

ولايخفي علي احد ان الحركات القبطية غير مؤهلة .. وما يسمي ب"العلمانيين اي المدنيين" الاقباط لاحول لهم ولا قوة فأن الفوضي المجتمعية قد انتقلت جزئيا الي الكنيسة .. هل تعي القيادة الكنسية الازمة ؟ اشك!! 
 
وان كان الاقباط يؤمنون بأن "ابواب الجحيم " لاتقوي عليها" اي الكنيسة ، وهم علي حق .. ولكن الازمة الان ليست من ابواب الجحيم بل من داخل ابواب الكاتدرائية .. ومن لة عينان للنظر فلينظر ومن لة أذنان للسمع فليسمع .. وربنا يستر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter