الاربعاء ١٧ يونيو ٢٠١٥ -
١٦:
٠٨ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
القمص أثناسيوس چورچ.
هذا الوعي مَعْنيٌّ على وجه الخصوص بالشهادة المسيØية (أنتم شهود لي)Ù¬ عبر الØÙاظ على الخصوصية الÙكرية التي تÙØقق الإندماج المتمايز٬ ذلك الإندماج الذي يميّز التعبير عن رسالتنا ووجودنا وهويّتنا كمسيØيين٬ والذي يقدم الرؤية اللاهوتية للمسيØية الشاملة: لله (مَنْ هو إلهنا؟)Ù¬ وما هي رؤيتنا للكون
وللإنسان وللتاريخ وللزمن وللأخلاق وللØياة.. تلك الرؤية التي تÙبرز العÙمارة الÙكرية للإنسان المسيØÙŠ من Øيث قيمته ورسالته من Ù†ØÙˆ الله ونÙسه والآخرين.
لا شكَّ أن هذا الوعي يقتضي دراسات وتØضيرات ووÙرَش عمل للوقو٠على الخبرات والرÙؤىَ٬ إنطلاقًا من كتابنا المقدس وآباء كنيستنا وتقليدنا الØÙŠ
وتاريخنا٬ بلوغاً إلى الواقع المÙعاش بإØتياجاته وتØدّيّاته وتØديثاته. والأمر يستلزم التØرّÙÙŠ الموضوعي المدروس والمتروÙّي بالتÙكير والبØØ« لإدراك Øقائق التنوع الÙكري والإجتماعي والسياسي٬ Øتى Ù†ØتÙظ بقسط Ùاعل من الخصوصية والإلتزام الموضوعي بما نسعىَ لبلوغه ÙÙŠ أداء شهادة إيمانية ناصعة... إذ أن هناك Ùرق بين المشروع النظري للإعلام والتØقيق الÙعلي.
ولأن الإنسان عدÙوّ ما يجهله٬ لذلك علينا أن نسعَى عبر الإعلام المسيØÙŠ بتقديم من Ù†Øن؟ بماذا نؤمن؟ لماذا Ù†Øْيَا؟ كي٠نÙكر؟ ما هو تاريخنا ÙˆØاضرنا؟ ما هي رؤيتنا لوطننا ولقضايانا ولإخوتنا ÙÙŠ الإنسانية؟ ما هي منظومة Ù‚Ùيَمنا وأخلاقنا؟ ما هي رسالتنا Ù†ØÙ† البشرية (Øضورنا٬ مشاركتنا٬ إضاÙاتنا).
كل هذه وغيرها الكثير من Ù…Øاولات للتعري٠ولإنعاش الذاكرة٬ وللتبصّÙر ÙÙŠ مَصÙير الØضور المسيØÙŠ ÙÙŠ مجتمعاتنا٬ وهي ÙÙŠ Ù…Ùجمَلها تÙوصّÙÙ„ شهادتنا عبر الإعلام الصادق٬ الذي ÙŠÙكاش٠شركاء الوطن ÙÙŠ أمر الخصوصيات هذه٬ والتي آن لها أن تنعتق وتنبسط بتلقائية بعد تأخير تارة وتأجيل تارة أخرى٬ أدّى إلى عÙطب نَجْني تبعاته.
بينما المَسعَى الإعلامي المسيØÙŠ هو جوهر وأصل كل كرازة إيجابية٬ وهو قاعدة مقتضيات الشهادة المسيØية بما Ùيها من Ùعل Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠ ومستلزمات الوجود المسيØÙŠ الكريم والØÙرّ٬ Ùعمل Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨Ø© تستنهض العقول والقلوب والقÙدرات لإذاعة العمل الإلهي المسيØÙŠ ÙÙŠ الكَوْن كله٬ عندما ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‚Ùبّة والجرس والكنيسة والمكتبة وجمال التعليم والقÙÙŠÙŽÙ… المسيØية وتÙاعلاتها Ù…ÙتاØØ© للخليقة كلها؛ كي تÙبدد ظلمات الجهل والتØريض والكراهية والماديّة والإلØاد والأصولية وقوات الجØيم.
Ùهل Ù†ØÙ† على الطريق Ù†ØÙˆ مَسعانا الإعلامي المسيØي؟! لن نكون على الطريق إلا إذا وقÙنا وقÙØ© ضميرية لكي Ù†Ùهم معنى وجودنا كخليقة جديدة وكشهود وأبناء وورثة ورعية مع القديسين وأهل بيت الله.
كذلك لكي نكون على الطريق علينا أن Ù†Ùعيد إكتشا٠هويّتنا (إعادة قراءة): Øياتنا وسلوكنا وتقليدنا ÙÙŠ ضوء التØولات الØياتية التي تنجلي لنا ÙÙŠ صورة رجاء تكميلي٬ تنسØب عليه صÙØ© الإعلان الإلهي٬ Ùنقدم رسالتنا ودورنا وعلاقتنا الطيبة بمن نعيش معهم ÙÙŠ بلادنا٬ كنÙور وكمÙÙ„Ø ÙˆÙƒØ³Ùراء٬ وكثمرة الإرادة الصالØØ© والوعي الجماعي.
ذلك كله لا ينÙصل عن الÙَهم الجَدّي Ù„Ùرادة المسيØية وتميّزها؛ ولا عن ما يقوله Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù„ÙƒÙ†Ø§Ø¦Ø³(رؤ Ù¢ : Ù§)Ù¬ وهو لا ينÙصل أيضًا عن مشروع الله الخلاصي المÙترجَم ÙÙŠ التاريخ البشري.... والذي دÙعيت الكنيسة لكي تكون علامته ÙÙŠ العالم والتاريخ٬ Ùالكنيسة ÙÙŠ وسط البشر هي علامة بناء ملكوت الله الأبدي٬ إذ لا خلاص لأØد خارجها٬ وهي تÙتمّÙÙ… هذه المÙهمّة عندما تكون ذاتها.
إن مؤشرات Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ÙŽØ³Ø¹Ù‰ الإعلامي المسيØÙŠ تنشر إشعاعاتها Ùوق المنارة٬ بإعلانها عن الرجاء والÙØ±Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Øبة والسلام والمصالØØ© والØكمة والتعقّÙÙ„ المسيØي٬ Ùما معنى أن نكون مسيØيين وأن يكون هناك وجود مسيØÙŠ من دون ثمار ومن دون أن نشهد لمسيØنا ونكرز به Øياتيًا٬ إذ ليس إنجيلنا وعبادتنا مجرد Ùروض أو تراث أو ثقاÙة٬ بل أن نعيش ونØيا مضامينهم٬ وهنا تكون مسيØيتنا Ø¥Øتياجًا وجوديًا٬ صانعين بكل هذا ترجمة لما Ù†ÙŽØياه بالإيمان الذي نؤمن به٬ وتكون Øياتنا إستمرارية لتجسد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¥Ù„Ù‡Ù†Ø§ ومخلصنا ومخلص كل Ø£Øد.
www.frathanasiusdublin.com