الأقباط متحدون - ومازلنا ندفع الثمن
أخر تحديث ٠٧:١٦ | الأحد ٢١ يونيو ٢٠١٥ | ١٤بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ومازلنا ندفع الثمن

بقلم : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
 
عقب قيام ثورة 25 يناير 2011 عاش شعبنا العظيم أيام تعاظمت فيها أحلام المواطن المصري في تحقيق قيم وأهداف الثورة ( عيش ، حرية، عدالة اجتماعية ، كرامة إنسانية ) ، وارتسمت على الوشوش علامات الرضا والبشر والحبور لسبب بسيط أنهم رأوا بعيونهم أن دعاوى الإحباط التي كانت تؤكد أن رحيل مبارك حكاية لايمكن تصورها وواحدة من المستحيلات الكونية قد قهرها وقفة الملايين الرافضة لاستمراره في 18يوم فقط ..   
 
وقال الناس عند خروجهم من ميادين التحرير ــ وهم في نشوة الإحساس بالانتصارــ ومع بطل عمنا صلاح جاهين في أوبريت الليلة الكبيرة " دي وصفة سهلة .. دي وصفة هايلة " ، وتركوا ظلال أحلامهم على أسفلت وبلاطات أرصفة ميادين الفرحة تتوسط دماء من استشهدوا ومن أصيبوا ، وتنعي فقدان شخوصهم في بداية المعركة ، بل ومازاد الطين بله دخول الميادين جحافل من انكشفت وشوشهم بعد سقوط أقنعة الخيانة والعمالة والانتهازية والتدين القشري ومسوح الدروشة والاتجار بأيات من كتب مقدسة فيدنسون فحواها ومعناها ..
 
وكمان لاجل الحكاية ماتبقى " كحلي" ويمكن "سوده" في بعض الأحيان جات لنا حكومات تشكيلها كان عجيب ، وعمايلها كانت أغرب ، وتكتمل فصول المأسأة بأحزاب تتكاثر وتتوالد وتتوغل بعبط وهبل ، واللي كان عدل فيهم عملوا " جبهة إنقاذ" وجنبها عشرات ويمكن مئات الائتلافات والحركات والبهلوانيات يتقافز بها من أطلق عليهم " النشطاء " ، فيتم في النهاية تقديم الميادين والبلاد بحكوماتها وكتلها السياسية هدية وتسليم مفتاح للباشا المرشد وزبانية الشر المقيم في أوصال بلد تعاني مشاكل من كل نوع ولون !!!
 
وبات الناس على شفا حفرة من نار التخلف والتراجع وجماعة الإخوان تتقدم من مرحلة المسكنة والضحك على العقول إلى التمكن والتمكين ... إنه زمن الرداءة والضياع والتفتت وسيطرة جماعات النهي عن المنكر بالقتل ووأد أي فكر مستنير لصالح تعميم حالة غيبوبة عاشتها شعوب ماقبل الحضارات قبل الزمان بزمان  ...
 
لكن والأكاده واللي يغيظ ويفرس حديث إعلام تم تتويهه وتعميم رسائل من نوعية .." نحن نتعرض لمؤامرة كونية" .. " التمويل الاجنبي والنشطاء والعملاء باعوا البلد "  ... " هوه الطرف الثالث " ...." انهم جحافل الطابور الخامس " .. لتمرح جماعات التشدد الديني بطول البلاد وعرضها وبزجاجات الزيت وأجولة السكر والدقيق واعتلاء منابر تكفير الجميع ، ليصلوا إلى سدة الحكم ، بينما نخب وأحزاب الندامة يتصارعون على كراسي جبهة الغرق ومش عيب عليهم أبداً يلتفوا حول الزعيم المفدى الإخواني وارتجال خطب عصماء حول أمالهم الطيبة في زمن الإخوان وعبقرية مشروع النهضة !!!
 
وفي النهاية يكتشف شعبنا الطيب أننا نحن من حولنا نصر يناير إلى وكسة حكم الإخوان ، لأننا في النهاية من أسكننا هؤلاء في مناطق ضعفنا ، فتمكنوا من تلابيب ومفاصل وأعمدة الدولة ، ولولا الاستفاقة الرائعة ووقفة الجيش العظيم في مواجهة تتار التخلف وبشجاعة ووطنية قائده لكنا لازلنا نبكي تحت أعلام جبهة الإنقاذ والتصدي الهلامي !!!
 
والآن ، للأسف نعيش زمن الترهل السياسي والعبط الإعلامي ، لتسليم أمرنا إلى من هم أسوأ وأبشع توجهاً ، وبمباركة غريبة يتم كسر ، بل وإلقاء مواد الدستور في يم التوهان من جديد بالاعتراف بأحزاب دينية ، ومش بس كده دول شركاء في وضع الدستور اللي بيخالفوه ورايحين بينا لدولة دينية مع سبق الإصرار والترصد .. لنسكنهم بديلا عن إخوان الشر في مناطق ضعفنا ، ولك الله يامحروسة !!  

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter