د. رأفت فهيم جندي
كلنا نعرف أن الرب عندما خلق المرأة لم يخلقها مثل آدم من تراب ولكن من ضلع من الرجل، وليس من قدمه ليدوسها ولا من رأسه لكى تتحكم فيه ولتكون كما وصفها "معينا مساويا له".
وعندما سقط الاثنان في الخطية فقدا ارتباطهما بالرب الإله، فأصبح كل منهما عبدا لعنصر خلقته. فأُستعبد آدم للأرض ليفلحها ولكى تنبت له شوكا وحسكا، كما استعبدت حواء لعنصر خلقتها وهو الرجل "والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك". ولم يكن هذا أمرا من الرب الذى خلق حواء مساوية للرجل ولكنه نتيجة لانفصال العنصر البشرى عن الحضرة الإلهية بسبب الخطيئة.
ساد الرجل بعدها علي المرأة وأصبحت من ممتلكاته، واساء معاملتها في العهد القديم واصبح الرجل يجمع بين اكثر من زوجة ولم يُستثنى الانبياء من هذا أيضا.
وعندما تسلم موسى الشريعة القديمة حدد أن يكون طلاق المرأة بكتابة ورقة طلاق وليس بمجرد كلمة من الرجل في ساعة غضب، وأيضا يلزم شهود وتوثيق لكتابة ورقة الطلاق هذه، لتكون الأمور بتروى وعدم استعجال، وقال الرب لهم أيضا انه يكره الطلاق.
وبرغم أن المرأة في المجتمع اليهودي وقتها لم يكن لها أي وزن اختار الرب منهن أمثلة لأدوار قوية مثل ناعومى وراعوت ورفقة والقاضية دابورة والملكة استير وغيرهن.
عندما تجسد المسيح رفع البشرية مرة أخري من درجة العبودية لدرجة البنوة بالصلح مع الذات الإلهية لدفعه لثمن الخطيئة البشرية على الصليب، فبعدما كان البشر يحرم عليهم مجرد النظر لتابوت العهد أصبحوا مسكنا للروح القدس، وصاحب هذا تغيرا شاملا في جوهر العنصر البشرى.
وكان من هذا التغيير ان عادت المرأة لكى تكون "معينا نظيرا للرجل" وانتهت فترة "وهو يسود عليك"
ولهذا كانت المرأة هي العنصر الذي أستخدمه يسوع في العديد من الأسس الجوهرية للإيمان المسيحي، فلقد استخدم عطاء الأرملة للفلسين لكي يغير مفهوم وكيفية العطاء، والمرأة السامرية لتكون أول مبشرة للإنجيل. وأبرز عظم إيمان المرأة الكنعانية تمهيدا لقبول من كان اليهود يطلقون عليهم كلابا، ومريم كمثل للتسليم المسيحي، ومرثا أختها للخدمة العاملة. ومريم المجدلية للرجاء المسيحي، والمرأة نازفة الدم للإيمان المسيحي، والمرأة الخاطئة التي مسحت رجليه بالطيب وبشعرها كانت مثلا للتوبة المسيحية.
ويسوع أيضا منذ بداية كرازته في سن الثلاثين ولمدة تزيد عن ثلاث سنوات حتى موته على الصليب ترك عمل النجارة الذى كان يقتات منه وكانت النسوة تنفقن عليه من أموالهن، كما اعطى لقب تلميذة في العهد الجديد لطابيثا. وان كانت الخطيئة قد دخلت للبشرية عن طريق حواء لآدم الأول فان الخلاص منها أتى عن طريق العذراء مريم في ولادتها ليسوع المسيح مخلص العالم ليكون آدم الثانى.
بعد هذا أتت بعض التشريعات لتعود بالمرأة لمرحلة عبوديتها للرجل وتُطلق بكلمة منه، وانهن حرث للرجل ياتيهن اينما يريدون، ومن تخالف أوامر الرجل تُهجر ثم تُضرب، ونصيبها في الميراث النصف وأيضا شهادتها امام المحاكم اما النصف او لاتقبل، وايضا وصفن بانهن ناقصات عقل ودين .... وبالتأكيد فأن هذا امرا طبيعيا لمن أراد أن يعود بالبشرية لدرجة العبودية وأيضا ملكات اليمين.
كما أتت أيضا بعض الحركات التي تنادى بسيادة المرأة وكامل حريتها عن الرجل وينحنى لها المجتع تعطافا مع خلفتها من اكثر من رجل، وأيضا حريتها في الأجهاض. ويأتي لنا صوت بولس الرسول "ليس الرجل بدون المراة ولا المرأة بدون الرجل" وهذا لأن الرب خلقهما متساويين، ولم يخلق لآدم اربع زوجات بل واحدة ولكن "ان فسد الملح فبماذا يُملح".