الاثنين ٢٢ يونيو ٢٠١٥ -
٥٦:
١١ ص +02:00 EET
بقلم – أماني موسى
"حارة اليهود" مسلسل أم حارة مصرية قديمة حملت بين جنباتها الثلاث ديانات اليهودية والمسيحية والإسلام؟ حارة اندثرت معالمها لم يبقى منها إلا اسمها وبعض الحكايا عن يهود كانوا يقطنون مصر يحملون الجنسية المصرية ويدينون باليهودية، لتظل شاهد على تاريخ تم تزويره لوقت وتسيّسه.
في إحدى لقاءات إياد نصار بطل مسلسل "حارة اليهود" القائم بدور الضابط المصري "علي" المتيم عشقًا بجارته ورفيقة الدرب منذ الطفولة "ليلى" المصرية التي تدين باليهودية، وكيف أن التحولات السياسية آنذاك وبزوغ نجم حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وتغلغلها في المجتمع ونشر أفكارها السامة لدى البسطاء، جعله يشعر بالكراهية والاستياء حين ينظر إلى نجمة داوود أو الشمعدان بعدما كانا يمثلان إليه رمزًا محببًا إلى قلبه يُذّكره بمعشوقته "ليلى".
بنظرة للمسلسل ترى كيف تمكن حسن البنا وتياره المشؤوم من بث الكراهية في نفس المحب العاشق، فكم وكم لدى المصري العامي البسيط تجاه شريك الوطن المختلف عنه بالديانة؟
وبتسلسل الأحداث نرى كيف كان نهج الإخوان منذ الثلاثينات وحتى يومنا هذا، هو هو دون تغيير في التنفيذ والكيفية، حيث يبدأ عملهم بالشحن الطائفي واستغلال العاطفة الدينية واللعب عليها للتأثير ولتحقيق مآربهم بين العامة، حيث التدريبات على حمل السلاح في معسكرات سرية صحراوية بعيدة عن الأعين، حيث العمل ضد الدولة والنظام القائم، حيث التفجيرات والأعمال الإرهابية التي لا تمت للدين بصلة وإلصاقها بآخرين والتي يروح ضحيتها البسطاء من لا ناقة لهم ولا جمل في صراع كبير يدور بالأفق.
ترى بأعين التاريخ مصريين يهود يرحلون عن مصر أو يتم ترحيلهم قسرًا، ترى الحارة تضيق بطرف من ثلاثتها ثم يتطور الحال ليبقى طرفان أحدهما يضيق بالآخر من آن لآخر، يتصارعان حينًا ويتحابان حينًا آخر، كل هذا بفضل جماعة لم تنتمي لوطن يومًا ما بل انتمائها لسراب يعيش بخيال قادتها يسعون لتحقيقه ويتدخل القدر دومًا لإفشاله.
أخيرًا.. بعد عقود طويلة من بث سمومها وترسخها بأفكار العامة، هل يعرف المصري الفارق بين اليهودي والإسرائيلي والصهيوني؟