الأقباط متحدون - السادات فرحاً
أخر تحديث ٠٦:٣٦ | السبت ٢٠ يونيو ٢٠١٥ | ١٣بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السادات فرحاً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
أراه يجلس ممسك البايب، ينفخ فيه في نشوة لم يشعر بها منذ انتصار أكتوبر، يجلس يرفع رأسه وينظر في حدة وتحدي لأولائك الذين هددوا الأمن، وأغلق لأجلهم وبسببهم وبسبب تهديدهم محطة تحمل اسمه لمدة تزيد على العامين، جلس وهو مطمئن أن رجال الداخلية قرروا أن يقوموا بعملهم، ويؤمنوا محطة مترو تحمل اسمه.
 
وسط هذا الزهو الذي يعيشه الرئيس السادات، وهو يتابع إعادة فتح محطة السادات دخلت عليه زوجته، وما أن رأته بهذه الحالة إلا واندهشت، وسألته لماذا أنت منتشي هكذا؟ فأشار لها بفخر لرجال الأمن الذين اتخذوا مواقع تأمينية لتأمين محطته، فابتسمت وقالت لقد تركوها لمدة عامين تقريباً، فرد بقوة وتحدي، ولكنهم الآن يفتحوها فسألت في ضيق من طيبته المتزايدة البادية عليه، ولكن لماذا أغلقوها؟ فقال لا أعلم، فبادرته إذن لماذا فتحوها؟ فقال لا أعلم، كل هذا ليس مهم، المهم أنهم فتحوها، فقالت أتفرح أن اسمك عاد يتردد على الألسن بفتح المحطة، فابتسم ابتسامة ساخرة لا يعنيني هذا مطلقاً، ولقد كان اسمي يتردد على ألسنتهم بسبب المحطة وهي مغلقة أكثر من تردده على السنتهم وهي مفتوحة لطلبهم فتحها، ناهيك عن ترديدهم إياه إبان الحديث عن انتصاراتي السياسية والدبلوماسية والعسكرية، فقالت إذن لماذا أنت منتشي هكذا؟ أجاب في وضوح معتاد، وهو يضغط على كلماته لأنهم أخيراً قاموا بواجبهم، لأنهم أخيراً قرروا يخففوا الضغط والعبء والحمل على هذا الشعب، وأنت تعلمين يا جيهان كم أنا أحب هذا الشعب.
 
 وبينما هي تتفهم موقفه، وما دار بباله، وحزنه الذي كانت تراه طوال أكثر من سنتين وهو يرى بعينه كيف يتكدس المواطنون المستخدمون للمترو في محطة أخرى لعدم قدرتهم على استخدام محطة السادات، ولتقصير شرطي لا ينكره أحد،  سألته كيف كنت تتحمل حزنك على تعب وضيق الشعب المصري من إغلاق المحطة، فقال كان يهون علي رؤية الشعب كله يتراخى في عمله، فكنت أقول يعني حتيجي على بتوع الشرطة، كنت أرى تقصيرهم في كثير من العمليات الإرهابية وتوانيهم وتراخيهم في بعض الأحيان، فقلت يعني حتيجي على غلق محطة مترو وهو غلق بدون سبب، وإللي يتقفل النهارده بدون سبب يتفتح بكره بدون سبب برضه يعني هانت وحتيجي على أهون سبب.
 
تركته وهو ينفس دخان غليونه في وجه الكثير من المتراخين في هذا البلد، وهو يقول لهم الحمد لله أنكم لم تكونوا معي في حرب أكتوبر، فما كنا انتصرنا لو كان جيلنا مثلكم بيستسهل ويريح دماغه.
 
المختصر المفيد اعملوا ولا تتوانوا، رمضان كريم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter