السبت ٢٠ يونيو ٢٠١٥ -
٢١:
٠٩ ص +02:00 EET
حزب شباب مصر
كتب - محرر الأقباط متحدون
أصدر حزب شباب مصر كتاب جديد بعنوان " شهادتى للتاريخ ـ رؤيتى للمستقبل " للأديب الكبير محمد خليل عضو إتحاد كتاب مصر . ويعد الكتاب هو العدد الثامن ضمن سلسلة كتاب شباب مصر التى بدأ الحزب فى إصدارها منذ أكتوبر الماضى .
والكتاب يعد بمثابة شهادة تاريخية هامة للحقب الماضية والتى رصدها محمد خليل والذى أكد فى مقدمتة للكتاب على أنه عاصر ملكا وسبعة رؤساء وهم الملك فاروق والرئيس محمد نجيب والرئيس الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات والرئيس صوفى أبو طالب والرئيس حسنى مبارك والرئيس محمد مرسى والرئيس عدلى منصور وأخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤكدا أنه وبعد هذا العمر كان لابد أن يدلى بشهادته عبر صفحات هذا الكتاب .
ويكتسب هذا الكتاب الذى بدأت مكتبة مدبولى وسط العاصمة القاهرة فى توزيعه أهميتة وخطورته من خلال سطور كتبها الدكتور أحمد عبد الهاى رئيس حزب شباب مصر على غلاف الكتاب والتى قال فيها :
" عندما تأتى الشهادة من شخص بحجم الأديب الكبير محمد خليل فهى مؤكد مختلفه ... حيث تكتسب أهميتها من كونه رأى ... وعاصر ... ورصد ... والأهم من كل ذلك أنه شارك ... حيث ينتقل محمد خليل فى هذا الكتاب من مقعد الأديب إلى مقعد المؤرخ الذى يرصد الأحداث بعين مدققة موضوعية ومحايدة موليا وجهه شطر الوطن . حيث يضم الكتاب عددا من مقالاته التى ناقش فيها الكثير من الأحداث ووضع ضمنها رؤيته أيضا نحو المستقبل دون الإكتفاء بالرصد والتوثيق ... ومابين توثيق هذه الشهادة وطرح الرؤى التى تدفع بالوطن نحو الأمام تتكشف أمامنا الكثير من الزوايا والتصورات الجديدة والتى تشكل فى النهاية شهادة تاريخية كان يجدر بحزب شباب مصر توثيقها فى هذا الكتاب الذى نسعد بتقديمه للقارئ ضمن سلسلة كتاب شباب مصر . "
ويحلق الأديب محمد خليل فى هذا الكتاب بين حقب متتالية وعصور متعددة كاشفا الستار عن بعض حلقات الضعف التى كان سببا لإنفجار أحداث ثورتى يناير 2011 و30 يونيو بعدها والتى تكتسب أهميتها أنه كان جزءا من الأحداث نفسها حيث كانت له تجارب عديدة ومشاركات فى عالم السياسة حيث يقول فى صفحات الكتاب الأولى :
أدركت ككاتب ضرورة وحتمية التغيير أو الثورة على الأوضاع عندما خضت تجربة انتخابات مجلس الشعب .. وسمعت حكايات المرشحين وحواديتهم عن بيع المقعد النيابى وكأننا نشترى سلعة من ( دكان السياسة ) .. نائب فى الدورة المنتهية يرشح نفسه مرة ثانية يساوم مرشحا آخر يحلم بالمقعد على مبالغ مذهلة لترك المقعد له .. بدأت من عرض خمسين ألف جنيه ووصل السعر إلى طلب مئتى ألف جنيه لترك المقعد البرلمانى ويساوم بالقول أن الجلسة ساعة واحدة على ( كرسى ) تساوى الخمسين ألف جنيه التى عرضها بائع المقعد .. لم أصدق نفسى ..
وفى إحدى جولاتى الإنتخابية يوم التصويت إستقبلنى مندوبوا المرشحين بحفاوة بالغة فى إحدى اللجان فى قرية من قرى الدائرة ولكم أن تتصوروا ماذا كانت التحية التى يريدون تقديمها لى بمناسبة زيارتى لهذه اللجنة .. كانت التحية النداء على أحد المندوبين لوضع عشرة أصوات لصالحى فى الصندوق ترحيبا بى .. غضبت ورفضت ذلك بحدة وأسف طبعا لأنى أدركت ماذا سيحدث بعد خروجى .. ثم ماحدث من تعديل للنتيجة أمامنا جميعا واعتراضى علنا فى مواجهة المرشح المعارض الذى تم إعلان فوزه بعد ذلك وكان يرشح نفسه للمرة الثالثة وكأنها كانت ترضية له ولحزبه المعارض ..
من ثم أدركت أن المسألة لم تعد تحتمل السكوت أو الصمت وأن البلد على شفا حفرة من الإنهيار والإنفجار رغم مايبدو من هدوء واستقرار .. أيقنت أننا فى مسيس الحاجة إلى ثورة تعيد الأمور إلى مساراتها الصحيحة .. بعد ذلك بسنوات انتابنى شعورحاد وأنا أكتب قصة ( الحلم والنهر ) عن واقعة انتحار الشاب (عبد الحميد شتا ) المتفوق دراسيا فى العلوم السياسية وإخفاقه فى الوصول إلى وظيفة يستحقها فى وزارة الخارجية لأن أباه ( مرفوض إجتماعيا لفقره ) فأوصى أباه بشقيقه الطالب بكلية الطب وألقى نفسه فى النيل .. أبصرت الجو تلوح فيه سحابات كثيفة لثورة قادمة لامناص من حدوثها .. خاصة مع إرهاصات التوريث وتزوير آخر انتخابات فاضحة والتى جعلتنى أكتب مقال ( كوتة للمعارضة ) والفقر الذى عشش فوق رؤوس الناس والتعليم المتدنى والصحة التى غادرت الناس وغير ذلك من كوارث السياسة والإقتصاد والحياة ..
تأكدت أيضا أن البلد فى حاجة إلى التغيير بعدما ماقرأته فى الرسالة التى وقعت بين يدى ( صدفة ) قادمة من الخارج متضمنة ( الخطة ) أو مايشبه سيناريو أحداث الثورة ( مقدماتها ونتائجها التى يتوقعونها أو التى يرغبون تحقيقها ) وما تأكد لى من خلال بعض الكتب التى صدرت فى الكويت والعراق والتى تناولت الأوضاع فى مصر والمنطقة العربية والإسلامية .. وعندما انفجرت الأحداث فى تونس لاحت بشائر ماسوف يحدث وأدركت أن الخطة الموضوعة من خارج المنطقة فى طريقها إلى التنفيذ .. راهنت الكثيرين من الأصدقاء والكتاب على أن الثورة ستندلع فى مصر وبأقصى مما يتصورون وأن الشباب المصرى سيكون مؤججا لهذه الثورة التى تلوح فى الأفق .. ولذلك كتبت المقال المنشور بعنوان ( مبروك ياشباب مصر) والذى تم نشره قبل الثورة بيوم واحد .. وكان مارأيناه جميعا .. لكن الذى اختلف هو النتائج التى لم يكن أصحاب الخطة يتوقعونها أن مصر التى كانت الجائزة بالنسبة لهم خيبت آمالهم ووأدت أحلامهم فى السيطرة على الشرق الأوسط بصفة عامة ومصر بصفة خاصة واختلفت الحسابات وارتبكت الرؤى السياسية العالمية ..
ومن خلال سطور الكتاب يرصد محمد خليل ويوثق لشهادتة التاريخية واضعها داخلها كافة رؤاه للإنطلاق نحو المستقبل .
الكتاب صدر فى طباعة فاخرة وأنيقة من توزيع مكتبة مدبولى