- منير مجاهد: منع مهرجان مناهض للطائفية يفضح مسؤولية أجهزة الأمن في التوتر الطائفي
- "ضد التمييز" تعقد مؤتمر صحفي لإدانة قرار منع مهرجان "مصر لكل المصريين"
- مستشار مرشد الإخوان السابق: المشاركة فى الانتخابات يعنى الموافقة على الفساد
- مراقبون بلا حدود تطلق ائتلاف جديد لمراقبة الانتخابات البرلمانية
- منتدى حوار الثقافات يبحث في المنيا ظواهر وأسباب الفتنة الطائفية
بثينة كامل: بعد 11 سبتمبر انكسرت شوكة المتشددين ودخلوا إلى جحورهم
بثينة كامل، إعلامية قديرة، وناشطة معارضة، لا يكاد يمر أسبوع إلا وتشارك في مظاهرة احتجاجية، فتجدها على كورنيش الإسكندرية للتضامن مع الشهيد خالد سعيد، وتراها مع العمال في القاهرة في اعتصامهم من أجل تنفيذ الحكم القضائي في تحديد حد أدنى للأجور، وتذهب إلى المنصورة للتضامن مع الضحية محمد صلاح. وتقف أمام مجلس الدولة للتظاهر من أجل تعيين المرأة قاضية؟ لا تتوقف عن كشف الفساد في المجتمع، فأسست حركة "مصريون ضد الفساد" وتقف موقفا مناهضا للتمييز الديني فهي عضو مؤسس في مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" وأسست حركة "شايفنكم" التي اهتمت بمراقبة الانتخابات.
ذاع صيتها إبان إذاعة برنامج "اعترافات ليلية" في أواخر التسعينات، الذي حصل على أفضل برنامج لمدة 5 سنوات، وتقدم الآن برنامج "أرجوك افهمني" على قناة الاوربت، درست إدارة الأعمال، وحصلت على دبلوم نظم سياسية واقتصادية من معهد الدراسات الإفريقية ودبلوم فنون شعبية، وتتدرس الآن في أولى حقوق. التقينا بها في حوار مطول حول العديد من القضايا المثارة على المشهد المصري الآن، بداية من نشأتها الأسرية، وأسباب توقف برنامج "اعترافات ليلية" وهل اختلفت نوعية المشاكل في المجتمع المصري الآن وقبل عشر سنوات؟ وردها على الاتهام بتهمة ازدراء الأديان وتدنيس مسجد؟ وتعليقها على حركات الاحتجاج عبر وسائل الإعلام الجديد ؟ وموقفها من تهافت رموز المعارضة ودعاة التغيير على الحوار مع الإخوان المسلمون؟ وكيف يمكن مناهضة التمييز الديني في مصر ضد الأقليات وخاصة المسيحيين والبهائيين؟ ورأيها في مطالبة البعض بمقاطعة الانتخابات القادمة؟ والدافع الذي يجعلها تتعرض لمتاعب وصعاب في النضال السياسي؟ وغيرها من الأسئلة...
حاورها : عماد توماس-خاص الأقباط متحدون
• برنامج "اعترافات ليلية" اتهم بالإساءة لسمعة مصر وضد الشرع والدين والأخلاق
• لدى فتوى من الأزهر بعدم جواز بناء مسجد على ارض مغتصبة وبدون موافقة الجيران
• ابرز مشاكل التعليم في مصر أنه يخرج عبيد وليس عقول أحرار
• ينمو الفساد عندما لا توجد ديمقراطية ولا شفافية ولا آليات واضحة للمحاسبة
• ارفض مقاطعة الانتخابات، فهي معركة يجب أن يشارك فيها كل الأحزاب والجماهير
- أستاذة بثينة...سوف ابدأ الحوار معكِ بسؤال حول نشأتك الأسرية هل كان لها تأثير على نشاطك في المعارضة ؟
تربيت على يد جدتي "عائشة هانم مرتضى" التي كانت من فتيات ثورة 1919، وكانت تحكي لي كيف كانت تقوم بزيارة السجناء، وتقص عليا خطب سعد زغلول... توجهات والدي كان ناصريا لكنه لم يكن سياسيا، ووالدتي كانت تحب عبد الناصر رغم إنها من عائلة إقطاعية، والدتي الآن في عمر الـ 68 وتشارك معي في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، كنت عضوه اتحاد طلية أثناء دراستي الجامعية وشطبت من الاتحاد في الصف الرابع، كان اهتمامي أكثر في هذا الوقت بالقضية الفلسطينية، وقبض عليا في احد المظاهرات عند جامع الأزهر.
- قدمتِ برنامج "اعترافات ليلية" في الإذاعة المصرية بماسبيرو، في أواخر التسعينات، وكان يناقش المشاكل الشخصية للبالغين وحاز على شعبية كبيرة وحصل على أفضل برنامج لمدة 5 سنوات؟ لماذا اتهم البعض البرنامج بأنه كان جزئيا واتهمك البعض بعدم التخصص لعدم دراستك لعلم المشورة أو علم النفس؟
جرأة البرنامج كانت بالنسبة لعصره، لكنه لم يكن جريئا بالنسبة للفترة الزمنية التي نعيشها الآن، لم أكن ارغب في تقديم مشورة أو تقديم حلول لمشاكل المستمعين، لا أؤمن بتقديم النصائح، فكل مشكلة لها 500 حل، البعض انتقدني بسبب عدم دراستي لعلم المشورة، لكنى ارفض هذا المنطق، فانا لا أقدم علاجا، فلا يمكن أن يقدم في برنامج راديو علاجا من خلال محادثة هاتفية، البرنامج كان وقته 45 دقيقة، كنت مجرد صديقة للمستمعين وتجنبت تقديم نصائح، وبعض المشاكل التي كانت تصلني كنت استضيف متخصصين في الطب النفسي
وطلبت مشورة الدكتور يحيى الرخاوى، في دراسة دبلومة في علم النفس التربوي، لكنه نصحني ألا أقوم بالدراسة، حتى لا أتقيد وانحصر داخل مدارس علم النفس الأكاديمية، وقال لي أن الله اعطانى موهبة وثقة الناس، ولا اعتقد اننى آذيت احد من خلال البرنامج من خلال ردود الفعل التي وصلتني.
- لماذا توقف البرنامج ؟ وهل كان ذلك سببا في توجهك للمعارضة؟
البرنامج توقف لأنه نجح جدا، وفى مصر أعداء النجاح كثيرون، فقد حصلت في الاستفتاءات على درجات أعلى من برنامج الاذاعى عمر بطيشه الذي كان رئيسي في العمل, وكان برنامج آمال فهمي أفضل برنامج في الإذاعة لفترة تقترب من 35 عام، فعندما تأتى فتاة صغيرة في العشرينات وتنال ببرنامجها أفضل برنامج فهذا يثير حساسية البعض، وبدأت حرب شعواء ضد البرنامج، وتوقف البرنامج في عصر حمدي الكُنَيسى، وأنا اعرف أن الكُنَيسى لم يستمع للبرنامج لأن البرنامج يأتي في وقت متأخر.
المشكلة أن معظم من انتقدوني وهاجموني لم يسمعوا برنامجي، وفوجئت بوضع البرنامج على جدول أعمال لجنة متابعة الأعمال الدينية رغم أن برنامجي كان برنامج منوعات وليس برنامجا دينيا، وأصدروا توصية بان برنامج "اعترافات دينية" يسئ إلى سمعة مصر في العالم العربي وضد الشرع والدين والأخلاق ، اتهموني بذلك واتهموا أيضا المستمعين للبرنامج ، وهذا كان الذريعة التي استخدمها عمر بطيشه، بعد أن اقنعنى بتوقف مؤقت للبرنامج بسبب شهر رمضان والبدء في تجديد البرنامج وعودته مرة أخرى بعد شهر رمضان، وبعد ذلك اكتشفت توقف البرنامج نهائيا. ونتيجة شهرة البرنامج العريضة، فوجئت بعدة محطات عالمية تقوم بالتسجيل معي مثل صوت أمريكا Voice of America، ووكالة الأنباء البريطانية "برس اسوشيش" ومراسل القناة الألمانية DPA قدم تقرير عنى، فالبرنامج حقق نجاحا كبير وكان ملاذا لكثير من البسطاء.
لم يكن هذا سببا لتوجهي للمعارضة، لانى بعد توقف البرنامج، شاركت في تقديم نشرات الأخبار
من هم جمهورك في "اعترافات ليلية"؟
جمهوري في اعترافات ليلية كانوا من فئات خاصة من المجتمع منهم شباب الدبلومات والسجناء خاصة من سجن النساء، والمظلومين والمجندين ومتشددين سابقين لجأوا لي ليردوا أموال أخذوها بغير حق ،وكان هناك ثقة من كل هؤلاء نحو البرنامج. ومعظم جمهوري كان من الشباب، كانوا يعانون من فقدان التواصل مع الأهل، مثل فقدان التواصل بين الحاكم والمحكوم، كانت دائما الشكاوى تصلني أن الأب شديد في تعامله وراء ذلك تحدث الكثير من المشاكل والمصائب.
هل كان هناك مشاكل لم يكن من الممكن إذاعتها؟
كان تصلني مشاكل مثلما نسمع عنها الآن، أم تشتكى من تحرش الأب جنسيا على ابنته، ومشاكل الشذوذ الجنسي في السجون، والملاجئ ومشاكل متعلقة بالحب بين طرفين مختلفي الديانة وخاصة في محافظة المنيا، هذه الحوادث لم تكن جديدة، لكن هذا النوع من المشاكل لم أجرؤ عن تقديمه في ذلك الوقت -من نفسي وبدن تتدخل من أحد- حتى لا أكون سببا في إثارة الفتنة في المجتمع، لكن ما عدا ذلك يمكن مناقشته ولا يجب أن نخجل من الحقيقة والواقع.
- مالذى اختلف في نوعية المشاكل منذ عشر سنوات والآن؟
الذي اختلف، هو وجود مساحة من الإعلام لمناقشة قضايانا، لكن كل المشاكل كانت موجودة من قبل.
- تقدمي الآن برنامج "أرجوك افهمني" على أوربت، كيف استطعتى التواصل مع مشاهدي القناة خاصة أن معظمهم كانوا من السعودية بما معروف عنها من تشدد وتحفظ؟
في البداية كان الطلب أن أتحدث وأقول "قال الله وقال الرسول" وبرنامجي ليس دينيا وموجه للجميع، وعلى الجانب الأخر كان لدى عدد من المشاهدين من السعوديات المستنيرات، لكن بعد 11 سبتمبر انكسرت شوكة هؤلاء المتشددين وصمتوا عن الكلام ودخلوا إلى جحورهم، بعد أن كان لديهم السطوة والغلبة. خلال فترة 10 سنوات من تقديم البرنامج "أرجوك افهمني" قرأت الكثير من الكتب، واعدت اكتشاف نفسي من خلال البرنامج. وكون القناة مشفرة أعطاني مساحة كبيرة من الحرية أن أعبر عما أريد بعيدا عن دعاوى التكفير
من خلال برنامج "أرجوك افهمني" أصبح لدى مساحة من الوقت والإمكانيات وأصبح لدى العديد من الباحثين والمترجمين لمساعدتي مما أعطانى خلفية جيدة عن مدارس علم النفس، أعدت اكتشاف نفسي بعد اعترافات ليلية
- تم اتهامك بتهمة ازدراء الأديان وتدنيس مسجد والاعتداء علي المصلين بأحد الزوايا "مسجد صغير" بجانب منزلك. ما تعليقك؟
رجل أراد أن يستولى على ارض ليست ملكا له، وهو ليس مالك العقار، وأراد أن يبنى عليها مول تجارى، وهو اعتاد أن ينهى كل صفقاته بطرق غير مشروعة، استغل أنى امرأة وإعلامية، واستشار بعض المحامين في مجتمع اغلبه متزمت وضعيف، فقام ببناء زاوية لمسجد أمام العمارة، وقام بتأجير مجموعة من المتشددين دينيا ووضع علم السعودية، ورئيس الحي لم ينفذ قرار الإزالة، وقلت لرئيس الحي: أليس هذا فسادا؟ فرد عليا "الفساد في البلد كلها وفى التلفزيون كمان"
تصور انه بذلك سيمنعني عن مهاجمة هذا الفساد، والحمد الله أن المحضر تم حفظة، ولن أتوقف عن منع هذا الفساد، ولدى فتوى من الأزهر بعدم جواز بناء مسجد على ارض مغتصبة وبدون موافقة الجيران، و90% من سكان العمارة من المسيحيين. والعمارة تم بناءها من عام 1957.
دائما تفتخرين بتعلم ابنتك في مدارس فرنساوية ...لماذا كل هذا الفخر؟ هل لان المدرسة تطلب توقيع كل من ينتمي لها على وثيقة انتساب بعدم ارتداء ما يميز الأشخاص دينيا.؟
أنا افتخر باني حررت ابنتي من التعليم المصري. كنت عضوه مجلس أباء في مدرسة مصرية ، واستمرت ابنتي فيها حتى الابتدائية، ورأيت في المدرسة الفساد التعليمي وكادت ابنتي أن تتعقد، ابنتي الآن مثقفة، لديها قدرة على النقد الموضوعي، درست تاريخ مصر في كل حقبه أفضل مما كانت ستتعلمه في التعليم المصري. لذلك أنا افتخر بذلك. والمدرسة تقوم بتوقيع أولياء الأمور على استمارة تعهد لمنه ارتداء اى إشارات دينية مثل الحجاب أو الصليب أثناء الدراسة.
- هل أنت راضية عن مستوى التعليم في مصر ؟ وفى رأيك ما هي ابرز مشاكل التعليم في مصر؟
بالطبع أنا غير راضيه تماما عن مستوى التعليم في مصر، ابرز مشاكل التعليم، انه تعليم غير ديمقراطي، هذا الحشو في المناهج والتلقين والحفظ بدلا من الإبداع والابتكار كأنك تربى عبيد وليس عقول أحرار، التلقين يتم في المجتمعات الفاشية والمستبدة، هذا تعليم غير ديمقراطي، ابنتي درست تربية مدنية وفلسفة أكثر مما درسته، وأنا أتعلم منها الخطأ والصواب.
- في حوار سابق لكِ: قلتِ أنكِ ارتديت الحجاب في المرحلة الثانوية لمدة 6 شهور، ما الأسباب التي دفعتك لارتدائه رغم انه في هذا التوقيت لم يكن منتشرا وما الأسباب التي جعلتك تخلعيه؟
لا اسميه حجابا، لكنى ارتديت غطاء للشعر عندما كنت في الثانوية العامة، وليس حجابا بالمعنى المعروف، وقتها كانت بداية الحديث عن الحجاب في عام 1979، أنا شخصية واضحة (يا أبيض يا أسود) هم افهموني إن هذا هو الإسلام، بعدما ارتديت غطاء الشعر، شعرت وكأني العالمة باسم الدين، وضعني اصحابى مثل دور محيي إسماعيل في فيلم "خلى بالك من زوزو" ..لا يعنى وضعي غطاء على راسى اننى فقيهه في الدين أو أكثر تدينا منهم، وبدأت أفكر في العمل على الجوهر وليس المظهر. جدتي كانت تفتخر، بان سعد زغلول قال لها "لا نريد هذا الزى" فنحن نحن نعزل المرأة عن التفاعل مع المجتمع.
- هذا يجلعنى أن أذكرك بتقرير لمعهد جالوب الأمريكي، يقول فيه: أن نسبة التدين في مصر بلغت 100 في المائة وفى تقرير منظمة الشفافية الدولية بشأن تفشي الفساد في مصر ، كشف التقرير ، عن ترتيب مصر على مؤشر الشفافية، إذ جاء ترتيبها 115 من بين 180 دولة شملها المؤشر؟ ما تفسيرك لهذا التناقض؟
هذا تدين وهابي مظهري، ليس له علاقة بالإيمان الحقيقي، اهتمام بالمظهر على حساب الجوهر، أتذكر جدتي عائشة هانم مرتضى، كانت عالمة في الفكر، عالية الثقافة والزهد وشديدة التدين، قامت بتربية أولادها الستة بعد وفاة زوجها، ولم تكن راضية عن غطاء شعري، قالت لي مرة ، أثناء الحديث عن الحجاب: اليوم يتحدثون عن الحجاب وغدا عن النقاب وبعد ذلك يجلسوا المرأة في البيت.
