الأقباط متحدون - القبطى الوسطى الجميل
أخر تحديث ٠٢:٠٤ | الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥ | ١٨بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القبطى الوسطى الجميل

حسام السكري
حسام السكري

«بصوا بقى.. أنا راجل زى ما انتو تعرفوا مصرى مسيحى. لكن أعشق صوت مولانا عبدالباسط عبدالصمد، وأستعذب الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت، وأسرح محلقا مع الشيخ سيد النقشبندى، وأتمايل مغمضا عينى مع الشيخ ياسين التهامى. أحفظ الكثير من الآيات القرآنية بحكم دراسة اللغة العربية، وأحفظ شعائر صلاة الجمعة من كثرة استماعى لها فى الراديو إبان طفولتى. الوالدة باشا عمرها ما كانت تنهرنى أو تقولى ده مش لينا، أو وطى صوت الراديو. التكوينة دى عبارة عن مصر فى عيونى وقلبى وعقلى. كنت أعشق لعب الكرة فى الشارع قبل الفطار واستنى المدفع علشان آكل، وما أقدرشى لحد النهارده اشرب فى الشارع فى نهار رمضان. كل سنة وأنا طيب، يا أصحابى يا أهلى يا جيرانى يا إخواتى وحبايب قلبى بجد. كل سنة وانتو بكل خير يا غاليين».

هذه التهنئة الرقيقة من الصديق القبطى الطيب، أنسى رياض، كانت كفيلة بـ«إشعال» تعليقات الأصدقاء من المسلمين الوسطيين على فيسبوك، محملة بعبارات التراحم وذكريات المودة بين الإخوة والجيران مسلمين ومسيحيين.

ثم عدت لتذكر قصص وحكايات مماثلة لأصدقاء ومعارف من الأقباط، عندما قرأت حديثا نشر منذ أيام لأستاذنا الصحفى لويس جريس تحدث فيه عن التزامه بصيام رمضان الذى عودته عليه والدته.

ولا أشك أن غالبية قراء المقال من المسلمين الوسطيين المعتدلين الذين تزخر بهم مصر- تطربهم هذه الذكريات التى تعيدنا لعبق ماض، نحب أن نتذكر دائما أن عنصرى هذه الأمة كانا فيه وبحق، إييييد وااااحدة.

واسمح لى إن وصلت لهذه النقطة بأن آخذ معك استراحة من أجواء المحبة، لأسألك كصديق مسلم وسطى معتدل: لو كنت بالفعل تؤمن بقيمة احترام العقيدة فى مجتمع مثل المجتمع المصرى، فهل يا ترى تهتم أو تراعى مشاعر أصدقائك الأقباط فى أوقات صيامهم؟ هل تتجنب أكل اللحم أمامهم أثناء العمل؟ أو شرب اللبن مع الشاى؟ وإذا أزعجك مرأى شخص يأكل جهارا، أو مرأى مطعم مفتوح، أو شم رائحة شواء فى نهار رمضان، فهل تفكر فى نفس الشىء أيام صيام الأقباط؟

دعنا نجرِ هذا الاختبار سويا: هل رأيت تعليقا مماثلا من مسلم؟ وماذا سيكون شعورك أو رد فعلك لو كتب أحدهم:

«بصوا بقى.. أنا راجل زى ما انتو تعرفوا، مصرى مسلم. لكن أعشق صوت أبونا عبدالمسيح. وأستعذب القداس بصوت البابا شنودة. وأسرح محلقا مع القداس الغريغورى. وأتمايل مغمضا عينى مع ترانيم البيتير لايف».

أعرف الكثير من الآيات الكتابية، وأحفظ ألحان صلاة الأحد، من كثرة سماعى لها عند جيرانى فى شبرا. الوالدة باشا عمرها ما كانت تنهرنى أو تقولى اقفل الشباك، الكلام ده مش لينا. التكوينة دى عبارة عن مصر فى عيونى وقلبى وعقلى. كنت أعشق لعب الكرة فى الشارع قبل إفطار الأقباط يوم الجمعة العظيمة، واستنى خروج القداس علشان آكل معاهم، وما أقدرشى لحد النهارده أشرب فى صيام الجمعة العظيمة، أو آكل لحمة أو أشرب لبن فى الصيام الكبير. كل سنة وأنا طيب، يا أصحابى يا حبايب قلبى الأقباط بجد. كل سنة وانتو بكل خير يا غاليين».

لا تنسَ سؤالى: ما شعورك ورد فعلك لو قرأت تعليقا كهذا من مسلم فى عيد الأقباط؟ ولو حدث هذا، فهل تعتقد أنه مسلم وسطى وجميل؟
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع