بقلم: مينا ملاك عازر
قرأت يوم الإثنين الماضي خبرين فيهما من التناقض الكثير، ومن المفارقات أن الخبر الأول يحكي عن الفيضانات التي تجتاح "باكستان"، ويوضح الخبر كيف تغرق "باكستان" في موجات من الفيضانات العارمة، وفي نفس الوقت تشب الحرائق في الغابات بـ"روسيا".
وللحظة تأملت الموقف فوجدت أن "روسيا" بحاجة للمياه التي تتدفق وتُهدر وتدمر في "باكستان" لتطفئ بها نيران غاباتها، بينما "باكستان" لا تحتاج لحرائق "روسيا"، بل تحتاج لمعونات من الناس لوقف الفيضانات.
توقف تأملي في تفرقة القدر بين الدول خبر قرأته عن "بيرو"، و"بيرو" لمَن لا يعلم بلد كائن على كوكب الأرض في قارة "أمريكا اللاتينية"، وتعد من الدول النامية، وقد تكون من دول العالم الثالث، وقد تكون مساحتها أصغر من مساحة مصر، وقد تكون....، وقد تكون.......
والخبر يقول أن شرطتها قدمت ستة من عناصرها للتحقيق معهم بعد مقتل مهندس أثناء أعتقاله، بس عندك.... شفتم بقى الكلام، لا أعرف لماذا توقفتُ وقلتُ عرفت الغلط فين؟! لو كان "خالد سعيد" مهندسًا أكيد كانت الشرطة المصرية الباسلة العظيمة "الجامدة أوي" كانت قدّمت عنصر واحد من عناصرها، حتى ولو بتهمة إنه كان عنيف حبة مع "خالد" الله يرحمه، مش هقول إن العنصر ده تسبب في قتله، لكن كان عنيف بس، ما هو شرطتنا أكيد مش أقل من شرطتهم، إحنا يمكن نكون أحسن يا جماعة، فمش معقول هما يطلعوا أجدع مننا، وبالتالي أكيد تبقى المشكلة في "خالد" مش في شرطتنا.
وهنا تهللت وقلت الحمد لله.. شرطتنا براءة، ورحت لابس أسود ورافع علم مصر، ومشيت في مظاهرة يسقط المطر في الشتاء، ويعيش السمك في البحر، وتسلم أيادي مخبرينا، والمخبرين أهما حيوية وعزم وهمّة، وإدي له يا ابني ما ترحموش.
وأنا ماشي في المظاهرة لقيت إتنين من بتوع الشرطة جايين عليّ، بيني وبينكم ما همنيش، ما أنا باحييهم وبأيدهم، يعني هيحصل لي إيه منهم؟! وفجأة حملوني على الأكتاف، فسخنت أكتر، وقلت الشرطة في خدمة الشعب، تحيا الشرطة، وتحيا الأمة العربية، وفجأة وجدتهم يدخلون بيّ للقسم، ويسألوني وهم يلقون بي من أعلى أكتافهم، حد قال لك تطلع بالمظاهرة؟ قلت لا، وإنما إعجابـًا بكم، وامتنانـًا بما تفعلونه، فقال لي أحدهم: لا متشكرين يا خفة، مالكشي دعوة.. إحنا عندنا رجالتنا اللي بنطلعهم في مظاهرات، وبنظبط الدنيا.. خليك في حالك.
ومع أول كف نزل عليّ.. صحيت منتفضًا، وأنا أقول: مصر مصر.. تحيا مصر.
المختصر المفيد: من شاف شرطة غيره زعل أوي من شرطته.. مش كده ولا إيه؟! |