- يتحدثون عن الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية أنها أحد طرق التغيير في مصر..هل تعتقدي أن شباب الفيس بوك الذي خرج للتضامن مع الشهيد خالد سعيد يمكن أن يصنع التغيير في مصر أم أنها مجرد حركات حماسية ونضال افتراضي على النت؟
ما يحدث الآن حركة تغيير جديدة، بدأت بحركة 6 ابريل حتى خالد سعيد، في مظاهرة أمام وزارة الداخلية رأيت شباب ناشئ صغير السن، جاءوا من دعوة جروب "كلنا خالد سعيد" على الفيس بوك الذي وصل عدد أعضاءه إلى حوالي 270 ألف عضو، حركة المعارضة بدأت من خلال عشرات ثم مئات الأشخاص وصلنا الآن إلى آلاف ، حركة المعارضة في ازدياد وخاصة المعارضة الشعبية أهم بكثير من العنف والتخريب. أنا أشارك في اى مظاهرة ومعي تليفوني المحمول –اكبر من أي شبكة وكالة أنباء عالمية، واستخدم خدمة "تويتر" لنقل أحداث المظاهرات، وعلمت أن بعض الدول العربية ستضع قيودا على استخدام أجهزة "البلاك بيرى". فلا يوجد شك في إمكانية صنع التغيير من خلال وسائل الإعلام الجديد.
- صحيفة "الجمهورية" اتهمتك بأنك أفسدتى صلاة الجمعة بمسجد سيدي جابر بالإسكندرية قبل الوقفة الاحتجاجية للقوي السياسية تضامناً مع خالد سعيد.ما تعليقك؟
"الجمهورية" تقول ذلك أنى أفسدت صلاة الجمعة، رغم أنى في هذا الوقت لم أكن بالإسكندرية بل كنت في منزلي بالقاهرة، هم بذلك يستدعون المتطرفين ضد امرأة سافرة!!
-رأيك في تهافت رموز المعارضة ودعاة التغيير على الحوار مع الإخوان المسلمون وخطب ودهم، بداية من البرادعي الذي اعتبره آلاف الشباب هو القائد المنقذ من الاستبداد والفساد، وصولا إلى حزب الوفد و سائر رموز المعارضة وقادة الأحزاب ؟
مجئ البرادعى سبب فرقا، نحن كنا سعداء الحظ بقبول البرادعى دعوتنا للانضمام للقوى الوطنية نحو التغيير...لكنى لا افهم سر هذا التهافت على الحوار مع الإخوان المسلمون، كنت عضوه في حركة " شايفنكم" وتركت حركة "كفاية" بسبب تواجد الإخوان المسلمون بها، أنا مع الدولة المدنية، لكن لا يمكن تجاهل قوة "الإخوان" فعندما أشارك في وقفات احتجاجية، يشارك معي محمد عبد القدوس ومحمد البلتاجي وهم من المحسوبين على الإخوان، نختلف مع الإخوان لكن من الممكن أن نلتقي في نقطة واحدة ونقول أن هذا فقط اتفاقنا.
- يعتب البعض على الدكتور البرادعى لكثرة سفرياته المتعددة للخارج وغيابه عن المشهد السياسي في مصر؟
البرادعى يتعرض لحركة شعواء خاصة من خلال وسائل الإعلام القومية ( الحكومية)، لا اعتقد أن سفر البرادعى للخارج يقلل منه، فماذا فعل من من يتهمونه بذلك ويعيشون في مصر
- ألا تشعري بفقدان الأمل في التغيير، فرغم كل هذه الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات من حركات المعارضة ومن شباب الانترنت إلا إن التغيير مازال بطيئا؟
هناك محبطات تواجه نشطاء المعارضة، التغيير لن يحدث في يوم وليله، على كل شخص أن يعمل ما عليه، أن يؤمن بدوره، ويؤمن انه يساوى ويقدر على المشاركة في صنع التغيير، النظام مخطئ يحاسب على أخطائه، والمواطن مخطئ أيضا ويحاسب على سلبيته.
- كان لك دور هام في التراجع عن ما حدث في قرية المريس بالأقصر ونزع ملكية 550 فدان للمنفعة العامة .. فقال عنك الناشط الحقوقي صفوت سمعان على موقع صحيفة "الأقباط متحدون" : لو وجد عشر سيدات مثلك لتغييرت خريطة أشياء كثيرة للأحسن لمصر...ما تعليقك؟
اشكر الأستاذ صفوت سمعان، الذي استقبلني في مطار الأقصر، وهو إنسان محترم ولدية من الوعي الوطني والإخلاص، فقد تبين أن نزع ملكية 550 فدان من قرية المريس بالأقصر للمنفعة العامة، سيكون من اجل مرسى للبواخر السياحية ومشروعات استثمارية، رشحنا القرية لجائزة المحارب المصري ضد الفساد لمدة عامين على التوالي، واستطعنا بصمود اهالى قرية المريس في حفاظهم على أرضهم، لدرجة أن النساء الصعيديات خرجن بالجلابيب السوداء والنبابيت، اعتبر هذا اليوم هو يوم المرأة المصرية، لولا أهالى المريس لم تكن القضية تكتسب أنصار ومتضامنين.
مما تخاف الإعلامية بثينة كامل؟
أخاف من فقد من أحبهم.
هل تخافين من الأمن؟
لا، بالعكس، اشعر أن الأمن هو الذي يخاف منى، فليس لدى أجندات خفية "كله على عينك يا تاجر"
هل في رأيك المسيحيون يتعرضون لتمييز ديني في مصر؟
طبعا –رددتها ثلاث مرات- ، يتعرض المسيحيون لتمييز ديني، وخاصة من وسائل الإعلام الحكومية، وهو جزء من الفساد في المجتمع، وأنا عضو بمجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" وشاركت في المؤتمر الأول.
- في رأيك كيف يمكن مناهضة التمييز الديني في مصر ضد الأقليات وخاصة المسيحيين والبهائيين؟
أن نفضح ممارسات التمييز، ولا نخشى من "أبو لحية وزبيبة" فالتطرف يشق وحدة الأمة، ويحمى الفاسدين، بجانب تأسيس والمشاركة في منظمات المجتمع المدني.
بعد حادث نجع حمادي شاهدنا مجموعة من المسيحيين-ولأول مرة- تتظاهرون في ميدان التحرير بوسط القاهرة...ما تعليقك ؟
لابد أن نستخدم كل الوسائل للاعتراض، المسيحيين قهروا وظلموا كثيرا، وما يحدث الآن نتيجة لميراث القهر، يجب أن يكون التظاهر ليس داخل الكاتدرائية لكن في الشارع. وأدعو كل الشخصيات العامة للمشاركة والتفاعل مع الشباب، وأدعو هاني رمزي الفنان المصري المسيحي أن يشارك ويحث الشباب على المشاركة، ويقف في المظاهرات حتى لا يتعرض الأمن لهم، كما أرجو من باقي الفنانين أن يشاركوا معنا مثل الفنانين خالد أبو النجا وهند صبري وعزة بلبع وبسمة ومأمون المليجى. وان كنت اعرف مدى الضغوط التي تقع على باقي الفنانين الذين يرغبون في المشاركة لكون بعضهم يخشى على "أكل العيش" !!
- حضرتك عضو في حركة "مصريات مع التغيير" هناك عتاب موجة للحركة أنها اهتمت بغزة فأصدرت البيانات وقوافل إغاثة وزيارات من أعضاء الحركة لكن لم نرى هذه الحماسة المنقطعة النظير عندنا قتل 7 مواطنين مصريين مسيحيين ومواطن مسلم في حادث نجع حمادي؟ لماذا دائما هناك تركيز على قضايا خارجية بعيدا عن الداخلية وخاصة مشاكل الأقباط؟
مصريات ضد التغيير، حركة سياسية نتيجة تجاهل الجمعية الوطنية لنا في البداية، لسن عنصريات ولا مطالبنا نسويه، الحركة بدأت بعد حادث نجع حمادي، تأكد إننا كنا سنذهب إلى نجع حمادي.
لدينا توجهات مختلفة فلدينا ناصريين في ثورة يوليو يذهبون إلى قبر الرئيس عبد الناصر، وأنا وعزة بلبع نقف على كورنيش إسكندرية من اجل خالد سعيد، أنا دعوت جمهوري مع جورج إسحاق للذهاب إلى نجع حمادي وعرفت بعد ذلك بالقبض على الشباب المتضامنون ، واستضفت على الهواء فاديه الغزالي حرب والدة سلمى عقل.
- هل فكرتي أن ترشحي نفسك على مقاعد المرأة في انتخابات مجلس الشعب القادمة؟
لم أفكر ولن أترشح، رغم مكانة مجلس الشعب كسلطة تشريعية، لمن ينشد التغيير، لكن ليس لدى طاقة لهذا النوع من العمل رغم وجود دعوة على الفيس بوك تطالب بترشحى للمجلس، ليس لدى أموال ولا يمكني أن اعمل أشياء أخرى كثيرة، وبالطبع لن أتعين في المجلس.
- دائما تحملي شعار "مصريون ضد الفساد" على صدرك؟ في رأيك لماذا ينمو الفساد في مصر؟ وكيف يمكن مواجهته؟
ينمو الفساد عندما لا توجد ديمقراطية ولا شفافية ولا آليات واضحة للمحاسبة، ولا إرادة سياسية لمحاسبة الفاسدين ومحاربته، بالعكس هناك إرادة لتعمد إفساد المجتمع المصري، حتى يصمت المواطنين فلا يمكنهم حساب حكامنا.
- رأيك في مطالبة بعض الأحزاب بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب القادمة؟
أنا ضد مقاطعة الانتخابات، فهي معركة يجب أن يشارك فيها كل الأحزاب والجماهير، حتى لو ذهبنا وأبطلنا أصواتنا المهم المشاركة، كفانا مقاطعة
- يقولون إن اى عملية تحول ديمقراطي أو تغيير في المجتمع تحتاج لأناس لديهم الاستعداد لدفع ثمن نضالهم..هل النشطاء المعارضون في مصر دفعوا ثمن نضالهم ؟ أم أن نضالهم لم يتعدى الصراخ على القنوات الفضائية؟
نعم، المعارضة دفعت كثيرا، الثمن في مواهب كثيرة كان من الممكن أن تكون متقدمة على الساحة وان يصل البعض لمناصب عليا فى الدولة.
- هل الإعلامية بثينة كامل دفعت ثمن وتكلفة نضالها السياسي من أجل التغيير؟
دفعت الثمن بارادتى ، لكنى لم اخسر، مهما قلت لك فانا في النهاية رابحة، فقدمت برامج في قنوات فضائية.
- هل كنت تحلمي بالمشاركة مثلا في برنامج "مصر النهاردة" ؟
لا أريد، عُرض عليا بعد انتهاء اجازتى أن اقرأ نشرة الأخبار في التلفزيون المصري ورفضت
- ألم يؤثر نشاطك المعارض على أسرتك وعلى زوجك الدكتور عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؟
نحن أسرة ديمقراطية، وبالتأكيد هذا أثر.(وأضافت بابتسامة) ومن حقه أن يتنصل من نشاطي، وأعطيته هذا الحق.
- في نهاية هذا الحوار... لماذا تثقلين على كاهلك بمتاعب وصعاب باختيارك الطريق الصعب في النضال السياسي ...وكان من الممكن أن تعيشي حياة هادئة وتنعمي بمبهجات الحياة؟
لان الله اعطانى ضمير لا ينام، إذا صمت سأكون مريضة نفسيا، وهذا لا يناسب طبيعة شخصيتي، الله سيحاسبني ماذا قدمت لبلدي
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :