خاص – الأقباط متحدون
القديس مرقس الرسول، هو مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتعتبره الكنيسة البطريرك الأول ضمن سلسلة بابواتها، التي وصلت إلى رقم 118 بـ البابا تواضروس الثاني.
هناك خلافات بين روايات حول ولادة مرقس ولكن الأغلب يقول أنه ولد في قورينا بإقليم برقة في ليبيا، ويروي تاريخ الكنيسة إنه ابن أخت القديس برنابا، وقد كان اسمه أولًا يوحنا كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (أع 12: 12).
ويذكر "السنكسار"أنه ولد من أب اسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم. إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض، فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح. ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطو بولس فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا ومنه درس التعاليم المسيحية.
وقد ذكر القديس مرقس في الأناجيل عندما أراد المسيح أن يُعد الفصح الأخير، حيث أشار إليه المسيح بقوله لتلاميذه: "أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (مت 26: 18) " ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبئوا بعد موت السيد المسيح وفي عليته حل عليهم الروح القدس.
ذهب القديس مرقس، مع بولس الرسول وخاله برنابا في رحلاتهم التبشيرية إلى قبرص، ولكن بعد خلاف بين "بولس وبرنابا"، جاء القديس مرقس إلى مصر وكان ذلك حوالي عام 55م.
يقول تاريخ كنيسة الإسكندرية، إنه بعد نياحة برنابا ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية. ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه وكان عند الباب إسكافي أسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه، فشفاه القديس، وأسس في بيته أول كنيسة بالإسكندرية، ومنها انطلقت الكرازة إلى مصر وإفريقيا كلها.
بعد انتشار الكرازة في الإسكندرية ألقي القبض عليه وسجنوه، ثم سحبوه في الشوارع وسحلوه، وفي يوم 30 برمودة أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى أسلم روحه الطاهرة ولما أضرموا نارًا عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة.
وحسب موسوعة "ويكيبيديا" فإن جسد مار مرقس سُرق من الإسكندرية وذهبوا به إلى إيطاليا. لكن استعادت الكنيسة القبطية جسده عام 1968 في أيام البابا كيرلس السادس، ووضعت رفاته في مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية.