الأقباط متحدون - الشعب يرفض المصالحة!
أخر تحديث ١٧:٥١ | الاثنين ٢٢ يونيو ٢٠١٥ | ١٥بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشعب يرفض المصالحة!

 على هاشم
على هاشم

 حديث المصالحة مع جماعة الإخوان الذي يجرنا إليه البعض هنا وهناك، في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب والخداع.. فليس بعد خيانة الأوطان ذنب، وليس بعد الدماء معصية..

 
وهل من المعقول إهدار إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو و3 و26 يوليو، رافضين الجماعة، حكمها وفكرها وتنظيمها؟.. وهل تقبل المصالحة ويدها لا تزال ترفع السلاح وتخرب الوطن؟.. هل اعتذر الإخوان عن خطاياهم؟.. هل قبلوا بمبدأ القصاص وشرعية الدولة؟.. هل أعلنت الجماعة توبتها وبرأت من جرائمها التي جاءت في أعقاب اعتصامي رابعة والنهضة؟!
 
ما طرحه الغنوشي وأبو الفتوح وغيرهما من الأفاقين وأصحاب الذمم الخربة والمصالح، لا يعدو - في نظري - إلا محاولة للالتفاف على إرادة الجماهير بعد السقوط المدوي لمشروع الجماعة في مصر وتونس، وتراجع أسهم حزب النهضة وهزائمه المتوالية.. ويدرك الغنوشي جيدًا، كيف فشل هو في إقناع مرسي وجماعته قبل 30 يونيو بجمع الشمل والحوار والتفاهم لنزع فتيل الأزمة.. لكنه أراد أن يفلت من العزلة، وأن يعطي للتنظيم قبلة الحياة، غافلًا إرادة الشعب المصري الذي تعلو كلمته ويسود قراره على الجميع.
 
مبادرات المصالحة مع استمرار عنف الإخوان وتهديدهم للسلم الاجتماعي، درب من العبث السياسي وعودة للخلف، ومحاولة مخادعة لإعادة الإخوان لمشهد سقطوا منه بجدارة.. وكان حريًا بأصحابها وفي مقدمتهم الغنوشي، لو حثوا الجماعة وتنظيمها الدولي على لجم ماكينة الإرهاب والعنف والانصياع للقانون، وإظهار حسن النوايا والرغبة الحقيقية في التطهر والتوبة والخلاص من الخطايا، التي تركت جرحًا غائرًا في الجسد المصري ودول الربيع العربي، وتقديم ما يؤكد صدقهم في التصالح ليس مع السلطة أو قادة الجيش، بل مع الشعب المصري صاحب الأمر والسيادة والقرار بحسبانه، الخاسر الأكبر من جرائم الإخوان.
 
وتبقى مسئولية التيارات المدنية، مؤكدة على ما وصلنا إليه من تمزق وترهل؛ حيث لا يزال بعض أطرافها وشخوصها البارزة تتبنى خطاب المراهقة الثورية بعد ثورة يناير، ما جعل الناس ينفرون منها، وفتح الباب أمام قوى الإسلام السياسي التي كانت جاهزة لحكم البلاد.. ولا تزال هذه التيارات لاهية منعزلة عن الجماهير تاركة فراغًا يغوي بقايا النظام القديم وبعض أطياف التيار الديني؛ للعودة ودفع البلاد لحافة استقطاب جديد.. فمتى تعود الأحزاب لمجدها السياسي؟.. ومتى نجد معارضة مدنية قوية تضيف للنظام السياسي وتشد من عضده.. تتفق معه في الثوابت، وتختلف في التفاصيل حتى لا نعود لمربع الصفر مع اقتراب انتخابات البرلمان؟
نقلا عن vetogate.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع