بقلم: عـادل عطيـة
يطيب لنا أن نستخدم تعبير: "رمضان كريم"؛ كتحية قلبيّة، طوال شهر رمضان!
فهل هو كريم في ذاته، كأسم؟!..
أم هو كريم بنا، حين نبسط يدنا، ونعطي غيرنا، بحب وسخاء؟!
ان البشرية تمتلك الامتياز، والامكانية؛ لكي تضفي الكرامة والعظمة على الأشياء التي نمنحها ولاؤنا الصادق العميق!
فكتبنا المقدسة، رغم عظمتها المستمدة من عظمة الذي أوحى بها، تبقى باهتة إلى أن تلتمع وتشع وتضيء بحياتنا، عندما نسير على هداها، ونتمثل بتعاليمها السامية الرفيعة!
كما أن تصرفاتنا كمؤمنين: إما أن تُمجّد الله، أو تجعل من الذين لا يعرفونه مجدفين على إسمه!
ها هوذا رمضان يأتي في موعده، ويعيش بيننا لمدة شهر من الزمن.. نحن لا نراه، إلا من خلال الروزنامة، ورسالتنا هي أن يراه الآخرين من خلالنا نحن، وبالصورة التي يستحقها من التبجيل!
فلا تجعل من هذا الشهر، دافعاً للتمييز بينك وبين غيرك من الناس!
لا تجعله فرصة لقهر الآخر الذي لا يدين بدينك، بإجباره على أن يصوم صومك!
ولا تجعله مناسبة من ثلاثين يوماً؛ لتمطره بالسباب، واللعنات، والدعاء عليه، وعلى أهله، وعشيرته!
ولا تجعله كمن يفرض عليك تشييد الأسوار الفاصلة، بينك وبين عملك الذي أؤتمنت عليه!
ولا تجعله كمن يفتح لك وحدك: مخازن الطعام، والشراب، وكافة المسليّات المتنوعة؛ فتأخذ منها بإفراط دنيء، وشراهة، حتى التخمة!
لكن أجعله شهراً لصيامات مجيدة، تمارسها بقدر قامتك الروحية، فتصوم عن كل عادة رديئة، وكل قول سيء، وكل فعل مشين!
واجعله شهراً تفقد فيه مشغولياتك الباطلة المنهكة؛ حتى تجد الفرصة للإصغاء إلى صوت الله، عبر ضميرك!
شهراً، تترك فيه نفسك لتكون طفلاً كبيراً؛ فالطفولة هي الأجمل، وهي الأنقى، وهي الأمثل، وهي نافذتك المفتوحه صوب السماء
تذكر، وأرجو أن تتذكر دائماً، في كل رمضان قادم..
أنه عظيم بك.
وكريم بك.
وهذه هي مسئوليتك، التي لا تستطيع غسل يديك منها!...