السبت ٢٧ يونيو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
أحمد منصور
مينا ملاك عازر
القبض على أحمد منصور الذي اعتاد اختراق الكثير من الملفات الشائكة قبل الثورة وكشف عن إخوانيته بعد الثورة في ألمانيا، وتزامن ذلك مع كشف ويكليكس عن مئات الألوف من الوثائق السعودية التي تورط الإخوان في كثير من الفضائح، وتشكيك السعودية فيها وكأنها مزورة، وإدعاءهم هذا أمر يحتاج منا لوقفة.
أحمد منصور بدى في فترة ما وكأنه ويكليكس إذ يكشف الغموض ويتناقش مع الكثيرين بانفتاح مع الآخر لكن ويكليكس لا يناقش أحد بل يفضح الجميع والسياسة ليس فيها إلا الفضائح فلا ولن تجد من يعاملك في العلن بنفس ما ينظر لك في السر، وهذه هي المفارقة التي تجمع بين أحمد منصور وويكليكس، فكما كان أحمد منصور يخفي إخوانيته ثم ظهرت كذلك ويكليكس يكشف عن كل واحد ماذا كان يخفي عنا؟ الإخوان من البداية كان لديهم الاستعداد - وذلك كان معروف- أن يدخلوا في أي صفقة في سبيل جلب الأموال التي سيكسبون من ورائها ويكسبوا جماعتهم.
وكما قبل ويكليكس ملايين الدولارات التي دفعتها قطر لكي يخفي ثلاث وثائق بعينها، وقبل أسانج القائم على موقع ويكليكس ذلك، قبل الإخوان أيضاً مليارات الخليج في سبيل التصالح مع مبارك والإفراج عنه، لا يهم الشاطر منظره إيه الآن لأنه يعرف جيداً أنه نجح في غسل دماغ وتغيب شباب جماعته.
أحمد منصور الذي فتح النار على مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو الآن هو يحتمل أن يقوم بدور ويكليكس جديد، ويكشف عن الكثير من المستور الذي يعرفه عن الجماعة وداعش وغيرها، هل يفعل ذلك أحمد منصور ويكشف لنا عما يداريه؟ هل يبيع جماعته أم يبقى مدعي البطولة؟ جريمة أحمد منصور الحقيقية التي قُبِض عليه لأجلها هي التعذيب، فهل يفعلها ويعذب الجماعة ويفضحها سواء لمصر أو لألمانيا أو لكليهما هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة وبغض النظر عن تسليمه لمصر من عدمه فأن أمامه فرصة ستبقى قائمة وهي أنه يتنازل عن جنسيته المصرية ويتمسك بجنسيته الإنجليزية -إن صح أنه إنجليزي- ليقض فترة عقوبته بين صواني البيتزا وعلب الدونتس كسابقه محمد سلطان، وربنا يستر من قانون يبدو أنه صُمِم كقارب نجاة لأعضاء الجماعة الخائنة، فمن لم ينجو بعفو الرئيس ينجو بجنسية بلد آخرى والتخلي عن جنسيته المصرية، والبركة في قانون لا يحمي إلا الإخوان.
أخيراً صديقي القارئ، صدق أن السعودية كانت على أتم الاستعداد أن تدفع المليارات في صفقة مع الإخوان، وصدق ويكليكس، فلا يوجد في السياسة ما هو غير منطقي ولا يصدق، وعلى فكرة هذا لا يعيب السعودية، فمن معه مال ولا يستطع شراء ما يريده فهو مقصر في حق بلده ونفسه، ومصالح شعبه، وانظروا لقطر التي اشترت صمت ويكليكس لألا تُفضح، وكله بالمال.