الأوقاف والأمن يخضعان لمطالب السلفيين بمنع احتفالاتهم
والإخوان التيارات الإسلامية حرضوا عليهم
كتب – نعيم يوسف
ثاني أكبر طائفة.. ودولة شيعية
يواجه الشيعة في مصر عداءا واضحا، من قبل السلفيين والتيارات الإسلامية، بل والمؤسسات الدينية الرسمية أيضا في بعض الأوقات، وصلت إلى منع احتفالاتهم في مصر خلال السنوات الماضية بصفة معلنة وواضحة من قبل أجهزة الدولة.
تُعد الشيعة ثاني أكبر طائفة في المسلمين، وقد كونوا عدة دول منها الدولة الفاطمية في مصر، إبان القرن الثالث عشر الميلادي، والدولة الصفوية في إيران منذ ما يقرب من مائتي عام وحتى الآن.
عقيدة الشيعة
يؤمن الشيعة –حسب موسوعة "ويكيبيديا"- أن "عليًا بن أبي طالب هو وأحد عشر إمامًا من ولده (من زوجته فاطمة بنت النبي محمد) هم أئمة مفترضو الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي، ويطلقون عليهم اسم الأئمَّة أو الخُلفاء الذين يجب اتِّباعهم دون غيرهم طبقًا لأمر من النبي محمد في بعض الأحاديث مثل حديث المنزلة، وحديث الغدير، وحديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر"، ويستدلون على ذلك بالعديد من الأحاديث.
من السادات حتى الثورة
ظل الشيعة في مصر منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 مطاردين من قبل أجهزة الأمن، متهمين دائما "بالخيانة والعمالة لصالح إيران"، واتخذ نظام السادات أسلوبا عدائيا معهم، وحل جمعية "آل البيت"، كما تم حلها مرة أخرى في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عام 1987م، وتم إلقاء القبض على العناصر الشيعية في العديد من المرات.
بعد ثورة يناير
حتى ثورة الخامس والعشرين من يناير ظل لشيعة في مصر مختبئين خلف الأضرحة والشقق السكنية التي حولوها إلى "حسينية" هروبا من الأمن، إلا أنه بعد الثورة ظهروا على السطح بل وطالبوا بممثلين لهم في لجان الدستور سواء 2012 أو 2014.
التيارات الإسلامية والشيعة
بعد سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم، تبدلت الأحوال مرة أخرى، حيث ظهر العداء للشيعة بشكل رسمي وواضح بل وصل إلى التحريض عليهم في مؤتمر عقده رئيس الجمهورية –آنذاك- الدكتور محمد مرسي، أعقبها التجمهر أمام منزل شيخ شيعي يدعى حسن محمد شحاتة، وثلاثة آخرين من أبنائه وأتباعه وسحلوهم، وأجبروهم على الخروج منه، ثم انهالوا عليهم ضرباً وطعناً، فأحدثوا إصاباتهم التي أودت بحياتهم.
الأوقاف تمنع احتفالاتهم
وعقب ثورة الثلاثين من يونيو، استمرت وزارة الأوقاف في منع احتفالات الشيعة في مصر، وإغلاق مسجد الحسين –أشهر مساجدهم في مصر- في يوم عاشوراء، حتى لا يحتفلوا به ويؤدون طقوسهم أمام الجماهير، وقامت قوات الأمن بإغلاقه تنفيذا لمطالب السلفيين.
شيخ الأزهر والشيعة
وفي منتصف مارس الماضي، شنت مرجعات دينية شيعية حملة على شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بعد إدانته لما أسماه بـ"المجازر" في حق السنة بالعراق متهما "جماعات شيعية" بارتكابها، متجاهلا في نفس الوقت جرائم "داعش" في حق الشيعة، ووصفه قيادي شيعي مصري بأنه "يتبع المواقف السعودية، داعيا إياه إلى الاعتدال أو الاعتزال".